الأمة الثقافية

قرأتُ لك: “الفلسفة الكلبية”

بواسطة الذكاء الاصطناعي

لماذا سُمّيت الفلسفة الكلبية بهذا الاسم؟

سُمّيت “الفلسفة الكلبية” بهذا الاسم نسبةً إلى اللفظة اليونانية “Kynismos”، المشتقة من “kyōn”، وتعني “الكلب”. وقد أُطلق هذا الاسم في بادئ الأمر على سبيل التهكم والسخرية، غير أن أتباع هذه المدرسة الفلسفية سرعان ما تبنّوه وافتخروا به، وجعلوا من الكلب رمزًا لحكمتهم ومنهجهم في الحياة.

لكن، لِمَ اختاروا الكلب دون سائر الكائنات؟

الجواب يكمن في سلوكهم ونظرتهم إلى الحياة. فقد كان مؤسس المدرسة، أنتيستنيس، ثم تلميذه الأشهر ديوجين الكلبي، يدعوان إلى حياة تقوم على البساطة المطلقة، والزهد الشديد، ورفض مظاهر الترف والتصنّع. كانوا يحتقرون المال، ويرَون في الشهرة والسلطة عبئًا يُفسد النفس.

ولهذا اختاروا أن يعيشوا بين الناس، في الطرقات والساحات، دون بيت أو ستر، تمامًا كما يعيش الكلب، لا يملك من الدنيا إلا جسده وحريته.

أما ديوجين، فقد كان مثالًا حيًّا لهذا المذهب. عاش في برميل، وواجه المجتمع بوقاحة صادقة لا تعرف المجاملة، فكسَر كل الأعراف والتقاليد. لم يكن يخجل من شيء، كما لا يخجل الكلب من طبيعته. كانت جرأته صادمة، لكنها كانت أيضًا دعوة للتحرّر من الزيف والنفاق.

ورأى الكلبيون في الكلب ما لا يراه غيرهم: رمزًا للحرية المطلقة، والعيش وفق الفطرة، والتمرد على التصنّع والتكلف. فالكلب، في نظرهم، لا يتصنّع، ولا ينافق، ولا يخضع لأوهام المجتمع. إنه كائن صادق في جوعه، في غضبه، وفي ولائه.

وهكذا، لم يكن “الكلب” عندهم إهانة، بل أيقونة للفيلسوف الحقيقي؛ ذاك الذي يتحرّر من كل القيود، ويعيش الحياة كما هي، لا كما يُراد له أن يراها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى