تقارير

فشل طموحات إيران الاقتصادية في سوريا: وثائق مسربة تكشف خطة طهران

كشفت وكالة رويترز، في تقرير نُشر يوم 1 مايو 2025، عن وثائق سرية حصلت عليها من السفارة الإيرانية في دمشق، تُظهر خطة طهران الطموحة لإعادة بناء الاقتصاد السوري وتحويله إلى مركز نفوذ إقليمي.

لكن هذه الخطط انهارت بحسب ورقة تحليلية للباحث والكاتب الإيراني حسن محمودي  مع سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، مما كشف عن فشل استراتيجية إيران في سوريا.

دعم إيران لنظام الأسد

منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، كانت إيران من أبرز داعمي بشار الأسد.

حيث قدّمت طهران دعمًا ماليًا وعسكريًا ولوجستيًا، بما في ذلك نشر وحدات من فيلق القدس وميليشيات شيعية.

وكان الهدف تعزيز النفوذ الإقليمي لإيران، تأمين طرق إمداد حزب الله في لبنان، ومواجهة خصوم مثل إسرائيل والدول العربية. أنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد، لكن هذه الجهود لم تمنع سقوطه النهائي.

قوات الامن العام السورية

وتكشف وثيقة من 33 صفحة، أعدتها السفارة الإيرانية في دمشق عام 2022، عن خطة طموحة لإعادة إعمار سوريا.

واستلهمت إيران من خطة مارشال الأمريكية لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، بهدف السيطرة على الاقتصاد السوري.

وشملت الخطة استثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية، الزراعة، والصناعة، مع فرص اقتصادية تُقدَّر بأكثر من 400 مليار دولار.

وكانت طهران تسعى لتعميق نفوذها على حكومة الأسد من خلال هذه المشاريع، لكن الفساد وسوء الإدارة أعاقا تقدمها.

دور المعارضة الإيرانية في كشف الخطط

إلى جانب الوثائق التي كشفتها رويترز، ساهمت المعارضة الإيرانية، وخاصة مجلس المقاومة الوطني الإيراني، في تسليط الضوء على الأنشطة السرية للنظام الإيراني في سوريا.

وقد قدم المجلس، الذي يُعتبر صوتًا بارزًا ضد سياسات طهران التوسعية، معلومات استخباراتية عن تدخلات إيران في المنطقة، مما عزز  الجهود الدولية لفضح هذه الخطط وإفشالها.

واجهت خطط إيران عقبات كبيرة، منها الفساد المالي، سوء الإدارة، ومقاومة فصائل المعارضة السورية.

كما أثرت العقوبات الدولية، وخاصة العقوبات الثانوية الأمريكية، على قدرة إيران على تمويل مشاريعها. في ديسمبر 2024،

ومع تقدم المعارضة وسقوط دمشق، انهار نظام الأسد، وتوقفت الخطط الإيرانية تمامًا. كشفت الوثائق المتبقية في السفارة الإيرانية، التي استولت عليها قوى المعارضة، عن حجم الاستثمارات الضائعة والطموحات المنهارة.

تُظهر الوثائق المسربة مدى طموح إيران في السيطرة على الاقتصاد السوري، لكنها تكشف أيضًا عن هشاشة هذه الاستراتيجية أمام التحولات السياسية.

وقد تكبّدت طهران تكاليف مالية وبشرية باهظة دون تحقيق أهدافها، مما يبرز المخاطر الكبيرة لتدخلاتها الإقليمية

تُقدم هذه الوثائق دروسًا قيّمة عن دور القوى الخارجية في مستقبل سوريا، وتدعو إلى ضرورة التركيز على إعادة إعمار البلاد بعيدًا عن الأجندات الإقليمية فضلا عن ضرورة ابتعاد التدخل الخارجي في الشأن السوري

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى