الأمة: في قصة إيمانية ملهمة، يُجسد القس السابق الشيخ محمد مورتالا تشوكويميكا نموذجًا فريدًا للهداية والوفاء للقرآن الكريم.
فبعد أن اعتنق الإسلام قبل أكثر من ثلاثين عامًا، نذر حياته لخدمة كتاب الله، وكانت أعظم إنجازاته ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة “الإيجبو“، التي يتحدث بها أكثر من 20 مليون إنسان في جنوب شرق نيجيريا.
ولم يكن هذا العمل مجرد ترجمة لغوية، بل فتح بابًا جديدًا لهداية القلوب، إذ كانت لغة الإيجبو تفتقر تمامًا لأي ترجمة لمعاني القرآن، بخلاف اللغات الأخرى كالهاوسا واليوروبا والإنجليزية.
ويقول الشيخ محمد مورتالا: “رأيت أن القرآن مترجم إلى الهوسا واليوروبا والإنجليزية، ولكن لم أجد أي ترجمة بلُغة الإيجبو، فشعرت أن عليّ أن أتحمّل هذه المسؤولية بنفسي”.
وقد استغرق عامين كاملين في ترجمة معاني سورة البقرة وحدها، بكل دقة وإخلاص، حتى يتمكّن أهل منطقته من فهم كلام الله بلغتهم الأم، ومعايشة هداياته ونوره كما لم يفعلوا من قبل.
إنه جهد عظيم، ودعوة صادقة، يقودها رجل صدق مع الله فصدقه الله، فكان القرآن سببًا لنور انتشر في قلوب الملايين، بعد أن أزيلت عنهم حُجُب اللغة.
نسأل الله أن يجعل هذا العمل المبارك في ميزان حسناته، وأن يفتح به أبواب الهداية في ربوع نيجيريا والعالم أجمع.