عمدة مكسيكي يتزوج تمساحا!
ورد في موقع (سي ان ان بتاريخ 3/7/2023 ) الخبر التالي :
تزوج عمدة بلدة صغيرة في ولاية أواكساكا المكسيكية من أنثى تمساح كجزء من احتفال قديم للسكان الأصليين، حيث تعود الطقوس إلى عصور ما قبل الإسبان، وفقًا لرويترز.
وتُعرف أنثى الحيوان الزاحف بأنها أميرة صغيرة، ويُعتقد أنها مقدسة تمثل الأرض الأم، حيث قالت مزيّنة التمساح، أوليفيا بيريز، إن «التمساح يعني الكثير بالنسبة لنا لأنها الملكة والأميرة التي تأتي لتجلب لنا الماء وحصادًا جيدًا ومطرًا، حتى يرسل لنا الله القدير طعامًا كالسمك والذرة والحصاد»، على حد تعبيرها.
ونقول:
ما هذا الانتكاس الفطري والجهل المطبق ؟ الإنسان بدون دين يتوه ويتخبط في الحياة زواج وعروس ومزينة لتلك العروس !
فبينما يتطور الإنسان من ناحية التجارب العلمية والقدرات المتقدمة التي وصلت الى ارتياد الفضاء والتقدم التقني والذكاء الاصطناعي إلا أنه لا يزال يحبو في تعامله مع الفطرة ومع الحياة الاجتماعية لأنه ببساطة بعيد عن منهج قويم وضعه خالقه فتراه يتخبط في حياته التي أبت نفسه أن يلتزم بالحق الذي رسمه له خالقه
تطور علمي وتخبط فطري
أشار القرآن الكريم لأهمية التوازن بين التفوق المادي والالتزام الفطري فقال : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) سورة القصص 77
وفي مجال الشذوذ ذم الله تعالى فاعليه وأشار إلى جهلهم وإسرافهم واعتدائهم فقال تعالى :
( إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ) الأعراف 81
وقال لهم في سورة النمل: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ ) أى: متجاوزون لحدود الفطرة وحدود الشريعة.
وقال لهم في سورة النمل: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)
وهو يشمل الجهل الذي هو ضد العلم، والجهل الذي هو بمعنى السفه والطيش.
ومجموع الآيات يدل على أنهم كانوا مصابين بفساد العقل، وانحطاط الخلق، وإيثار الغي والعدوان على الرشاد والتدبر. ( التفسير الوسيط )
فإن كان هذا هو الحال في إتيان الذكور الذكور وودعهم الإناث وهو عدوان وجهل وإسراف فما بالك أن يأتي الإنسان حيوانا والغريب أن يأتي تمساحا !!
فإتيان البهائم فعل منكر مخالف للفطرة، ومعصية من أقبح المعاصي، فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ملعون من وقع على بهيمة. رواه أحمد. وصححه الألباني.
وقد اتفق العلماء على تحريم هذا الفعل. قال الشوكاني: مجمع على تحريم إتيان البهيمة). نيل الأوطار).
إتيان الحيوانات غير مجرم في نصوص القوانين الغربية
على سبيل المثال تعدّد الزيجات ممنوع في إسبانيا، حيث يعاقب القانون هناك بالسجن مدّة تتراوح بين ستة أشهر وسنة كلّ شخص يعقد زواجًا ثانياً، طالما أنّ زواجه الأول ما زال قائماً.
ولطالما اعتبرت الحيوانات بموجب القانون الإسباني «أشياء» وذلك حتى العام 2022، وأصبحت الحيوانات تصنف «كائنات حية لديها إحساس»، وليس مجرد «أشياء»، وباتت الحيوانات تعتبر موضع حضانة بالتناوب في حال وقع طلاق بين زوجين.
الإنسان المعاصر يتقدم في اتجاه واحد وهو التقنية ويهدم أساس وجوده وتميزه
لا يزال الإنسان يتقدم في التقنيات والعلوم بشكل تراكمي على سبيل المثال وحسب الأمم المتحدة: وصلت الهواتف المحمولة إلى مليارات الأشخاص في أقل من 20 عامًا. اليوم، ما يقرب من 70 بالمئة من سكان العالم يستخدمون الهواتف المحمولة ليس فقط للاتصال ولكن أيضًا لقراءة الأخبار والتحقق من الطقس وإجراء المدفوعات وبيع المنتجات. أصبحت هذه الأجهزة ميزة لا غنى عنها للوجود الحديث، بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه أو ما الذي نقوم به من أجل كسب لقمة العيش. يعتبر الإنترنت تقدم تقني آخر يستخدمه أكثر من نصف سكان العالم يوميًا.
وفي مجال الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، تتيح التطورات في مجال تخزين الطاقة حدوث اختراقات في صناعة السيارات الكهربائية. وبالمثل، فإن الذكاء الاصطناعي (AI) يجعل الروبوتات وعمليات الأتمتة أكثر ذكاءً وأكثر كفاءة مما يمهد الطريق للسيارات ذاتية التحكم. تعمل الذكاء التقنيات أيضًا على تسهيل تشخيص الأمراض وإحداث تقدم كبير في التقنيات الوراثية
ويؤكد المقال على أن هناك فرصة قوية لتحقيق نتائج إيجابية للتنمية المستدامة إذا نجحنا في الاستفادة من التكنولوجيات الرائدة وجعلها متاحة ومتوفرة للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها لا سيما في البلدان النامية. والسؤال هو كيف نجعل “إذا” تلك يقينًا؟ كيف يمكننا أن نضمن أن البلدان النامية، وخاصة أقل البلدان نمواً، أن تستفيد من التكنولوجيات الرائدة دون أن تدفع ثمناً باهظاً للوصول إليها؟
ومع كل ذلك فمظالم الإنسان لا تخفى باستخدامه ذلك التقدم للاعتداء على حقوق غيره من البشر والنيل مما لديهم من خيرات لصالح ذاتيته واستمرارا لتفوقه على حساب غيره
ورغم كل هذا يهدم نقاط تميزه الإنساني بهذا الانتكاس الفطري الذي نراه يقنن ويتوسع وكأنه ياعقب نفسه أو يقع في استدراج ربه له لما تأبى على المقياس الصحيح للإنسانية وللفطرة ولتوجيهات الدين القويم
المفسدون في الأرض ونشر الشذوذ
يقول الأستاذ محمد خاطر في مدونته على الجزيرة : والمفسدون في الأرض لم يكتفوا بنشر الإباحية في العالم، ويسعون من أجل نشر الشذوذ الجنسي في العالم، والضغط من أجل الاعتراف به كحق من حقوق الإنسان، والمحطة القادمة من محطات الهاوية التي يسير العالم نحوها هي محطة اشتهاء الأطفال وممارسة الجنس معهم (Pedophilia)، وهذه المحطة دشنها القساوسة في الغرب وفي الفاتيكان تحديدًا.
ويشير إلى مرحلة التقنين للشذوذ والتخبط الناتج عن ذلك:
والشذوذ الجنسي انتقل من مرحلة الدفاع عن المثلية الجنسية إلى مرحلة تقنين الشذوذ الجنسي والاعتراف به؛ “فقد أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة حكمًا تاريخيًا الجمعة 26 يونيو/حزيران 2015 يقضي بمنح الحق للمثليين جنسيًا بالزواج في كافة الولايات الأميركية، وهو الحكم الذي وصفه الرئيس باراك أوباما بأنه انتصار لأميركا وانتصار للحب!
ويضيف كذلك : مخاطر الشذوذ الجنسي تتمثل في مخالفة الفطرة، ومعارضة الحكمة الإلهية، وهي استخلاف الإنسان في الأرض لعمارتها، وفيه إعراض عن آية وسنة من سنن الله عز وجل في الكون وهي سنة الزواج بين الذكر والأنثى، والشذوذ سبب رئيسي للإصابة بالعديد من الأمراض الجنسية الفتاكة.
ومعالجة آفة الشذوذ الجنسي بحاجة إلى تضافر الجهود الرسمية والأهلية، وذلك من أجل بيان الجرم الذي يرتكبه المثليون ومن يدافعون عنهم، وضرورة إخضاعهم للعلاج النفسي والطبي، لأن ما يقومون به يمثل خطرًا على المجتمعات وعلى مستقبل البشرية.
والإسلام هو طوق النجاة للبشرية، وهو حائط الصد وخط الدفاع الأخير في مواجهة الإباحية والشذوذ الجنسي اللذين يحاولون فرضهما على العالم بشتى الوسائل.
الدكتور المسيري وملاحظة تبرير الشذوذ فلسفيا:
الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله تنبأ في منتصف تسعينيات القرن الماضي بتوجه المجتمع الغربي نحو الشذوذ الجنسي، وأن الدافع وراء ذلك ليس مجرد الشهوة الجنسية، بل البعد الفلسفي لمبدأ اللذة. يقول المسيري رحمه الله “أعتقد أن الشذوذ هو النتيجة المنطقية والترجمة الوحيدة الأمينة لمبدأ اللذة النفعي، فالإنسان الشاذ يمكنه أن ينشئ علاقة مع شخص آخر من جنسه فيتغلب على اغترابه بشكل مؤقت ثم يعود مرة أخرى لحياته الاستهلاكية البسيطة. وهو يتغلب على اغترابه دون أن يدخل في علاقات ذات آثار اجتماعية تضطره للدخول في علاقة حقيقية مع الآخرين ومع الواقع، إن العلاقة مع شخص من نفس الجنس هي أقل العلاقات الإنسانية جدلية”.
ويقول المسيري: لا يمثل الدفاع الشرس عن المثلية الجنسية والدعوة إلى تطبيعها دعوة إلى التسامح أو تفهم وضع المثليين، بل هو في أصله هجوم على المعيارية البشرية، وعلى الطبيعة البشرية كمرجعية نهائية ومعيارًا ثابتًا يمكن الوقوف على أرضه لإصدار أحكام وتحديد ما هو إنساني. والمثلية الجنسية هي محاولة أخرى لإلغاء ثنائية إنسانية أساسية، هي ثنائية الذكر/الأنثى التي تستند إليها المعيارية الإنسانية)
تقنين
تستخدم القوانين حاليا لفرض قبول الشذوذ والدفاع عنه ومنذ نهاية التسعينات تسعى مؤتمرات السكان (95- 2005 وغيرها) لفرض قبول عام لما يسمونه (صورا أخرى للأسرة وفكرة الجندر ومتعلقاتها) ويقصدون قبول الأسر الشاذة
ويتم الضغط على الدول لتمرير هذا الهراء
يقول الرئيس أردوغان أن «مفهوم العائلة شرط أساسي في المجتمع التركي، لأن الأمة القوية تأتي من عائلة قوية».
وأضاف “لقد أدخلوا في الآونة الأخيرة الشذوذ الجنسي إلى المجتمع، وبذلوا جهدًا لإفساد هيكل عائلتنا، ونحن سوف نقوم بما يتوجب علينا للحفاظ عليها، ونحن على دراية تامة بداعمي الشذوذ الجنسي”.
وفي أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، كشفت صحف تركية، عن تورط عدة دول أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل 22 جمعية داعمة للشذوذ الجنسي، عبر تحويل 20 مليون دولار أمريكي إليهم خلال السنوات الخمسة السابقة.
بل حتى الفاعاليات الثقافية والرياضية والفنية تستخدم حاليا على نطاق واسع لدعم الشذوذ وصار هذا شائعا أكثر من أن يستدل له
الخلاصة فلا مجال لمحاربة الفطرة فإن الإنسان لا يستوعب كم هو محكم نظامها وأنها ستقضي على مخالفيها حتى لو ظنوا تمكنهم من الأمور وتحكمهم في القوانين ونظم التعليم ( وهي مصيبة أخرى ولها خسائرها التي يجب محاربتها )
الشذوذ: انتكاس مفض للهلاك
يشبه الله عز وجل حال الدنيا وسرعة زوالها من أهلها ، مع اغترارهم بها بالنبات ، حيث لا يلبث حتى يصير هشيما ؛ كما قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) [الكهف : 45].
وسياق الآية بتمامه ظاهر جدا في ذلك ، قال الله تعالى : (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) يونس/24
فقد صرحت الآية بأن سياقها سياق مثل للحياة الدنيا ، وما يكون من مآلها ، وسرعة زوالها