قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. (سورة ال عمران)
يا أبناء الأمة العربية والإسلامية المؤمنة بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة تكلمت الآية الأولى أعلاه عن أهمية الموت على الاسلام وفي الآية الثانية كان الحديث عن الاعتصام وكأنه السبيل الرشيد لفاعلية الموت على هذا الدين وفي الآية الثالثة كانت دلالة محبة العيش على الاسلام هو الاعتصام والدلالة هو الانتماء للأمة الاسلامية الجامعة وليس التعصب للعقول والرؤى المفرقة المدمرة.
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية على وحدة مصدر تلقيها وتنوع العقول في آلية الفهم له سواء تنوعا مقبولا أو شذ فيه البعض عن سبيل الإجماع نقول لكم رفقا رفقا يا أبناء الأمة إن كنتم أدركتم طبيعة الحق الذي يجمعكم هل أدركتم طبيعة الباطل الذي يحاربكم ويحيط بأمتكم العربية والإسلامية؟
يا أبناء الأمة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب لدي عدة سؤالات لعل الله يجعلها سبيلا قويما لاستعادة العقل الجمعي الذي أدخله البعض منكم في كهف الأنا والذاتية المدمرة والطائفية والمذهبية والرؤية السياسية الخاصة بكل عقل وفصيل حتى وصلنا الى هذا الواقع الكارثي والمستقبل الغير محدد البوصلة إلى أي الاتجاهات تكون:
متى تفهم أن الباطل العالمي يعتبر واقعا جاهليا لأنه يحتكم على مفردات الجاهلية العالمية يختلف أهله فيما بينهم غير انهم يجتمعون على الأمة العربية والإسلامية بصفة عامة وعلى شعوب الأمة المتعددة بصفة خاصة؟
هل يستطيع فرد أو جماعة أو دولة أو حتى الأمة العربية والإسلامية وهم في وضعهم الحالي مقاومة الباطل العالمي على تعدد روافد جاهليته وحيل مكر قادته؟!
هل تستطيع جماعة إسلامية معاصرة أو دولة أو إمارة أو مملكة من ممالك العرب. مواجهة كل الفتن والمحن منفردين خلال واقعنا المعاصر؟
لا شك أن أهل بورما والفلبين والمسلمين في آسيا الوسطى وإيران وفلسطين وجميع الجغرافيا الدولة قاوموا الاحتلال الفكري والتغريبي والعسكري والسياسي بكل السبل والاليات.
فلماذا جلد الذات والتعامل مع ابناء الأمة العربية والإسلامية على أساس أنهم متهمون وأصحاب كارثة وكأنهم هم المسؤولون عن كل كارثة فوق سطح الكرة الأرضية وفي البحار والمحيطات بل فوق سطح القمر؟
فوق كافة الجغرافيا العالمية للأمة العربية والإسلامية قاومت الجماهير كافة الخصوم والاعداء حسب وسعهم والجميع يرى ويعلم ان الواقع المعاصر العالمي الذي جمع كل شياطين الأرض فوق إمكانيات الدول العربية والإسلامية منفردين هكذا الواقع الذي نراه فلماذا السعر نحو شيطنة فصائل الأمة العربية والإسلامية على تنوعها وتعدد وجهات النظر الحاكم لكل طيف أو فصيل؟
هل كان في وسع اي جماعة من الجماعات الإسلامية مقاومة كل جاهليات الأرض في دولة أو إقليم محدد؟ فلماذا الغلو في جلد الذات والعمل المتوالي لنقل النزاع والصراع من خارج الأمة إلى داخلها بل داخل كل دولة رغم ضعف الوسع العام الجامع لهم؟
الم نرى بأعيننا التحولات التي ظهرت داخل عقلية كل جماعة مجاهدة نتيجة التفكك العالمي للأمة العربية والإسلامية؟
هل الخطاب العالمي للدولة الأفغانية في الواقع المعاصر الان بعد عشرين عام من الجهاد هو نفس الخطاب الرسمي زمن 2001و 2002 في ظل وجود القيادة الجامعة بين حركة طالبان والقاعدة في حياة بن لادن رحمه الله؟
هل من العقل والدين توجيه اللوم والطعن في المجاهدين لأنهم غيروا من طبيعة الخطاب الإعلامي في كابل ودمشق بعد سقوط بشار الأسد زنديق سوريا الباطني؟!
هل يستطيع دعاة أهل السنة والجماعة ابناء المنهج والعقيدة السلفية فوق كافة الجغرافيا العالمية فتح صراع عالمي مع الجميع في وقت واحد؟
إذا لماذا جلد الذات والعمل على تخوين الجميع أفراد أو جماعات أو جمعيات أو أحزاب أو دول تعيش حالة التبعية في أقصى مظاهرها خاصة والجميع يدرك حقيقة الواقع العالمي للخصوم خاصة ابناء غربان المشروع الصهيوني المعادي للأمة العربية والإسلامية في بلاد فلسطين بل في مناهج التعليم داخل عموم الدول العربية والإسلامية؟!
يا كرام الكثير من الجماعات الإسلامية حول العالم لا تستطيع اعلان حقيقة موقفها من فاشية النظام الدولي العالمي المتحكم في الاعلام والتعليم بل وفي منابر الدعوة ومراكز الفتوى داخل كل دولة وعموم الأمة العربية والإسلامية فلماذا التعامل مع الأفراد ابناء الأمة الإسلامية وكأنهم هم السبب في حكم الحزب الجمهوري للبيت الأبيض أو هم السبب في حرب الصهيونية على الأمة العربية والإسلامية قبل قرن من الزمان؟!!!
يا أبناء الأمة العربية والإسلامية رفقا فجلد الذات والعمل على تخوين كل المخالفين لكم في نقير أو قطمير من مفردات الواقع المعاصر الاقتصادي والسياسي بن يكون سبيل علاج بل سبب كارثي ينجح في تفكيك الدولة والأمة العربية والإسلامية تحت عقدة الاتهام المباشر للأفراد والجماعات الإسلامية رغم أن الجميع يعلم أن الباطل العالمي المتحكم في كل النظم العلمانية القائمة فوق إمكانيات كل فرد أو جماعة أو عالم يرى الوسع ويتعامل من خلال الشرع فلا يريد فتح أبواب المحارق لمجرد أنه يريد تحقيق المكاسب..
يا أبناء الأمة العربية والإسلامية داخل كل قطر أو وطن أو إقليم أو أمة في أفريقيا أو اسيا أو أوروبا او حتى بلاد امريكا
أدركوا حقيقة وسع الأفراد والجماعات قبل توجيه الطعن فيهم وتسليط الأحكام المهلكة لهم؟
أن عشوائية الطعن والتشويه والنزاعات التي جعلوها صراعات صفرية بين أبناء أهل السنة والجماعة ثم بين أبناء أهل الإسلام بصفة عامة لن تحقق الخير للأمة الإسلامية في ظل اجتماع أهل الكفر الخالص على أهل التوحيد الخالص.
ماذا ربحت الأمة العربية والإسلامية من الحروب الإعلامية بين الكيانات الدعوية الإسلامية سواء كانت مصرية او سعودية أو خليجية أو عراقية سنية ضد أهل السنة في المغرب العربي أو المشرق الإسلامي أو بين الجماعات الإسلامية المتعددة خلف كل رؤية أو قرار تعامل الشباب معه وكأنه معصوم أو دونه الجنة أو النار في صورة من أخطر صور الاحتلال والاختلال العقلي والفكري المعاصر حين يتنازع أحباب الصحابة رضوان الله عليهم للدفاع عن أصحابهم هم المعاصرين وكان الولاء على عقولهم فاق وتجاوز الولاء على الموروث من منهج رسولهم محمد صلى الله عليه وسلم؟
متى ينتبه العقلاء لطوفان الحمقى والمغفلون الذين يحسنون الحديث في صناعة الفتن بين علماء السنة والسلفية فوق كل ارض وتحت كل سماء تحت شعار التجريح والتعديل وهو التشويه والتضليل؟
هل يتوقف من عجز عن تقديم حل أو رؤية ممكنة تجمعه مع أخيه المسلم عن صناعة فتنة تكون سبب في تشتيت أهل الإسلام في دول افريقيا وبلاد العرب والإسلام حول العالم؟
من منا يستطيع تضميد جراح الأمة السودانية والصومالية واليمنية وعموم بلاد الإسلام في افريقيا او اسيا عامة وبلاد الأرض المباركة فلسطين والعراق والشام خاصة؟
متى تتحرك المرابض العلمية والمجالس الفكرية والمنتديات الفقهية لعلاج القضايا الخلافية بمنهجية علاج وليس لتأصيل الخلاف؟
متى يتم تحرير المراكز العلمية في الأمة العربية والإسلامية من عاطفة الجماهير المتحكمة والمندفعة وفقا لحسابات كل عقل أو فصيل أو فريق أو جماعة أو حزب أو كيان؟
الخلاصة:
أن التخوين والطعن والتشويه وكثرة النزاعات على النقير والقطمير لم ولن تصنع وعيا أو فكرا أو صباحا أو إصلاحا
فمن عجز عن التوافق حول فقه الخلاف لم ولن يكون سبيلا في تحقيق الاعتصام الجامع.
لن يستطيع عقل فرد أو رؤية فريق بتر نفسه من الأمة صناعة تيار جماعي أممي خاص بدولة أو أمة الا من خلال المجموع الكلي للأمة العربية والإسلامية أو الدول المكونة للكيان الجامع.
عودوا إلى الكليات الجامعة الإسلام والسنة وفقه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ثم الأمة الجامعة لكافة الأطياف والقوميات ويتم ذلك من خلال الاستماع لدعاة الوحدة على الحق المجمع عليه زمن الجيل الاول ثم التعايش حول المتغيرات التي لا يكمل الكيان إلا بها أو من خلالها.
علموا الجماهير العربية والإسلامية أن مشاكل العراق السني لن تحل إلا من القاهرة السنية وبخارى وكابل ودلهي الإسلامية وأن الأمن في مقديشوا لن ينضبط الا من خلال الأمن في الجزائر وبلاد بوركينا فاسوا ومسلمي مالي والسنغال هم مفتاح العز لأهل الإسلام في الشيشان والبانيا وان اليمن السعيد هو جذر الأمة والشام عز السنة والاحواز العربية هم منا ونحن منهم وان مسلمين شرق آسيا هم مادة ثبات الإسلام في الأندلس المحتل وان فلسطين قضية الأمة وليست ملك لأهل غزة وفلسطين فقط فالأمة تدرك التنوع الجامع وليس التفرق المدمر.
الإسلام هو طريق الاعتصام والنتيجة الربانية لهما هو إقامة بنيان الأمة الإسلامية الجامعة.