في بيان صريح، حذرت رابطة علماء المسلمين من الاصطفاف مع الكيان الصهيوني أو النظام الإيراني، مؤكدة أن كليهما عدو لدود للأمة، وأشارت إلى أن الصراع بينهما ليس سوى صراع مصالح، بينما يدفع المسلمون الثمن،
ورأت فى بيانها أنه من الواجب الشرعي، والوعي السياسي، البيان الصادق للمسلمين، وتحذير الأمة من الوقوع في شرك الاصطفاف مع أحد هذين العدوين اللدودين، اللذين اجتمعا على استباحة دماء المسلمين، وتمزيق أوطانهم، وتدمير قضاياهم- حسبما وصف البيان.
الكيان الصهيوني.. إرهاب مدعوم
وأشارت الرابطة فى بيانها إلى أنه لا يزال الاحتلال الصهيوني يمثل أخطر تهديد للأمة، خاصة مع جرائمه في غزة، من إبادة جماعية وتدمير للمستشفيات والمدارس، ولا يزال الاحتلال الصهيوني في طليعة الأعداء الذين يفتكون بالأمة، منذ غرس هذا الكيان الغاصب في قلب فلسطين المباركة.
إبادة جماعية
وذكر البيان أن ما يجري في غزة من إبادة جماعية، وقصف ممنهج للمستشفيات والمدارس والمخيمات، وتهجير المدنيين، وطمس الهوية، بدعم صليبي واضح، يمثل إحدى أشنع صور الإجرام والإرهاب الحديث، ونموذج ماثل لبشاعة العدو الصريح، الذي لا يرقب في مؤمن إلًّا ولا ذمة، فى الوقت الذى أكد فيه البيان أن دعم فلسطين واجب شرعي لا يقبل التأويل، ولا يجب أن يحجب جرائم أخرى،
,وقوف الأمة بجانب فلسطين
شدد البيان على أن وقوف الأمة إلى جانب فلسطين – بكل الوسائل الممكنة – واجب شرعي وقيمي، لا يحتمل تأويلاً ولا مواربة، ولا يجوز أن يُستغل لصرف النظر عن جرائم أخرى لا تقل خطورة في حق الأمة، واستشهد البيان بآية قرآنية: قال الله تعالى : ﴿أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُوا۟ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِیرٌ﴾ [الحج ٣٩]
المشروع الإيراني.. خنجر في خاصرة الأمة
أما بخصوص المشروع الإيرانى، فأشار البيان إلى أنه بخصوص المشروع الصفوي الرافضي الإيراني، فقد بات واضحًا للعيان أنه من أخطر ما ابتليت به الأمة في هذا العصر حيث يتقنع بشعارات المقاومة والممانعة، ويتدثر بدعاوى المظلومية والتسامح بينما هو في حقيقته خنجرٌ مسموم في خاصرة الأمة، ونارٌ خامدة تحت الرماد، سرعان ما تشتعل في عواصم المسلمين متى ما سنحت لها الفرصة.
امتداد تاريخى من الضغائن
ولفت البيان إلى أن المشروع الصفوى هو امتداد تاريخي من الضغائن والأحقاد والنفاق العقدي والسياسي وفي عصرنا الحاضر – ومنذ ولادة الثورة الخمينية – وهو مشروع تدميري توسعي طائفي عابر للحدود، يقوم على هدم أصول الإسلام وتمزيق وحدة المسلمين والترويج للخرافات وأنواع الانحرافات العقدية الشركية والطعن في الصحابة، والتحالف مع أعداء الإسلام في كل محطة تاريخيّة.
ابشع الجرائم
وقد ارتكب عبر أذرعه ومليشياته أبشع الجرائم بحق المسلمين في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وما مشاهد القتل والتدمير والتجنيد الطائفي والتخادم والتحالف مع أعداء الإسلام ، التي دأب عليها إلا حقائق ماثلة للعيان ، ووقائع دامغة، تشهد بها آثارهم في الأرض، واعترافاتهم المعلنة.
هذا دأب الرافضة
ونبه البيان: ” ولنتأمل كلمة الإمام ابن تيمية قبل قرون وهو يقول للناس: “هذا دأب الرافضة دائمًا يتجاوزون عن جماعة المسلمين إلى اليهود والنصارى والمشركين في الأقوال والموالاة والمعاونة والقتال وغير ذلك، فهل يوجد أضل من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويوالون الكفار والمنافقين؟
المنافقون والرافضة
وقالت الرابطة فى بيانها: ” وليس المنافقون في طائفة أكثر منهم فى الرافضة، حتى إنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق؛ ولهذا هم عند جماهير المسلمين نوع آخر، حتى إن المسلمين لما قاتلوهم بالجبل الذي كانوا عاصين فيه بساحل الشام يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ويقطعون الطريق استحلالًا لذلك وتدينا به، فقاتلهم صنف من التركمان فصاروا يقولون: نحن مسلمون، فيقولون: لا أنتم جنس آخر، فهم بسلامة قلوبهم علموا أنهم جنس آخر خارجون عن المسلمين لامتيازهم عنهم.” (منهاج السنة لابن تيمية: ٣٧٤/٣)” .
لا للانخداع.. فكلاهما خطر
وحذرت رابطة علماء المسلمين فى بيانها، الأمة – حكامًا ومحكومين، علماء ومثقفين – من الوقوع في شرك الانخداع بأي من المشروعين الخطيرين ، فالصهيوني عدو ظاهر، والنفاق الصفوي عدو متقنع ، وكلاهما يفتك بالأمة، و المتستر لايقل خطراً إن لم يكن أشد في كثير من الحالات .
غشاوة التلبيس
وطالب البيان ، الأمة – وبخاصة – علماءها ومثقفيها ونخبها – أن تزيل غشاوة التلبيس، وتخرج من دوامة التضليل، فلا يجوز أن يُرفع شعار القضية الفلسطينية لتمرير الطعن في الأمة من الداخل، ولا أن يُنسى التاريخ الدموي للنظام الإيراني ومليشياته الطائفية في لحظة خصومة مع العدو الصهيوني.
واجب العلماء والمثقفين
وأوصت رابطة علماء المسلمين فى بيانها، بوجوب الوعي بخطر المشروعين معًا، ورفض أي تحالف مع الكيان الصهيوني أو النظام الإيراني، فكلاهما عدو لله ورسوله والمؤمنين، وعدم الانجرار خلف الشعارات الكاذبة، سواء كانت باسم التطبيع والسلام” أو “الممانعة”، فكلها أدوات لتمرير مشاريع الهيمنة والاستعمار.
ودعم قضايا الأمة
وأوصى البيان بدعم قضايا الأمة من منطلق إسلامي أصيل، غير مرتهن لمحاور ولا تابع لمشاريع الغير، ودعوة العلماء والدعاة ، وسائر الأصوات الحرة إلى رفع مستوى الخطاب التوعوي، وفضح الأجندات الخفية، وعدم مجاراة أدوات التلبيس والإلهاء الإعلامي، تعزيز وحدة الصف الإسلامي الحقيقي، القائم على القرآن والسنة، لا على شعارات طائفية أو قومية أو غيرها ودعوة المسلمين الصادقين جميعاً إلى إيجاد مشروع جامع غير مرتهن لأجندة معادية للإسلام وفي ذلك خلاصهم من مآسيهم بعد عون الله وتوفيقه .
كشف الغمة
وختمت الرابطة بيانها بالدعاء لله تعالى أن يكشف الغمة، ويهتك أستار المنافقين، وينصر عباده المؤمنين، ويحفظ هذه الأمة من كل سوء ويحميها من شر الأشرار ومكر الفجار، وانهت البيان بذكر آخر الآية رقم 20 من سورة يوسف” والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .