أقلام حرة

علاء الحلبي يكتب: فلول النظام.. مخالفة شرعية وخطأ استراتيجي

ما زالت حوادث الواقع تثبت للإنسان محدودية عقله، وأنه علاوة على عدم قدرته سن تشريع صحيح ينظم حياته، فهو عاجز أيضاً عن إدراك الحكمة من الأحكام الشرعية.

يقول الله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تعقلون). نعم، الآية نادت أصحاب العقول من الناس لتفهم أن في محاسبة المجرمين القتلة -مهما قل عددهم أو كثر- حياة للناس، خاصة إذا تحدّثنا عن آلاف من الناس قاموا بأعمال إجرامية مثل جريمة قتل السوريين على مدار أربعة عشر عاماً، يروى عن سيدنا عمر الفاروق أنه قال: “لو اجتمعت أهل اليمن على رجل لقتلتهم فيه”.

واليوم في المشهد السوري وبعد سقوط النظام، وانطلاقاً من حسابات سياسة تقرر نهج «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وتُرك المجرمون يهربون، بل وفُتح لهم مراكز تسوية، بمن فيهم أسماء كبيرة في أجهزة النظام ولها تاريخ في الإجرام، وكل ذلك لكسب شرعية من الخارج.

لم تمضِ ثلاثة أشهر حتى نظّمت نفسها فلول النظام وقامت قومة رجل واحد، وسيطرت على مناطق شاسعة في الساحل وقتلت شباباً من الأمن العام ووزارة الدفاع، ولولا انتفاضة أهل الثورة من كل المحافظات والذهاب والضرب بيد من حديد لكنا الآن دخلنا في مرحلة التقسيم وذهبت وحدة البلاد.

إن إهمال ملف محاسبة المجرمين كلفنا حتى الآن أكثر من 300 شهيد، ونسأل الله أن تقف الأمور عند هذا الحد. وإن ما حدث يثبت وجود خطأ استراتيجي في إدارة الملف الأمني والعسكري، وتخبط كبير في السياسة الداخلية، ونأمل من الإخوة في الحكومة تصحيح الأخطاء والاعتماد على رجالات من الثورة والضباط المنشقين لإدارة المشهد حتى نصل إلى بر الأمان.

إن للسياسة رجالاً وللعسكرة رجالاً، والأمن له رجاله، فاستعينوا بإخوتكم من أهل الثورة والأحزاب والجماعات، وأنزلوا الناس منازلهم، فالأمر جلل، لذلك يجب إعلان العمل بقانون الطوارئ واستمرار عملية مكافحة الفلول حتى استئصال شرهم، وسجن كل من كان مع النظام بما فيهم أهل التسويات، ريثما تنتهي العمليات وتستقر حالة البلاد.

علاء الحلبي/ ناشط سياسي

منتدى قضايا الثورة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى