قراءة في كتاب “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟!”

كتاب “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين” من تأليف الداعية والمفكر الإسلامي الهندي أبو الحسن الندوي (1913م – 1999م)
أحد أبرز الكتب الفكرية الإسلامية في القرن العشرين، يناقش فيه المؤلف أثر تراجع المسلمين الحضاري والأخلاقي على العالم كله، وليس على المسلمين وحدهم. إليك تلخيصاً لأهم الأفكار والمحاور في الكتاب:
أولاً: فكرة الكتاب العامة
يرى الندوي أن تراجع المسلمين عن دورهم القيادي الحضاري والديني في العالم لم يكن خسارة لهم فقط، بل كان نكسة للعالم كله، إذ افتقد العالم النموذج الأخلاقي والقيادة الروحية التي كان الإسلام يمثلها.
ثانياً: محاور الكتاب
- وصف حال العالم قبل الإسلام
كانت الحضارات القديمة تعاني من الفساد، والظلم، والانحلال الأخلاقي.
العالم كان متعطشًا لمنقذ يعيد إليه القيم والعدالة.
- دور الإسلام في تغيير وجه العالم
جاء الإسلام برسالة التوحيد والعدل والمساواة.
أخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن الجاهلية إلى النور.
أسس حضارة متوازنة بين الروح والمادة، العلم والإيمان.
- عصر ازدهار المسلمين
ازدهرت العلوم، وبرز علماء مسلمون في شتى المجالات.
كان للمسلمين تأثير حضاري ضخم في أوروبا خلال العصور الوسطى.
- انحطاط المسلمين وأسبابه
التخلي عن القيم الإسلامية.
الانشغال بالمظاهر والتفرق السياسي.
الضعف أمام الغزو الثقافي والفكري.
- خسارة العالم بسبب هذا الانحطاط
سيطرت الحضارة الغربية المادية التي تفتقر إلى البعد الأخلاقي.
فُقدَ التوازن، وعمّ الظلم والاستعمار والاستغلال.
- الحل والنهضة
يدعو الندوي المسلمين للعودة إلى الإسلام الحقيقي.
يؤكد أن استعادة الدور القيادي يتطلب إصلاح العقيدة، والعلم، والأخلاق.
يشدد على أن الإسلام وحده يمكن أن ينقذ العالم من الضياع.
خلاصة الرسالة
الندوي يطرح رؤية إصلاحية عميقة تقول إن الانحطاط الإسلامي لا يؤثر فقط على المسلمين، بل يجعل العالم كله عرضة للفساد والانهيار، وأن عودة المسلمين للإسلام رسالة حضارية للبشرية.
إليك أهم الفقرات والمقتطفات من كتاب “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين” لأبي الحسن الندوي، وهي تمثل خلاصة فكر الكتاب وروحه:
- عن حال العالم قبل الإسلام:
“لقد كانت الإنسانية في حاجة إلى دين جديد، وإلى رسالة جديدة، وإلى دعوة جديدة، لا تعالج جسم الإنسان، ولكن تعالج قلبه وضميره، لا تقيم المصانع، ولكن تقيم الإنسان الذي يقيم المصانع.”
- عن دور الإسلام الحضاري:
“لقد أنشأ الإسلام أمة جديدة، تميزت بالوسطية والاعتدال، جمعت بين الدنيا والدين، وبين الروح والمادة، وقدمت نموذجاً إنسانياً لا مثيل له في التاريخ.”
- عن أسباب الانحطاط:
“إن السبب الحقيقي في انحطاط المسلمين هو ضعف الصلة بالله، والجهل بروح الإسلام، والتقليد الأعمى للحضارات المادية.”
- عن خسارة العالم بانحطاط المسلمين:
“لقد خسر العالم بانحطاط المسلمين، لأنه فقد القيادة التي كانت تنظر إلى الإنسان ككل، وتوازن بين مطالب الروح والجسد، وبين حقوق الفرد والمجتمع.”
- عن الحضارة الغربية:
“الحضارة الغربية ربّت العقل وأهملت القلب، غذّت الجسم وأهملت الروح، طورت الوسائل وأفسدت المقاصد.”
- عن طريق النهضة:
“لا صلاح للمسلمين، ولا للعالم كله، إلا بأن يعود المسلمون إلى دينهم، ويفهموا رسالتهم، ويستأنفوا دورهم في قيادة البشرية.”