استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض يوم الإثنين، في لقاء تناول محادثات غير مباشرة مع حركة “حماس” للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط جهود أمريكية لتعزيز السلام في المنطقة.
خلال اللقاء، أعلن نتنياهو ترشيحه لترمب لنيل جائزة نوبل للسلام، مشيدًا بجهوده في تعزيز السلام بين دول ومناطق مختلفة. وقال نتنياهو خلال عشاء خاص: “الرئيس ترمب يُرسي السلام في بلد تلو الآخر، ومنطقة تلو أخرى”. وسلم نتنياهو ترمب نسخة من رسالة الترشيح الموجهة إلى لجنة نوبل النرويجية، مشيرًا إلى دوره في حل نزاعات مثل تلك بين الهند وباكستان وصربيا وكوسوفو.
وأكد ترمب على رغبة حركة “حماس” في التوصل إلى هدنة، قائلاً للصحفيين: “إنهم يريدون اللقاء ويريدون وقف إطلاق النار”. وردًا على تساؤلات حول العوائق أمام الهدنة، أضاف: “لا أعتقد أن هناك عائقًا، الأمور تسير على ما يرام”.
تناول اللقاء قضية حل الدولتين، حيث أعرب نتنياهو عن دعمه لمنح الفلسطينيين صلاحيات لحكم أنفسهم، لكنه شدد على ضرورة بقاء السيادة الأمنية بيد إسرائيل. وقال: “يجب أن يحصلوا على جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، لكن ليس أي صلاحيات تهددنا”. وأشار إلى أحداث 7 أكتوبر كمثال على المخاطر المحتملة، معتبرًا أن أي دولة فلسطينية مستقلة قد تُستخدم “كمنصة لتدمير إسرائيل”.
من جانبه، تجنب ترمب الإجابة المباشرة عن إمكانية حل الدولتين، واكتفى بالقول: “لا أعرف”، موجهاً السؤال إلى نتنياهو.
في سياق آخر، أعرب ترمب عن رغبته في رفع العقوبات عن إيران في الوقت المناسب، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تساعد طهران على إعادة البناء بطريقة سلمية. وقال: “أود أن أرى إيران تبني نفسها من جديد دون ترديد شعارات مثل ‘الموت لأمريكا’ أو ‘الموت لإسرائيل'”.
كما أعلن ترمب عن إرسال المزيد من الأسلحة الدفاعية إلى أوكرانيا، على الرغم من قرار سابق بتعليق بعض شحنات الأسلحة إلى كييف. وأبدى استياءه من موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، داعيًا إلى السلام.
يأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى حلول دبلوماسية. ومع استمرار المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و”حماس” بوساطة أمريكية،
يبقى السؤال حول إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الصراع في غزة ويفتح الباب أمام استقرار إقليمي. وتشير تصريحات ترمب ونتنياهو إلى تفاؤل حذر، لكن التحديات السياسية والأمنية لا تزال قائمة.