بواسطة سلطت صحيفة الـ “فايننشيال تايمز” البربطانية الضوء علي أسباب تأجيل زيارة ولي العهد السعودي والحاكم الفعلى للمملكة الأمير محمد بن سلمان لأجل غير مسمي متسائلة عن علاقة هذا التأجيل بالزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسعودية ومدي ما تتمتع به موسكو من نفوذ علي الأمير صاحب النفوذ الأعلي في الرياض.
وقال الصحيفة في تقرير لها ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية :أرجأت المملكة العربية السعودية خططا للأمير محمد بن سلمان لزيارة لندن في الأيام القليلة الماضية، وفقا لمسؤولين بريطانيين، قبل وقت قصير من استضافة ولي العهد لفلاديمير بوتين في الرياض.
قال نافذون من كلا البلدين إن المسئولين البريطانيين والسعوديين أجروا مناقشات حول زيارة ولي العهد هذا العام لعدة أشهر. قال مسؤولو المملكة المتحدة إنهم كانوا يعملون على 3 ديسمبر كتاريخ وصول محتمل.
في المقابل قالت شخصيات بارزة في حكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الخطة المؤقتة تأخرت الأسبوع الماضي حيث التقى بوتين ولي العهد في الرياض يوم الأربعاء 6 ديسمبر بعد زيارة الإمارات العربية المتحدة، وهي أول رحلة للرئيس الروسي إلى المنطقة منذ شن غزو شامل لأوكرانيا في عام 2022
وقال كبار النواب المحافظين إن قرب تأجيل رحلة ولي العهد إلى لندن وزيارة بوتين أثار تساؤلات حول قوة علاقة المملكة المتحدة مع المملكة العربية السعودية.
فيما رأي مقربون من ولي العهد السعودي بحسب الصحيفة البريطانية إن مشكلات الجدولة عقدت منذ فترة طويلة خطط ولي العهد السعودي لزيارة المملكة المتحدة هذا العام ورفضوا أي صلة بين التأخير واستضافته بوتين في الرياض.
في أكتوبر، زار سوناك المملكة العربية السعودية والتقى بالأمير محمد. بشكل أثار ارتياح الساسة السعوديين الذين وصفوا الزيارة بـ الممتازة والمنتجة”.
قال السير إيان دنكان سميث، زعيم المحافظين السابق، لصحيفة فاينانشيال تايمز إن التأجيل الأخير لزيارة الأمير محمد كان “مزعجا”.
وأضاف أنه من “المثير للدهشة” أن يرحب ولي العهد ببوتين بعد أن أمر بغزو دولة مجاورة وقال إن هناك خطرا من أن يتم “خداع بريطانيا وحلفاء المملكة العربية السعودية الغربيين الآخرين من أجل بوتين”.
قال الأمير خالد بن بندر، سفير المملكة العربية السعودية في لندن، لصحيفة فاينانشال تايمز إن “أي شخص على دراية بالعلاقة البريطانية السعودية سيعرف أن فرضية التجاهل هراء”.
“وتابع الدبلوماسي السعودي البارز قائلا إن العلاقة قوية كما كانت في أي وقت مضى وستظل كذلك مضيفا :” أولئك الذين يرغبون في تفسير الأشياء بشكل مختلف مخطئون بشدة”.
ونبهت إلي ريشي سوناك، رئيس الوزراء، وجه دعوة إلى ولي العهد لزيارة بريطانيا هذا الخريف وأنه كان من المتوقع في البداية أن تتم الرحلة في أكتوبر أو نوفمبر
فيما حذر روبرت كورتس، وهو نائب كبير في حزب المحافظين، من أن تأجيل الزيارة هذا الشهر “مصدر قلق لأنه يشير إلى فشل دبلوماسي في المملكة المتحدة في مواجهة هجوم دبلوماسي منسق من قبل بوتين”.
وأضاف: “يجب على المملكة المتحدة مراجعة الاستراتيجية الكامنة وراء سياستها الخارجية والدفاعية على وجه السرعة لمنع انزلاق الدول نحو منافسينا الاستراتيجيين”.
وفي السياق ذاته قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: “ليس للمملكة المتحدة التعليق على الارتباطات الدبلوماسية للبلدان الأخرى. نحن نعمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية عبر مجموعة من المجالات، بما في ذلك تقديم الدعم لأوكرانيا ومعالجة الأزمة الحالية في إسرائيل “.
أشارت دعوة سوناك إلى الأمير محمد هذا العام إلى رغبة المملكة المتحدة في جذب الاستثمار السعودي وتعميق العلاقات بعد خمس سنوات من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وقال الساسة البريطانيون إن المملكة المتحدة لا تزال لديها علاقة قوية مع المملكة العربية السعودية على الرغم من التأخير في زيارة ولي العهد.
ويذكر أن وزير الدفاع غرانت شابس ووزير الخارجية آنذاك جيمس كليفرلي قد زارا المملكة منذ أكتوبر لمناقشة الصراع بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى سوناك.
كما استضاف اللورد ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني الحالي، نظيره السعودي في لندن الشهر الماضي.
وجادل المسئولون البريطانيون بأنه لا يوجد شيء غير عادي بشأن العلاقة مع دول الخليج، بما في ذلك السعودية، التي تتحدث بانتظام مع روسيا، أحد شركائها داخل تجمع النفط التابع لأوبك +..
