فايننشيال تايمز: لهذه الأسباب ترامب في ذروة السلطة وعليه الحذر

قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية أن ترامب يواجه معارضة أضعف وفرصه مفتوحة بالكامل هذه المرة.
واستشهد ادوارد لويس في مقال له:في الصحيفة البريطانية بقول ترامب “في فترتي الأولى كان الجميع يقاتلني”، قال دونالد ترامب قبل عيد الميلاد. “في هذه الفترة، الجميع يريد أن يكون صديقي..”
واضاف لويس :لديه نقطة هنا. قبل ثماني سنوات، واجه ترامب حركة احتجاجية غاضبة اجتاحت واشنطن واعترضت على “حظر المسلمين” القصير الأمد الذي فرضه بعد أيام من تنصيبه.
هذه المرة، بالكاد هناك صوت معارض. تحول مزاج المعارضة من الغضب إلى الاكتئاب.
الديمقراطيون و الفوضى
في عام 2017، كان لديهم نانسي بيلوسي، أقوى قائدة للحزب منذ عقود. كان آخر عمل كبير لبيلوسي هو إجبار جو بايدن على التنحي الصيف الماضي.
لكنها قبل ذلك، نجحت في مساءلة ترامب مرتين وأحكمت قبضتها على حزبها. هذه المرة، يفتقر الديمقراطيون إلى استراتيجية واضحة.
ولفتت الصحيفة إلي الموقف الافتراضي بالتعاون مع ترامب حيثما أمكن ومعارضته عند الضرورة هو وصفة للانقسام. بدون قائد، الحزب يبحر بلا وجهة في بحر يسيطر عليه ترامب.

كان جون ماكين، السيناتور الراحل عن أريزونا، من أكثر العوائق فعالية أمام ترامب في فترته الأولى. لولا ماكين، لكان ترامب قد ألغى أوباما كير. في ذلك الوقت، كان هناك عدد كبير من الجمهوريين في مجلس الشيوخ يمكنهم مواجهة ترامب.
من بين السبعة الذين صوتوا لإدانة ترامب في أوائل عام 2021، رحل أربعة: بن ساسي من نبراسكا، ميت رومني من يوتا، ريتشارد بور من نورث كارولينا، وبات تومي من بنسلفانيا.
أما الثلاثة الآخرون—ليزا موركوفسكي من ألاسكا، سوزان كولينز من مين، وبيل كاسيدي من لويزيانا—ليسوا كافيين لتغيير الأغلبية في حزبهم.
ولا يختلف الأمر فيما يتعلق بالمحكمة العليا أصبحت تحت سيطرة ترامب
وفي عام 2017، كانت المحكمة تتمتع بأغلبية محافظة 5-4. لكن أحد القضاة المعينين من الجمهوريين، أنتوني كينيدي، كان يميل أحيانًا للوقوف بجانب الليبراليين.
الآن، مع أغلبية 6-3، تبدو المحكمة وكأنها تختم موافقة على أي قرارات تنفيذية. ترامب بدأ بالفعل في تحدي المحكمة.
على سبيل المثال، تجاهل حظرًا ثنائي الحزب على TikTok أقره الكونغرس وأيدته المحكمة الأسبوع الماضي، في تحدٍ يعيد إلى الأذهان الرئيس السابع للولايات المتحدة، أندرو جاكسون، الذي قال بعد أن منعت المحكمة استيلاءه على أراضي الشيروكي: “دعهم ينفذون القرار”.
تحدي الدستور الأمريكي
في إحدى أوامره التنفيذية، تجاهل ترامب التعديل الرابع عشر الذي يمنح الجنسية تلقائيًا لأي شخص يولد على الأراضي الأمريكية. الآن الكرة في ملعب المحكمة. هل سيلجأ ترامب إلى إذن المحكمة أو الكونغرس لاحتلال قناة بنما؟ الإجابة واضحة.
في عام 2017، تبنت صحيفة “واشنطن بوست” شعار “الديمقراطية تموت في الظلام”. الأسبوع الماضي، أضافت شعارًا جديدًا: “قصص آسرة لكل أمريكا”.
أما مالكها، جيف بيزوس، فقد حضر حفل تنصيب ترامب، وشركته Amazon Prime تدفع 40 مليون دولار لميلانيا ترامب لإنتاج فيلم وثائقي عن حياتها.
فيمايتعلق بالحلفاء الأوروبيين كان لأوروبا أنجيلا ميركل كقائدة قوية في فترة ترامب الأولى.
أما اليوم، جورجيا ميلوني من إيطاليا هي الزعيمة الأكثر استقرارًا في القارة.
وفي بريطانيا، رئيس الوزراء كير ستارمر يحاول تحسين علاقته مع ترامب. أما الدنمارك، التي كان يمكن أن تتوقع التضامن بعد أن صرح ترامب برغبته في ضم غرينلاند، فلم تشهد سوى احتجاجات خافتة.
ترامب الآن في قمة سلطته، لكن السلطة تميل دائمًا إلى الانزلاق. في عام 2026، قد يفقد الجمهوريون السيطرة على الكونجرس، ما سيحول ترامب إلى “بطة عرجاء”.
لكن إذا استعاد الديمقراطيون البيت الأبيض لاحقًا، سيجدون أنفسهم في بلد تغيّر جذريًا، حيث يعيد ترامب تشكيل أمريكا على صورته. “لا يمكنك أن تخوض نفس النهر مرتين.”