الأربعاء سبتمبر 18, 2024
مقالات

في الصراع العربي الإسرائيلي: «أشبعناهم شتما.. وفازوا بالإبل»!

بقلم: السيد هاني

طالما ظل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين قائما.. لابد أن تظل المقاومة الفلسطينية مستمرة..

مقاومة الاحتلال عمل بطولي مشروع.. بموجب قرارات الشرعية الدولية الصادرة من الأمم المتحدة.. ومن قبلها ما جاء فى الكتب السماوية المقدسة..

ولكن..

المقاومة يجب أن تعمل تحت قيادة موحدة..!

تعدد القيادات يفشل عمل المقاومة..

الدليل على ذلك.. أن لدينا فى فلسطين ١٤ فصيل مقاومة مسلح.. لكن كل هذه الفصائل فشلت حتى الآن فى تحرير مجرد ١٤ سنتيمترا فقط من الأراضى الفلسطينية التى تحتلها إسرائيل..!!

لماذا.. لأنها تعمل تحت ١٤ قيادة.. ١٤ زعامة منقسمين ومشتتين..!

هذا العدد الكبير من القيادات.. والزعامات.. سهل الطريق أمام الموساد الإسرائيلى لاختراق الكثير من فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة.. فظهر بين عناصرها الخونة والعملاء والجواسيس..

هؤلاء الخونة والعملاء والجواسيس.. قدموا مساعدات كبيرة لإسرائيل.. ليس فقط فى عمليات الغزو الإسرائيلى المتكرر للمدن والمناطق الفلسطينية.. بل كانوا هم العنصر الأساسى فى نجاح عمليات الاغتيالات التى نفذتها ضد شخصيات فلسطينية بارزة..!

* الشيخ أحمد ياسين.. وعبدالعزيز الرنتيسى.. ويحيى عياش.. وغيرهم عشرات من أبطال المقاومة الفلسطينية.. اغتالهم الموساد الإسرائيلى.. بمساعدة عملاء له من قلب فصائل المقاومة الفلسطينية..

* لابد أن نعترف أن بعض الفصائل الفلسطينية.. التى ترفع شعارات المقاومة.. وتطلق الشعارات الرنانة.. وتنظم المظاهرات.. هى فى حقيقة الأمر تحقق «هدف استراتيجى» لإسرائيل.. وهو تعزيز حالة الإنقسام الفلسطينى..

* فضلا عن أن بعضها يعمل لصالح قوى إقليمية.. لا يهمها مصلحة الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال..

* لابد.. أن نعترف بالحقيقة المرة.. وهى أنه في ظل استمرار حالة الانقسام الفلسطيني.. التي تحرص عليها إسرائيل.. فإن أية جهود دولية تبذل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. ستظل بمثابة «نفخ في قربة مقطوعة»..!!

* عار على القيادات الفلسطينية أن رئيس وزراء إسبانيا قاد تحركًا دوليا نشطا داخل الاتحاد الأوربي.. ونجح في إقناع عدد من الدول الأوربية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات سيادة.. ومن قبله صوتت ١٤٩ دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة..

* بينما القيادات الفلسطينية مازالت منقسمة على نفسها.. تتصارع مع بعضها من أجل مكاسب شخصية.. ومناصب في حكومة افتراضية.. وكأن قيام الدولة الفلسطينية لا يهمها..!!

* مازال طلبة الجامعات في كل أرجاء العالم.. والأحرار في كل دول العالم.. يملؤون الشوارع والميادين.. يرفعون علم فلسطين ويهتفون «فلسطين حرة»..

* بينما كل فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية.. له علم الخاص به؛ يرفعه..!!

* نعم.. تتفق كل قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية في الشجب والاستنكار على شاشات الفضائيات لكل الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.. والهجوم بأقسى العبارات على الحكومة الإسرائيلية.. والصهاينة..

* لكن.. في المقابل.. إسرائيل مازالت مستمرة في ارتكاب جرائمها الوحشية.. من إبادة جماعية لسكان غزة.. والتوسع في بناء المستوطنات فوق الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية والقدس.. واقتحام المسجد الأقصى.. والاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم..

* نحن نشتمهم.. وهم يقتلون شعبنا ويتوسعون في بناء المستوطنات..

* هكذا ينطبق علينا المثل العربي القائل: «أشبعتهم شتما وفازوا بالإبل..!»..

Please follow and like us:
السيد هاني
كاتب صحفي مصري، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية متخصص في الشئون الدولية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب