عبد المنعم إسماعيل يكتب: المشروع الغربي.. «جذور – مخاطر – مراحل – مستقبل»
تعيش الأمة العربية والإسلامية في الواقع المعاصر بين مطارق أهل الغضب وسندان أهل الضلال ومن سبقهم من الشعوب الوثنية المجوسية أو البوذية أو حيثما كانت نزغات الشيطان الشركية الكفرية وربما يسعى البعض إلى توصيف الخطر الداهم الذي يأتي من قبل الغرب على أساس أنه خطر وقتي أو نتاج أخطاء معينة وقع بعض المسلمين نتيجة غلو أو مصالح ظنية أو يقينية وهنا بحول الله وقوته نسعى جاهدين طالبين المدد من الله عزوجل بأن نجيب على طبيعة المشروع الغربي من عدة أمور:
أولاً: جذور المشروع الغربي
يقوم المشروع الغربي على الموروث الجاهلي عن مؤسسة ابليس الجهنمية التي وضعت لها رؤية طويلة الأمد تقوم على:
قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين إلى يَوْمِ الوقت المعلوم.
ثم تم وضع آليات لتحقيقها منها الإضلال والاغواء والقتال:
{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا. سورة النساء ومن أجل تحقيق هذا المخطط كان الحرص على قتال المسلمين لتحقيق مخطط الإضلال قال تعالى: وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
سورة البقرة.
ثانيا: مخاطر المشروع الغربي
ظهرت مخاطر المشروع الغربي على كافة المحاور منها: محور الحرب على اللغة العربية التي هي وعاء النصوص الشرعية عن طريق تربية الأجيال على اللهجات واللغات التي لا تستوعب دلالة النصوص الشرعية القران الكريم والسنة النبوية ومن ثم تحدث غربة الدين بين المسلمين وغربة المسلمين بين الأمم بل تصبح الأمة كلأ مباح من عقولها واموالها واراضيها معرضة لخطر الضلال والبغي الصهيوني على كافة بلاد العرب والمسلمين.
– محور الحرب على العقيدة الإسلامية عامة والسكنية السلفية خاصة لأن الغرب يدرك تمام الإدراك أن المنهجية السلفية هي الحارس النبيل للموروث عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين من نص وفهم ومنهجية استدلال ومع ذلك لم تسلم الطرق الصوفية الجهادية للغرب المحتل على ممر التاريخ من حملات العداء اليهودي أو الروسي أو الغربي أو الهندوسي أو الصفوي الخميني.
– محور الحرب الاقتصادية وهي نتيجة طبيعية للحرب على جغرافيا العالم الإسلامي بعد حرب تطويق العالم الإسلامي ثم الحروب الصليبية التي كان منها كارثة سايكس بيكو عام ١٩١٦ لتقسيم بلاد الخلافة الإسلامية على أساس عرقي وقبلي وجغرافي بالتوافق مع مصالح الشيطان الغربي الذي نجح في اقتطاع الهند اولا ثم تقسيمها لتحويل المسلمين إلى أقلية ومن ثم تمكين الهندوس من حكم الهند.
– مخطط دعم الصفوية الإيرانية والعمل على توسيع بلاد إيران بعد احتلال جزء من البلوشستان وجزء من بلا أفغانستان وجزء من أذربيجان وجزء من بلاد الأكراد وبلاد العرب في الأحواز شرق الخليج العربي وفي المقابل تمزيق بلاد العرب الذين يشاركون في اللغة والدين وربما النسب إلى اثنين وعشرين دولة عربية وجعلوا لكل دولة شيطان داخلي يهددها فإن وجدوه استثمروه وان لم يجدوه صنعوه على منوال شيطان القرن الخميني وعصابات الحوثية والدروز والدواعش الوظيفيين لهدم الكتل الصلبة في الأمة.
ثالثاً: مراحل المشروع الغربي
أخطر مراحل المشروع الغربي هي مرحلة التمكين للعلمانية في بلاد العرب والمسلمين فيما يغرب بطوفان التغريب بعد صناعة كوادر شربت مناهج الغرب شربا وتحولت إلى نكبات بعد أن كان ينظر إليهم على أساس أنهم نخب للتنمية فأصبحوا جسور لتمرير باطل العقول الغربية وجاهليتهم الابليسية كحارس التبعية الاقتصادية للغرب بحيث تبقى بلاد العرب عامة والمسلمين خاضعة لمخطط الهيمنة الأمريكية والصهيونية والغربية الشاملة.
– مرحلة صناعة الطائفية والمذهبية المفرقة للكيان الجامع ثم بناء ودعم الجماعات الوظيفية لتعيش مرحلة الهدم لما تراه مخالفا فإذا نجحت تحقق نصف طريق المشروع الغربي الذي يقوم على أساس استثمار النزاعات أو صناعتها ثم دعمها بهدر قيمة الوطن والأمة حال نجاح الغربان في صناعة ولاءات حول الرؤية والحزب والجماعة ومن ثم التيه الخادم مثل مخطط الغرب في تمكين شيطان لبنان والحوثية ومخطط هدم جيوش العرب لبناء عصابات موهومة بالصلاح فيكون الفساد الشامل.
– مرحلة صناعة الكيان اللقيط اسرائيل في فلسطين عام 1948 لتكون رأس حربة المشروع الغربي وليس كل الخطر ثم مرحلة تمكين شيطان القرن الخميني عام 1979 ثم الحر ب على العراق عام 2003 ثم الحرب على مصر بتدمير ليبيا عام 2011وبناء سد الخراب الاثيوبي بداية من عام 2011 ثم حرب تقسيم السودان لتفجير الحدود المصرية ثم مرحلة الحرب على غزة الفلسطينية المجاهدة حفظها الله من كل سوء ثم مرحلة حصار بلاد العرب فكريا وأخلاقيا واقتصاديا لهدم الكيانات السياسية.
رابعاً: مستقبل المشروع الغربي
وللإجابة على هذه الفقرة يجب علينا معرفة مسؤولية الشعوب العربية والإسلامية تجاه المشروع الغربي لإنه بحسب قبول الأمة للتحديات والتزامها بالمسؤوليات من الفرد الى الأمة مروراً بالأسرة والقبيلة والقرية والمدينة والولاية أو المنطقة ثم الدولة والإقليم والأمة العربية والإسلامية.
يجب على شعوب الأمة العربية والإسلامية الحذر مما كان سببا في البلاء الغربي ومن ثم تنجح الأمة في مقاومة مخطط التغريب والتسطيح للعقول والتبعية الاقتصادية ثم امتلاك حرية البناء العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي على وفق الأصول الإسلامية وليس بعيدا عن قواعدها وفروعها.
∆ خلاصة الخلاصة:
أمة بلا مشروع تصبح جزء من مشاريع الآخرين ومن ثم لا بديل عن المشروع الأممي الجامع للأمة العربية والإسلامية والساعي نحو تحقيق العز الذي يصون الماضي والحاضر والمستقبل.
إن الأمة التي لا تستطيع فهم تاريخها لن تستطيع الثبات في واقعها ومن ثم تضع مستقبلها في مهب الريح.
الحذر من التغريب ليس معناه جهل الباطنية أو تجاهل الطائفية أو التمهيد لهدم الكتل الصلبة في الأمة بل إصلاح شامل يستثمر كل محاور البناء العلمي والعقدي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي لجمع الأمة على ثلاثية البناء الاسلام والسنة والأمة.
المشروع الغربي يستهدف تدمير العقول والافراد والأسر والقبائل والقرى والمدن والدول لجعلهم مجرد احجار على رقعة شطرنج المصالح الغربية والأمريكية.