اللهُ أكـــبــرُ ضــــجَّ فــــي الــشـريـانِ … نــبــضُ الـحـنـيـنِ لــقـائـدِ الـفـرسـانِ
قـطـب الـرحـى الـهدَّارُ فـي سـاحاتها … والــفـارسُ الـمـقـدامُ فـــي الـمـيـدانِ
وافى الوغى لم يخشَ عاصفةَ الرَّدى … أو لانَ لـــلــســفــهــاءِ والـــــخُـــــوَّانِ
ومــضــى عــزيــزا لا يــلـيـنُ لـبـغـيهم … ورؤاهُ والأقـــصـــى حِـــــوارٌ هـــــانِ
شـــيــخُ الــمـنـابـرِ مـــا لــوى تـبـيـانَـه … ســفـهُ الـقـريـبِ ووطـــأةُ الـحـدثـانِ
أو ضــــرَّه قــــولُ الــغـبـيِّ ســفـاهـةً … أو نـــالَ مــنـه صـويـحـبُ الـتـيـجانِ
أبــنـاؤُه الـشـهـداءُ قــد سـبـقوه فــي … دربِ الــجـهـادِ بــأكــرمِ الـعـقـيانِ(1)
وبـقـيـةُ الأرحـــام مـــن بـيـتٍ جـنـى … ثـــمــرَ الــجـهـادِ بــجـنَّـةِ الــرضــوانِ
هــم مـا اسْـتكانوا لـلـعدوِّ ولــم يــروا … إلا الــجــهــادَ لــحــافـظـي الـــقـــرآنِ
عـــاشــتْ فـلـسـطـينُ الـحـبـيـبةُ درَّةً … بــقـلـوبِـهـم والــفــضــلُ لــلإيــمــانِ :
ولــربِّــهـم ولـــقــد جــنــوا تـوفـيـقَـه … إنَّ الـــشَّـــهـــادةَ ذروةُ الإحــــســــانِ
بـشـرى أبــا الـعـبدِ انْـجـلتْ بـوفـائكم … ســنـنُ الأبـــاةِ الـصِّـيدِ فــي الأعـنـانِ
وبــغــمـرة الــطــوفـانِ ذلَّ عــدوُّكــم … طـــوفــان أقــصــانـا بـــــلا نـــكــرانِ
(الــجــورةُ) الــشَّـمـاءُ قــريـةُ قــائـدٍ … فــيـهـا تــرعــرعَ بــالـهـدى الــربَّـانـي
وتــفــيَّـأَ الـــظــلَّ الـظـلـيـلَ لــدعــوةٍ … يــلـقـى بــهـا الـرحـمـنَ ذا الـسُّـلـطانِ
ومــعـسـكـر لــلَّاجـئـيـن (بــشـاطـئ) … خــبــرَ الــحـيـاةَ وقــسـوةَ الــعـدوانِ
أحــوال قــومٍ فــي فـلـسطين ارتـأوا … قـيـمَ الـهـدى فــي الـصَّبرِ والـشكرانِ
والــيـوم غـــزَّةُ فـــي صــراعٍ مـفـجعٍ … ومــــع الــيـهـودِ الــلــؤمُ فــيـهـم دانِ
لــكـنـهـم وجـــــدوا الأبــــاةَ قــيــادةً … لاتــنـحـنـي مــــن مــنـظـر الأكــفــانِ
وَلَـكَـمْ لـهـم سـجـنوا وكـم قـد قـتَّلُوا … ولَــكَـم نـفـوا مــن خـيـرةِ الـشـجعانِ
(مــرج الـزهـور) وفـيـه كـوكـبةٌ أبـتْ … بـــغــيَ الــيــهـودِ لــســائـرِ الــسُّـكَّـانِ
وهــو الـتـحدِّي لــم يــزل فــي قــوةٍ … هـيـهـاتَ تـخـشـى غـــارةَ الأضــغـانِ
مـــا زال فـــي ســمـعِ الـزمـانِ وأهـلِـه … نــبــراتُ إسـمـاعـيـل فـــي الـمـيـدانِ
لـــم يـعـترفْ بـكـيانِ إسـرائـيل فــي … يــــــومٍ مــــــن الأيـــــامِ لــلــجـرذانِ
هـيـهـاتَ مـــا عـشـنا لـيـعترفَ الـوفـا … لــلــقــدسِ والأقـــصــى ولــلـسـكـانِ
عـشـنا نـجـاهدُ فــي الـحـياةِ عـدوَّنـا … رغـــم الأســـى والـجـوعِ والـحـرمانِ
رغـــم الـصـواريخِ الـمـميتة أرعــدتْ … رغــــمَ اغــتـيـالِ الـنـخـبةِ الـفـرسـانِ
طـوبـى أبــا الـعـبد الْـمُـزمجرُ مـؤمـنا … بــحــقـيـقـة الــتــوحــيـدِ لـــلــدَّيَّــانِ
قـتـلـوك لــكـنْ لـــم تــمـتْ فـشـهـادةٌ … لـــــكَ أقــبــلـتْ بـالـيُـمـنِ والإيــمــانِ
جــنَّـاتُ عـــدْنٍ مـــعْ بـنـيـك وإخــوةٍ … ســبـقـوك مــاهـانـوا لــزيــفِ هـــوانِ
قــد جُــدْتَ بـالـروحِ الـكـريمة رغـبـةُ … ومـــحــبَّــةً لــــلـــهِ ذي الإحــــســـانِ
ذكـــراك والـشـهـداءُ يَــعْـذُبُ ذكـرُكـم … ويــمـرُّ ذكـــرُ الــركـبِ فــي الأذهــانِ
ولأحـمـد الـيـاسين ذي الـفـجر الــذي … لاقـــــى بـــــه مـحـبـوبًـه الـعـدنـانـي
صـــلَّــى عــلـيـه اللهُ جــــاءَ مــبـشّـرا … بـالـفـتح والـنَّـصـرِ الـقـريـبِ الـهـانـي
إنـــــا فــقــدنـا يــــا أُبــــاةُ بـفـقـدكـم … أغـــلــى وأســـمــى قـــائــدٍ ربَّـــانــي
ولـــقــد فُــجـعـنـا يـاهـنـيَّـةُ عــنـدمـا … قـــــد جـــــاءت الأنــبــاءُ بـالـبـرهـانِ
لــكــنَّـه الــصَّــبـرُ الـجـمـيـلُ يـضـمُّـنـا … ويـــــردُّ عـــنَّــا ســـطــوةَ الأحـــــزانِ
والـمجرمون ومَـن سـعوا فـي قتلكم … لـــهــمُ الــتــبـارُ وغــضــبـةُ الـــدَّيَّــانِ
والله نـــســألُ أن يــدمِّــرَ صــرحَـهـم … صــرحَ الـخـيانة والـهـوى الـشيطاني
لــــن يــفـلـتَ الأعــــداءُ إنَّ هـلاكـهـم … آتٍ إلـــيـــهــم لُـــــــفَّ بــالــخــسـرانِ
مــا مـاتَ حـتفَ الأنـفِ مـنكم فـارسٌ … أبـــــدًا ولا قـــــد لانَ يــــومَ طِــعــانِ
فــزتُــم وربِّ الـبـيـتِ فـــي أيـامـكـم … بـــالـــعــزِّ والإيــــثـــارِ والــتــحــنـانِ
وسِــواكُــمُ قــــد ذلَّ لـلـبـاغـي وقـــد … خـــــانَ الأمــانــةَ فــاقــدُ الــوجــدانِ
فــاسـتـبـشـروا مـتـنـعـمـيـن بــجــنَّـةٍ … فــيـهـا لــكــم نِــعَـمٌ مـــن الــرضـوانِ
أمَّـــا الـسـيـوفُ فــلـم يــزل عـنـوانُها … نــهـجَ الـجـهـادِ يـــرنُّ فـــي الـعـنوانِ
والــنـصـرُ نـلـمـحُه عــلـى أرواحــكـم … لــمَّـا عــلـتْ والــبـوحُ فــي الـخـفقانِ
وتــظــلُّ رايــــاتِ الــجـهـادِ بـقـدسِـنا … أبــــــدًا تــــــرفُّ بــســائـرِ الأعـــنــانِ
ويــزيـدُهـا وهــجًـا دمٌ يــجـري هــنـا … فـــي غـــزَّة الإيـثـارِ أحـمـرَ قــانِ(2)
سـيـظـلُ مــيـدان الـبـطـولة شــاهـدًا … أنَّ الــجــهــادَ يـــــردُّ كـــــلَّ جـــبــانِ
والــحـزنُ والـجـزعُ الـبـغيض مـكـانُه … فـــي مـلـعـبِ الـهـفـواتِ والـخـسرانِ
هـيـهات يُـجدي الـقومَ غـيرُ كـفاحِهم … فـــي الـعـصـرِ عــصـرِ تــآمـرِ الــربَّـانِ
عــصـرِ الـمـآسي لــم يَــدع مــن آفــةٍ … إلا وجـــــــــاءَ بـــــهــــنَّ لــلــعــربــانِ
والـمـسلمون اسـتـيقظوا بـعـد الـونى … وصــحـوا بـــه مـــن غـفـلـة وتـوانـي
أمَّـــأ الــعـدوُّ فــلـم يــزل فــي بـغـيه … والـمـرجـفون فـبـئـسَ أهـــل هـــوانِ
أعــــداءُ أمَّــتِـنـا ولــــم يــهــدأْ لــهــم … بــــالٌ إلا بــهــدمِ شــريـعـةِ الـرحـمـنِ
والــلـيـلُ أطــبــقَ مــنـذرًا إجـرامَـهـم … بــئــسَ الـجـنـاةُ ، وغـــارةُ الــعـدوانِ
والـكـربُ يـضـحكُ فــي شِـفـاهِ أذلــةٍ … مــتــبـاهـيًـا بـــشــراســةِ الـــذؤبـــانِ
فـتـجـلـدي فــخــرًا، وتــيـهـي عـــزَّةً … يــــاغــــزَّة الـــفــرســانِ والــــقـــرآنِ
فـالـمـفـلسون ثــلاثــةٌ ســكـروا بــمـا … فـي الـكأسِ مـن خـبثٍ ومـن أضـغانِ
وتــعـجَّـلـوا أيــامَــهـم لــــم يـعـلـمـوا … قــــــدرَ الإلــــــهِ الــقــاهــرِ الـــدَّيــانِ
(نــتــنٌ بــأمـركـةٍ وعــبــاسُ) الــــذي … قُــبُــلاتُـه تُـــهــدَى لـــــذاك الــجـانـي
والـمجرمون عـصابةٌ خـلعوا الحياءَ . … . تـــبــذُّلاً فـــــي خـــانــةِ الـعـصـيـانِ
أجــــلٌ قــريـبٌ . لــيـس تـنـفـعُهم إذا … حـــانَ الـقـضـاءُ صــداقـةُ الـشـيطانِ
لــجُّــوا بـغـطـرسـةٍ فــــذي أنـيـابُـهـم … عـضَّـتْ قـلـوبَ الـنـاسِ فــي الـبلدانِ
أحــضــارةٌ فــــي الــبـغـيِ إنـسـانـيَّـةٌ … أم غـــابُ أنــجـاسٍ نـــرى وزوانــي !
أَوَ يـعرفُ الـقيمَ الـرفيعةَ مَـنْ قـضوا … أيــامَــهــم بــالــسُّـكـرِ والــعـصـيـانِ !
أَيــقــودُ قــومًـا مَـــنْ تــبـوَّلَ واقــفـا … فـنـجـاسةٌ فـــي الــثـوبِ والأبــدانِ !
أم يــعـرفُ الـرحـمـاتِ ذئـــبٌ جــائـعٌ … يـــروي جـــواه مـــن الـــدمِ الـهـتَّانِ !
هـيـهـاتَ يــازمـنَ الـمـكـارهِ أن تَـــرى … دنــيـاكَ عــنـدَ الـحـقـدِ ظـــلَّ أمــانِ !
هــــذي مـكـائـدُهـم ، وذاكَ عُــتُـوُّهـم … والــمــكـرُ والــتـدلـيـسُ مــزدهـيـانِ !
شـكـوى لــربِّ الـعرشِ صـعَّدَها بـنو . … . الإســلامِ فــي لـيلِ الأذى الـمتداني
في القدسِ في بغداد في الشَّامِ التي … عــانـتْ وغـــزَّة مــن لـظـى الـعـدوانِ
فـي الـسجنِ في الزنزانةِ الصمَّاءِ في … مـــــا لا تـــــرى إجــرامَــهـم عــيـنـانِ
زمــــن الـتَّـفـلُّتِ لارعـــى اللهُ الـــذي … حــكـمَ الـعـبـادَ بـخـبـثِه الـشـيطاني !
زمــن الـوحـوشِ : فـيـالغزَّة مــن يــدٍ … مــلــعـونـةٍ حــمــلـتْ أذى الــعــبـدانِ
أمـسـتْ كـمـسرحِ مُـخـرِجٍ ذي خـبـرةٍ … بــالـفـنِّ والإرهــــابِ فــــي الــبـلـدانِ
والـنـاسُ ويـحَ الـناس مـاتَ أمـيرُهم … وتــلــفَّــعـوا بـــالــلــفِّ والـــــــدورانِ
يــتـفـرجـون ويـضـحـكـون لـحـبـكـة … قـــد قُــدِّمـتْ لـلـعـرضِ فـــي إتــقـانِ
ونـسـاءُ غــزَّة مـابـهنَّ ! ومــا لـهـنَّ ؟ . … … وصــبـيـةٌ وجــمـوا لـخـطـبٍ دانِ !
هــيــهـاتَ يــنـكـسـرُ الإبــــاءُ فــغــزَّةٌ … تـعـنـي صُــمـودَ الـمـؤمـنِ الـمـتـفاني
شـبعتْ مـن الـموتِ الزؤامِ وما حنتْ … لــلــبــغـيِ قــامــتَــهـا ، ولـــلــعــدوانِ
وبــهــا الـجـحـافـلُ آمــنـتْ باللهِ لـــم … تــسـجـدْ ســـوى لــلـهِ ذي الـسـلـطانِ
والــــرزءُ عــنـوانُ اصـطـفـاءٍ طــيِّـبُ … لــلــمـسـلـمِ الــمــشــدودِ بــالإيــمــانِ
وأشـــدُّ أهـــلِ الأرضِ بــلـوى صـفـوةٌ … مــخــتـارةٌ مـــــن عـــالَــمِ الإنــســانِ
مـــن أنـبـياء ومـصـطَفين وكــلِّ مَــنْ … ســلــك الــطـريـقَ الـطـاهـرَ الـربـانـي
فـاصـبرْ فـمـا مــن شـوكـةٍ يُـؤذَى بـها … جـــســدٌ نـــمــا بــطـهـارةِ الــوجــدانِ
إلا أُثـــيـــبَ بـــهـــا مـــنــازل جـــنَّــةٍ … هــفــهــافـةٍ بـــالـــروحِ والــريــحــانِ
بــئـسَ الـيـهـودُ وهــم صـهـاينة لـهـم … يـــــومٌ قـــريــبٌ هـــــلَّ بــالـفـرسـانِ
غـضـبـتْ عـلـيـهم أرضُــنـا وسـمـاؤُنا … أبـــدا وقـــد لُـعـنـوا مـــدى الأزمـــانِ
يـفـنـيهم الـقـدرُ الـمـحيقُ بـهـم فـلـن … يــجــدوا لــهــم مـــن نــاصـرٍ بـــأوانِ
فـقـلـوبُـهم غــلــفٌ ، عـلـيـهـم لــعـنـةٌ … مُـــذْ أُشـربـوا حــبَّ الـهـوى الـمـزدانِ
بـالـكِـبـرِ أو بـالـعـجـلِ أو بـالـظـلـمِ أو … بــالــحـرصِ أثـقـلـهـم ، وبـالـعـصـيانِ
أتــخــافُ أُمــتُـنـا شــــراذمَ أبــرمــوا … أمـــرًا وهـــم فـــي قـبـضـةِ الـدَّيـانِ !
بــشـراكِ أُمَّـــةَ أحــمـد الــهـادي غــدا … يــأتـي الـصـبـاحُ بــمـا نــراهُ أمـانـي !
فــالأمــرُ رغـــم عُـتُـوِّهـم وضـلالِـهـم … لـــــلــــهِ لا لـــفــيــالــقِ الــــعــــدوانِ
هــــم يـعـلـمـون مـصـيـرَهـم لـكـنَّـه . … . اسْـتـكـبارهم فـــي عــالَـم الإنـسـانِ
ودمُ الــكـرامِ الـصِّـيـد يـبـقـى حـجَّـة … تــحــدو بــــأُذْنِ الــخِــبِّ والـسَّـجَّـانِ
لـــن يـفـلـتوا مــن حـكـم ربِّــك إنَّـمـا … هـــــي مــهــلـةٌ لـلـنـخـبـةِ الــعـمـيـانِ
سـيـذوقـها الـبـاغـي الـزنـيـمُ جـلـيَّـةٌ … فـــــي أيِّ مــنـتـجـعٍ مــــن الــبـلـدانِ
والــسُّــنَّــةُ الـــغــرَّاءُ فــيــهـا نـــبــذةٌ … عــن مـوعـدِ الـفـصلِ الأخـيـرِ الـرَّاني
والـــظـــلـــمُ والــنــكــبــاتُ والآلامُ لا … تــبــقــى ولا هــــــذا الأذى بــمــكــانِ
اللهُ أكــــبــــرُ يــــا مــــآذن كــــبِّــــري … فــالـكـونُ مـشـتـاقٌ لــصـوتِ أذانـــي
————————
هوامش :
(1)العقيان : الذهب ، والمراد هنا الدماء التي تشبه العقيق والعقيان في حمرتها .
(2) أَحْمَرُ قَانٍ: قانِئٌ، شَدِيدُ الْحُمْرَةِ.