عامر شماخ يكتب: لماذا يحرقون المصحف؟ [1]
«الإسلامُ عدوُّهم اللدود»
طرحت حادثةُ حرق المصحف في العاصمة السويدية (ستوكهولم) على يد اللاجئ العراقي المسيحي (سلوان موميكا) هذا السؤال، تلك الحادثة التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، وهي وغيرها دلالة على بغضاء كامنة في أفواه القوم، وما تخفي صدورهم أعظم.. لماذا يحرقون المصحف؟ ولماذا يبغضون الإسلام ويحاولون استئصاله بكل وسيلة؟ ولماذا يكرهون نبيه ويشوّهونه ويرمونه بالتهم؟ هذا الأسئلة وغيرها نجيب عنها في هذه السلسلة من المقالات التي كانت في الأساس بحثًا لنا بعنوان (أقوال وتصريحات قادة الغرب ضد الإسلام).
والحقيقة أن قادة الدول الغربية ورؤساء كنائسها، هم الذين يقومون بهذا الدور القذر، وهو دور -في الحقيقة- ليس موجهًا ضد الإسلام وحده، بقدر ما يحرم شعوبهم من التعرّف على الإسلام واعتناق عقيدته، والخروج من التيه الذي تعيشه هذه الشعوب، يقول الدكتور مراد هوفمان: «لقد أمضيت أربع سنوات من عمري مديرًا إعلاميًّا لحلف الأطلنطي، ورأيت كيف يخططون لإبادة الإسلام وتشويه صورته».
إننا نوجه إلى هذه الشعوب النداء القرآني الذي جاء في سورة المائدة، لعلهم يحذرون كبراءهم هؤلاء، الذين أكل الغل قلوبهم، فافتروا على الإسلام وشريعته ونبيه؛ (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) [المائدة: 77].
كما ندعو المسلمين إلى تأمل ما جاء من أقوال وتصريحات القادة الغربيين؛ ليعلموا قدر العداوة الطافحة من هؤلاء القوم، ولينطلقوا عاملين لنصرة هذا الدين، والدفاع عن نبيه، وأن يهيئوا شعوبنا لاستيعاب هذه القضية وما تخفي وراءها من مخاطر؛ قد تحيق -لا قدر الله- بنا اليوم أو غدًا.
لا يرى قادة الغرب سوى الإسلام عدوًا لدودًا، وهم يصرحون بذلك ولا يخفونه، إنهم يخافونه، ويخشون توسعه، ويتربصون به خوفًا من أن يأتي زحفه على مصالحهم وشهواتهم، وهم في سبيل الكيد للإسلام، يكذبون كثيرًا، ويضللون شعوبهم، فيصفون أتباعه بالسذاجة والتخلف، ويصورونهم بالقتلة، والفسقة، والعصاة، والمشركين، والوثنيين، في حين يخافون انطلاق الإسلام وتقبّل الناس له واتساع صدورهم لتعاليمه، وهم بذلك يناقضون أنفسهم، ويبدون في صورة الجاحدين للحق، الكارهين للخير.
وفيما يلي نماذج لما افتروه على الإسلام والمسلمين وطفحت به ألسنتهم:
- المؤرخ الإنجليزي بيده (735م) -عقب الفتح الإسلامي للأندلس: «المسلمون هم الأعداء الوثنيون الذين تجب محاربتهم؛ لأنهم يكنّون كراهية عميقة للرب المسيحي».
- في يومياته كتب الأمير هنري الملاح -أمير دولة البرتغال- الذي قاد حملاته على الدولة العثمانية مطلع القرن السادس عشر الميلادي: «كان هدفنا الوصول إلى الأماكن المقدسة للمسلمين واقتحام المسجد النبوي وأخذ رفات النبي محمد رهينة لنساوم عليها العرب من أجل استرداد القدس».
- ويقول في خطبة له أمام جنوده: «الخدمة الجليلة التي سنقدمها لله هي طردنا العرب من هذه البلاد، وإطفاؤنا شعلة شيعة محمد، بحيث لا يندفع لها هنا بعد ذلك لهيب؛ وذلك لأني على يقين أننا لو انتزعنا تجارة (ملقا) هذه من أيديهم -يقصد المسلمين- لأصبحت كل من القاهرة ومكة أثرًا بعد عين، ولامتنعت عن البندقية كل تجارة التوابل ما لم يذهب تجارها إلى البرتغال لشرائها من هناك».
- نيقولا الخامس -بابا الفاتيكان- يتحدث عن الأمير البرتغالي هنري الملاح الذي قاد حملة دولته ضد بلاد المغرب عام 1514م: «إن سرورنا عظيم إذ نعلم أن ولدنا هنري أمير البرتغال يترسم خطى والده العظيم الملك يوحنا، وإذ تلهمه الغيرة التي تملك الأنفس كجندي باسل من جنود المسيح، قد دفع باسم الله إلى أقاصي البلاد وأبعدِها عن مجال عملنا، كما أدخل بين أحضان الكنيسة الكاثوليكية الغادرين من أعداء الله وأعداء المسيح مثل العرب والكفرة».
- لويس التاسع -قائد الحروب الصليبية الأولى الذي سُجن في أحد سجون المنصورة ثم أُطلق سراحه: «إن التغلب على المسلمين بقوة السلاح وحده أمرٌ غير ممكن، وإن على أوروبا إذا أرادت التغلب على المسلمين أن تحاربهم من داخل أنفسهم، وأن تقتلع العقيدة الإسلامية من قلوبهم، فهذا هو الطريق».
- في 9/5/ 1636م أنشئ كرسي للغة العربية في جامعة كمبردج، وقد تضمن قرار إنشائه عبارة تفصح عن المراد منه: «ولكنا نهدف إلى تقديم خدمة نافعة إلى الملك والدولة، وإلى تمجيد الله، بتوسيع حدود الكنيسة، والدعوة إلى الديانة المسيحية بين هؤلاء الذين يعيشون إلى الآن -يقصد المسلمين- في الظلمات».
- العالم الفرنسي الكونت هنري دكاستري -في كتابه (الإسلام)، الصادر عام 1896م: «لست أدري ما الذي يقوله المسلمون لو علموا أقاصيص القرون الوسطى، وفهموا ما كان يأتي في أغاني القوَّال من المسيحيين، فجميع أغانينا -حتى التي ظهرت قبل القرن الثاني عشر- صادرة عن فكر واحد، وكلها محشوة بالحقد على المسلمين، وقد نتج عن تلك الأناشيد تثبيت تلك القصص في العقول ضد ذلك الدين، ورسوخ تلك الأغلاط في الأذهان، ولا يزال بعضها راسخًا إلى هذا اليوم، فكل مسيحي كان يعد المسلمين مشركين غير مؤمنين وعبدة أوثان مارقين».
[يتبع].