“لثامُ العِـزِّ والإباء” .. شعر: عمر بلقاضي
أبا عُبيدةَ دَمْدمْ بالإباءِ علَى
عِرْقِ العنادِ فإنَّ اللهَ أخزاهُ
أتى يُعاندُ أهلَ الحقِّ فانقطعتْ
في ساحةِ الحقِّ والإقدامِ يُمناهُ
إنَّ اليَهُودَ خُصومَ الله قد بَطرُوا
بِهِمْ تنامى الرَّدى والحزنُ والآهُ
همُ الشَّياطينُ في عصرٍ بلا شرَفٍ
في ظلمة البَغْي والإفسادِ قد تاهُوا
دَمْدِمْ عليهمْ بما يَثني مثالبهم
القولُ قولُك والتَّحريرُ مغْزاهُ
كلامُك الحرُّ إعزازٌ لأمَّتنا
إنَّ الجوانحَ في الآفاقِ تهواهُ
اصْدَع ْبصدقِكَ في شعبٍ بلا قيَمٍ
الكونُ يلعنهُ والنَّاسُ واللهُ
أبا عُبيدةَ إعلانُ الفِدا شرفٌ
أثبتَّ أنَّ كيانَ البَغْيِ يَخشاهُ
وأنَّ أذنِبةَ الأعداءِ خائبة ٌ
ما كان يُرهِقها الإخزاءُ لولاهُ
أثبتَّ للنّاس أنَّ العزَّ يُصنعُهُ
بَذلُ النُّفوسِ وليس المالُ والجاهُ
كم في قصورِ ذيولِ الغَربِ من مَلكٍ
اللهُ في الذلِّ والتَّحقيرِ وَاراهُ
وكم عَلَا رُتَبَ الأشياخِ من عَلَمٍ
والجبنُ عن شرَفِ الإقدامِ أثناهُ
شاهتْ وجوهُ العِدى والخانعينَ لهمْ
همْ في الهوانِ وفي الخُسرانِ أشْباهُ
العزُّ والفوزُ إقدامٌ وتضحية ٌ
أبو عبيدةَ ربُّ النَّاسِ أعْلاهُ