أخبارالأمة الثقافية

مجلة “تراث” تستعرض عدداّ من ملفات الموروث الشعبي وقضاياه

 

استعرضت مجلة “تراث” في عددها الجديد لشهر مارس الجاري، عدداً من ملفات الموروث الشعبي وقضاياه، وخصصت المجلة الصادرة عن هيئة أبوظبي للتراث، ملفا خاصا عن “رمزية البئر في التراث الثقافي الإماراتي”، شاركة فيه نخبة من الكتاب والباحثين الإماراتيين والخليجيين والعرب.
وتصدّر العدد ملفاً بعنوان: “رمزية البئر في التراث الثقافي الإماراتي”، تضمن أربعة عشر مشاركة ما بين دراسة ومقال بأقلام نخبة من الباحثين والكتاب الإماراتيين والعرب.

وفي افتتاحية العدد أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، على أن البئر تجسد رمزًا عميقًا للحياة والوجود في التراث الثقافي الإماراتي، مشيرة إلى أنها كانت المصدر الرئيسي للمياه في الصحراء، وركيزة أساسية لاستقرار المجتمعات.
وأضافت أن وظيفة البئر لم تقتصر على توفير الماء، بل ارتبطت بروح التكافل الاجتماعي، حيث كان الأهالي يتشاركون في مياهها مع المسافرين والمحتاجين”.

وتحدثت عن حرص المجتمعات القديمة على حماية الآبار وصيانتها، وقامت ببناء حواف حجرية أو طينية حولها، وتخصيص فرق متخصصة لصيانتها وتنظيفها لضمان تدفق المياه بشكل مستمر.
وأوضحت “الظاهري” أن البئر لم تكن مجرد مصدر للمياه، بل كانت أيضًا ملتقى للتواصل وتبادل الأخبار، ومركزًا للاجتماعات الاجتماعية والطقوس الثقافية.

وبيّنت أن بعض الآبار ارتبطت بأسماء مميزة مستوحاة من حكايات وأساطير شعبية، ما أضفى عليها بعدًا روحيًا وثقافيًا، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من هوية المجتمع.
ولفتت رئيسة التحرير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت على الحفاظ على هذا الإرث العريق، وقامت بترميم العديد من الآبار القديمة ضمن مشاريع إحياء التراث.

وفي هذا السياق، نوّهت إلى أن الآبار تُعرض في المناطق التراثية مثل ليوا والعين ضمن السياحة الثقافية، لتعريف الزوار بأساليب السقاية القديمة وأهمية الماء في حياة الإماراتيين.
ورأت شمسة الظاهري، أن البئر ستبقى رمزًا حيًا من رموز التراث الإماراتي، وشاهدًا على تاريخ طويل من الكفاح والتكيف مع البيئة الصحراوية.

وفي ملف العدد نقرأ لصديق جوهر:تجليات الآبار في التراث والثقافة: تاريخ وذكريات”، ويكتب خالد صالح ملكاوي: “البئر منبت الحضارة ومفتاح الصحراء”، وتتوقف مريم علي الزعابي الضوء عند موضوع “الطوي في الإمارات: نبض الحياة وروح الترابط الاجتماعي، ونطالع لمحمد فاتح صالح زغل: “أبوظبي… بئر الحكايات التي نبتت من الماء”، وحملت مشاركة محمد نجيب قدورة عنوان: “الآبار أيقونة البقاء في التراث الإماراتي”.

ونعود لمحمد فاتح صالح زغل في مشاركة أخرى بعنوان “في المصطلحات اللغوية المتعلقة بالبئر في اللهجة الإماراتية والفصحى”، وتستعرض أماني إبراهيم ياسين “أسماء البئر في التراث” وتنوعها الذي يعكس ثراء اللغة العربية، ويرصد مروان الفلاسي حضور “الطوي في ذاكرة الماء بصفحة التراث الإماراتي الأصيل”، وتتبع عائشة علي الغيص: “حضور الطوي في القصيدة النبطية منبع الحياة ورواء المشاعر”.

وفي الملف أيضاً: يحدثنا الأمير كمال فرج عن”أقدم شعراء الإمارات الذي أسس جغرافية الشعر: رموز البئر الخمسة في قصائد الماجدي بن ظاهر”، ويناقش” عادل نيل: “محورية البئر في الشعر: قراءة في قصيدة وكيف الصعود إلى البئر”، ويسلط احمد عبد القادر الرفاعي الضوء على “رمزية البئر في الرواية الإماراتية: روح الطبيعة ولغة الحياة”، ويتناول أحمد حسين حميدان ” حضور البئر في أعمال القاصة الإماراتية مريم جمعة فرج” وكيف كتبت بماء البئر سردها القصصي”، وتختتم المجلة المفل بموضوع لولوة المنصوري الذي حمل عنوان: “الماء وأمومة البئر”.

وفي موضوعات العدد يواصل عبدالفتاح صبري حديثه عن الباب وتجلياته في التراث والثقافة العربية، ويطير بنا ضياء الدين الحفناوي إلى “موسكو العاصمة الذهبية وأيقونة المجد”.
وتكتب نايلة الأحبابي عن: “الكوس وتقاليده”، وتحلل موزة حمد الكعبي ظاهرة “اليأيأة” في اللهجة الإماراتية بين سياقي الواقع والتأصيل اللغوي، ونقرأ لنورة صابر المزروعي: “العلاج بالحركات الراقصة شفاء للجسد والروح” وأهميته في التراث الشعبي.

واختار الدكتور منّي بونعامة أن يكتب لنا عن “أماكن الذاكرة وذاكرة الأمكنة في كتابات الشيخ سلطان القاسمي، ويستعرض عبدالعزيز محمد السقا، جوانب من رحلة الشاعر الألماني “غوته” إلى إيطاليا، ونطالع كذلك، رصد قتيبة أحمد المقطران لـ “الليل في طروحات شعراء الإمارات”، ويحكي لنا خليل عيلبوني جوانب بعضا من ذكريات روّاد الطب في أبوظبي، وتروي لنا الدكتورة وضحى الغريبي كيف شكل الفن والفكر هويّة الماضي، ويجول بنا خالد محمد القاسمي بين مجالس رمضان في الإمارات.
وفي موضوعات العدد أيضاً : يستكشفعلي تهامي مظاهر “التخييل والتجديد في كتابات الرحلة العربية المعاصرة”، ويتوقف بنا حمزة قناوي عند موضوع: “الهوية بين الثبات والتحول وتمظهرات انعكاسها في الرواية المغربية”، ويقدم خالد عمر بن فقه قراءة في كتاب “أحلام أبو زيد علياء شكري.. أيقونة الدراسات التراثية في الحضور والغياب”،

ويكتب الدكتور شهاب غانم قصيدة شعرية بعنوان: “رمضان نور الفضيلة”، ويستعرض عبد الرزاق الدرباس صور حضور التراث وحب الوطن في ديوان الشاعر راشد الشامسي، ويرصد خالد صالح ملكاوي حضور شهررمضان في وجدان الشعرالعربي، ويكتب هشام أزكيض: “شيخنا عمر بين الشعر والتحدي والإبداع”، وتستحضر مريم النقبي سيرة الشاعر”راشد غانم العصري 1942 – 2018.. شاعر التراث وحارس القصيدة الشعبية”، وتختتم المجلة هذا العدد بمقال “قعيدة بيت ولا سفر بنغالة” للكاتبة عائشة علي الغيص.

يُذكر أن مجلة “تراث” هي مجلة تراثية ثقافية منوعة، تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشؤون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.

وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights