أن العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة هي علاقة تكامل وتوزيع مهام ومسؤوليات لا محل فيها للتنافس ولذا لا يصح فيها الحديث بمفهوم أيهما ألأفضل من الاخر فكلاهما أفضل من الاخر بما فضله الله به، فالتكامل بينهما يتجاوز حد الابهار فالمرأة التي تنجب الأطفال وتصنع الحياة تملك الرحم الذي لا يملكه الرجل وبذلك فإنها تمتلك أعضاء تزيد عن أعضاء الرجل لتكمل النقص الموجود فيه من هذه الناحية وهو نقص لا يعيب الرجل في شيء بل ان وجوده (الرحم) هو الذي يصنع المشكلة ويسبب الخلل في الحياة لأنه سيكون عائقا له عن انجاز المهام والواجبات المرجوة منه، وهذه الزيادة في جسم المرأة يقابلها نقصان في جانب اخر فيها وهو نقصان مفيد وعظيم الفائدة لأنه يمنحها الصلابة والقدرة علي التكيف علي كافة الأوضاع والتسامح وتجاوز الأخطاء، ذلك النقص هو نقصان في العقل!!!
يزيد عقل الرجل علي عقل المرأة بقدرته علي التفكير النظري المجرد والتحليل المستقل للوقائع والاحداث والربط بين عناصر مختلفة منتجا تحليلا وافكارا إبداعية عميقة، ولذلك فان كل الفلاسفة الذين انتجوا فكرا أسهم في التأثير علي حياة الشعوب ومجريات الاحداث علي مدار التاريخ هم من الرجال، وحتي اليوم وبعد ان قطعت حركة (تحرير المرأة) شوطا بعيدا في العالم يتساءل الغربيون ما مشكلة النساء مع الفلسفة علي الرغم من وجود عدد مقدر من النساء في كليات ومعاهد الفلسفة ومع ذلك لا توجد ولا امرأة واحدة فيلسوفة مبدعة وصاحبة منهج مستقل في الفلسفة وذلك مع ملاحظة أن هناك فرق بين الفيلسوف وبين الأستاذ الذي يقوم بتدريس الفلسفة عن طريق ترديد وشرح اقوال الفلاسفة السابقين، ولقد اصبح هذا الامر لافتا لدرجة أنه قد تم طرحه في مناقشات كثيرة من بينها أنه كان موضوع الغلاف في الملحق الادبي لصحيفة (التايمز) وطرح تحت عنوان (هل لدى الفلسفة مُشكِلة مع النساء؟) كما تم طرحه أيضا في الغارديان في العام 2015، والمعروف أنه لا توجد حتي الان ولا امرأة واحدة فيلسوفة استطاعت ان تنتج انتاجا فلسفيا تضاف به لقائمة الكانون الغربية (western canon) وهي التي تضم جميع الاعمال الأدبية والفلسفية التي أسهمت في تطوير وتشكيل الثقافة الغربية علي مر العصور، فعقل المرأة (عقل مستقبل للأفكار) والآراء والثقافات والتوجيهات التي تحيط به او عند عرضها عليه بطريقة جذابة لطيفة وذلك لان المرأة تمتلك القدرة علي التكيف والتعايش علي كافة الأوضاع كما أنها تتميز بالقدرة علي أداء جميع المهام المطلوبة منها بلا ضجر أو تأفف وابسط مثال علي ذلك عملية الحمل والولادة التي تتقبلها المرأة بكل بساطة وبدون التفكير في تفاصيلها باعتبار انها من المسلمات، ولكن لو قيل لرجل سنعطيك رحما وجنينا ونضعه داخل بطنك التي ستكبر ويزداد حجمها لمدة اشهر ثم ستعاني ما تعاني عند الولادة وستحرم بعد ذلك من النوم لليال عديدة بسبب رعايتك لهذا الطفل الصغير لرفض الفكرة تماما أو لربما مرض او مات من الخوف خوفا عند التفكير في التفاصيل، والامثلة كثيرة علي تقبل المرأة لان تفعل كل ما هو مطلوب منها ومن ذلك نموذج المرأة المقاتلة وهو نموذج حديث تم التسويق له في وسائل الاعلام، فبالرغم من ضعف جسم المرأة يمكن اقناعها بان تكون مقاتلة تقاتل الرجال في الاحراش والغابات وستفعل ذلك بكل صبر، كما يمكن اقناعها بان تكون سائقة شاحنة تصل الليل بالنهار تسافر المسافات الطويلة او ان تعمل بيدها في زراعة الحقول أو بناء المباني. فكل شيء يمكن اقناعها به وستؤديه بكل حب وإخلاص وذلك بسبب هذه الميزة، ميزة تقبل المرأة لكل الأفكار و الآراء والتوجيهات وأداء المهام المطلوبة منها (بلا تفكير تحليلي تفكر به خارج الصندوق الذي يتم وضعها فيه) ونتيجة لهذا فقد حصل اضرار كبير بالمرأة من قبل الرجال الذين (يفكرون للمرأة) بطريقة الرجال في (قضايا تخص المرأة)، مثال ذلك الذين رفضوا فكرة بقاء المرأة في البيت لتنال نصيبها الذي تستحقه من الراحة بالرغم من الجهد الكبير الذي تبزله في رعاية اسرتها فطلبوا منها أن تعمل مع الرجال في المكاتب والمصانع وكل أماكن العمل الشاقة وغير الشاقة وقاموا بالترويج لذلك مستغلين بعض النساء وعن طريق مؤسسات التعليم والاعلام وقالوا ان بقاء المرأة في البيت تعطيل لنصف المجتمع وهو قول اشبه بالتخويف الذي ساد العالم من زيادة السكان في فترة الستينات والسبعينات وأن موارد العالم لن تكفي لإطعام سكانه وسيكون هناك جوع يجتاح العالم وحينها كان عدد سكان العالم نصف ما هم عليه الان ولكن العالم اليوم به طعام أكثر مما سبق فمن المعلوم ان قوة الاقتصاد لا تعتمد علي عدد العملين فيه بل بجودة أدائهم وجودة ادارتهم ونشاهد اليوم أن هناك دولا قليلة السكان تملك اقتصادا هائلا لا يقارن باقتصاد دولا اخري ضخمة العدد، ولكن بنفوذهم وسطوة اعلامهم اقنعوا المرأة بالفكرة والمرأة عندما تقتنع بفكرة فإنها تتبناها وتقاتل من اجلها فأصبحت المرأة في كل العالم تعمل بكل جهد (خارج البيت وداخل البيت) بسبب أفكار الرجال الذين يفكرون للمرأة في قضاياها، فكل قضايا التحول الاجتماعي الخاصة بالنساء في العالم كانت بداية فكرتها بطريقة مباشرة او غير مباشرة من الرجال وذلك اما عن طريق التنظير الفكري أو الإيحاء والتشجيع ومن ذلك حركة تحرير المرأة التي بدأت في الغرب وكانت في بدايتها ذات مطالب بسيطة وعادلة والتي استوحيت بداية فكرتها من حركة الحقوق المدنية التي قام بها السود في أمريكا ففي ذلك الوقت كانت المرأة المتزوجة في الغرب تعني صفرا من الناحية القانونية حيث لم يكن مسموحا لها بحيازة أية ممتلكات باسمها أو فتح حساب في البنك، وكان لزوجها الحق في ان يفعل بها ما يشاء حيث كان يستطيع ان يسجنها و يضربها وله حصانة قانونية تحميه وكانت المرأة التي تؤدي عملا تعطي ملاليم مقابل المبلغ الذي يأخذه الرجال لأداء نفس العمل، ولكن الحركة التي بدأت بمطالب عادلة أصبحت تتشكل وتتوسع في مطالبها لتأخذ شكلا مختلفا عن بدايتها وذلك بتوجيه وتشجيع من الرجال، ويتضح دور الرجال بصورة جلية في قضية المرأة في عالمنا الإسلامي الذي كانت المرأة فيه كريمة معززة في غاية السعادة لها مكانها ودورها المعروف وسط اسرتها و داخل بيتها فظهر أولئك الرجال الذين يفكرون في قضايا النساء بطريقة الرجال وجاءوا بفكرة تحرير المرأة فاحتقروا حجابها وعملها في بيتها، وهؤلاء الرجال معروفون ومشهورون ولهم كتب ومؤلفات معروفة بهذا الخصوص وتقام المهرجانات للاحتفاء بهم وتخليد ذكراهم وللأسف نجد ان من بينهم من هم محسوبون علي التيارات الإسلامية، فالثابت ان حركة تحرير المرأة في العالم الإسلامي حركة رجالية خالصة بلا ادني خلاف علي ذلك.
كما ذكرنا سابقا ان عقل المرأة عقل مستقبل للأفكار ويتقبل الثقافة والقيم المحيطة به ويتبناها ويؤمن بها ويدافع عنها وهنا تظهر لنا حكمة التشريع الإسلامي الذي يمنع المرأة المسلمة من الزواج من غير المسلم لأنها لو تزوجته و كان مؤمنا بدينه الباطل ومقتنعا به وله بلاغة وصبر في عرضه عليها فمما لا شك فيه فإنها سوف تتحول الي دينه والعكس من ذلك لو تزوج الرجل المسلم من غير المسلمة فانه يستطيع بكل سهولة ان يحولها للإسلام اذا كان مسلما محبا لدينه، إضافة لذلك نكتشف عظمة التشريع الإسلامي بوجوب موافقة من يهمه امر المرأة من الرجال عند الزواج (لا نكاح الا بولي) لأنه يمكن لأي رجل مهما كان (قبح اخلاقه أو قبح شكله) ان يقنع أي امرأة بالزواج منه لا يحتاج لتحقيق ذلك الا للمزيد من الصبر والالحاح وحسن العرض حيث يمكنه إعادة تشكيل مفهومها ونظرتها للرجال، وهنا يأتي دور الولي (الرجل) الذي يزن الأمور بميزان القيم والمعايير التي تؤمن بها الاسرة وهو دور مهم جدا في هذا الزمان الذي أصبحت فيه المرأة متاحة في كل مكان ولمن شاء من الرجال، وربما تظهر هنا اكثر حكمة اجدادنا الذين كانوا يختارون لبناتهم ويزوجونهن حتي بدون مشاورتهن اذ لم يكن هناك وجود للمعايير التي صاغتها وسائل الاعلام الحديثة واقنعت بها النساء وزادت بها نسب العنوسة بينهن، فكما ذكرنا سابقا ان المرأة تملك القدرة علي التكيف بسبب نقصان عقلها الذي لا يملك القدرة علي التفكير التقييمي المجرد لذا فان المرأة يمكن ان تعيش في سعادة مع رجل يكبرها بعشرات السنين كما يمكن لأجمل امرأة في الدنيا ان تعيش مع اقبح رجل في سعادة ودون ان تشعر بان هناك ادني مشكلة، ولهذا نجد ان الإسلام قد أمر المرأة ان تهتم بمظهرها وزينتها امام زوجها فعقل الرجل يعمل علي التفكير فيما حوله وتقييمه أما المرأة فتقبل زوجها كما هو مهما كان حاله، فاطمئن يا أيها الرجل أيا كان مستوي دمامتك أو فقرك أو عمرك فزوجتك راضية بك فسبحان الحكيم الخبير.