مقالات

عبد المنعم إسماعيل يكتب: طغاة البيت الأبيض ومهمة الدعاة والأجيال

منذ قدوم طاغية الإدارة الأمريكية الجديد دونالد ترامب بل يعود التصور الأمريكي الفاشي إلى عقود من المكر والكيد عقب انتهاء الدولة السوفيتية وسقوط جدار برلين حيث أصبح نظام القطب الواحد يتعامل مع الواقع العالمي وكأنه وريث شرعي لتمرير مخططات الهيمنة الامريكية الفاشية فوق كل ارض وتحت كل سماء ولم يشذ على القاعدة إلا أبناء الجهاد الإسلامي في بلاد الأفغان المعروفين بحركة طالبان الإسلامية التي نجحت في كسر شوكة الشيطان الأمريكي حال قراره الظالم بغزو بلاد الأفغان.

جاء جورج بوش تحت نظرية انا الذي استدعاني الرب حسب زعمه ليعلن الحروب الصليبية العالمية الجديدة على بلاد الإسلام وتم في عهدة غزو بلاد الأفغان وضرب العراق وضرب الصومال معلنا فاشية الحكم الأمريكي وقد حاول الإعلام العربي العلماني إعادة ترميم العلاقات العربية والإسلامية من جانب والغرب الصهيوصليبي بصفة خاصة ولكن هيهات أن تنجح المهمة والتي تتلخص في همجية البناء المعرفي والتحول الرقمي.

جاء دونالد ترامب ليعلن الصورة القبيحة من الإرهاب السياسي وتصريحاته الداعمة لإسرائيل الصهيونية بصفتها راس الحربة في المشروع الأمريكي الجديد الساعي نحو:

بسط الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة العربية بعد العمل على تفكيك العراق والشام في دويلات كنتونية خدمية لفكرة الطائفية الضيقة الأسيرة للعداء المذهبي الخادم للصهيونية حال الانشغال به عن الثبات أمام المخطط الصهيوني على الأرض العربية المباركة في فلسطين ولبنان والشام ومصر حفظها الله من كل سوء كما يحلم شياطين البيت الأبيض وتل أبيب.

اعلان الحروب الوظيفية في اليمن وليبيا وإيران لا لخصومة إيران الخمينية بل لتكوين نظم خدمية لمواجهة العدو الصيني المنافس للإمبراطورية الأمريكية المعاصرة التي يسعى ترامب لوضع ملامحها الفاشية كما نراها متبعة لأسلوب الغطرسة والبلطجة السياسية في تصريحات ترامب ومن معه من صهاينة البيت الأبيض او لندن بصفتهم المؤسسين لفكرة الحروب الصليبية المعاصرين وهنا ندرك مخاطر السعي نحو شرعنة الخلاف داخل بلاد المسلمين في زمن فاشية المجرمين..

لقد أعلن طغاة الصهيونية عن مشاريع الهلاك فهل يدرك الدعاو أهمية مشروع النجاة والإصلاح الواجب على الأجيال المعاصرة الانتماء إليه والعمل على تعميمه بين المسلمين؟

مهمة الدعاة والأجيال المعاصرة:

علموا الأجيال: أن الإسلام دين رباني عقيدة وشريعة ومنهج حياة يبني أمة تستجيب ليقظة طائفة منها عندما تبصر حقيقة الخطر الموروث أو المعاصر فلا تقصي عاصيا ولا تغالي في وليا صالحا فتستثمر جهود الجميع بعيدا عن السقوط في تيه النزاعات الاستهلاكية المدمرة حول معارك وهمية جعلها الأعداء طريقا لأشغال الأمة عن القضية الأم وهي مواجهة المجرمين العقديين يهود ونصارى وباطنية صنعتهم الجاهلية الصهيونية لتكون معولا من معاول الهدم والتدمير الداخلي.

قولوا لإخوانكم (حسب الأصل الجامع وهو الإسلام والسنة ومحبة الصحابة رضوان الله عليهم وليس الفرع الذي فرقهم مثل الانتماءات المحدثة أو الجماعات المفرقة) ليس من العقل أن نشعل الصراع البيني حول نقير الهوى وقطمير الذاتية نتيجة موروث المختلف فيه ونترك الباطل المجمع عليه فهذه متوالية غير منتهية بمرور الزمن.

قولوا للأجيال:

لن تكون الأمة الإسلامية المتنوعة بين العرب والعجم وفقهيا وسياسيا أسيرة لعقل معاصر احادي الرؤية خاصة فيما يمكن التعايش أو التنوع معه فكل محاولة لكبح جماح الحرية في التصورات درب من دروب التعجيز والغير مقبول لأننا نعيش في زمن فاشية الجبرية والتي من توابعها تيه العقول المهووسة بسيف باغ أو إرجاء منتكس والسعيد من عاش مسلما يبني بنيان الأمة من ركام العقول والنفوس المنهارة لعجز ولي وجلد الفاجر الباغي.

أو كلما اختلفتم في تصور أو فهم أو قراءة واقع اشعلتم تيه المحارق التي خدمت خصومكم ولم تنفعكم فلا حصون الأعداء هدمتم ولكن لمرابض الأخوة احرقتم فما ابقيتم.

هل يوجد عاقل يتصور أن بإمكان مجموعة أو جماعة أو حزب معاصر أو طائفة تحت أي مسمى إلغاء الثوابت الفكرية عند الشركاء لهم في الدين والمذهب العقدي أو الفكر السياسي أو الوطن أو الدولة؟!

هل هناك عاقل يتصور أن الأمة ذات المليارين مسلم يمكن أن تخضع لشيخه فقط دون بقية العلماء أو يجب عليها أن تستسلم بين يدي الجماعة التي ينتسب إليها فقط دون بقية الجماعات الإسلامية أو بعيدا عن عموم الأمة البعيدة عن فكرة القولبة السياسية أو الفكرية؟!

إن مواجهة غربان مشاريع العداء للأمة العربية والإسلامية تقتضي إعادة الصف الإسلامي الأممي لثوابت الأمة قبل تيه القرون المتأخرة التي عصفت بها الأحادية والحزبية ومكنون البيعات السرية أو هوس التكفير وطوفان التغريب والعلمانية المدمرة.

خير ما نختم به قول النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ. رواه الإمام مسلم في صحيحه

عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى