دعت محكمة العدل الدولية في لاهاي دولة الاحتلال إلى منع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لكنها امتنعت عن الدعوة إلى إنهاء القتال. وقال القضاة في قرارهم بشأن الإجراءات الفورية المحتملة في حرب غزة إنه يجب المعاقبة على الأفعال التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. وفي الوقت نفسه، يجب على دولة الاحتلال أن تضمن تحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة.
ولم تتم تلبية طلب جنوب أفريقيا إلا جزئيا
وقالت المحكمة إنه يجب الاعتراف بحق الفلسطينيين في الحماية من الإبادة الجماعية. وفي هذا الصدد، فإن الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال معقولة. وتخضع جميع أطراف النزاع للقانون الدولي. وأعرب القضاة الـ 17 عن قلقهم إزاء الوضع في قطاع غزة.
ولم تستجب أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة إلا جزئيا لطلب عاجل من جنوب أفريقيا، التي دعت إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية. وهذا هو القرار الأول في محاكمة الإبادة الجماعية. ورفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد دولة الاحتلال في نهاية ديسمبر. ولم تتخذ المحكمة بعد قرارا نهائيا بشأن الاتهام الرئيسي بالإبادة الجماعية. مثل هذه العملية يمكن أن تستغرق سنوات.
نتنياهو: إسرائيل تخوض “حربا عادلة”
وتعتبر دولة الاحتلال والولايات المتحدة وألمانيا أن الدعوى القضائية لا أساس لها من الصحة. ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه من “العار” أن تنظر المحكمة في قضية الإبادة الجماعية. وقالت في بيان بشأن حكم لاهاي إن دولة الاحتلال تخوض “حربا عادلة” وستواصل حماية شعبها. وستلتزم بلاده بالقانون الدولي. وشدد نتنياهو على أن الحرب ستستمر حتى “النصر المطلق” حتى يتم تحرير جميع الرهائن وحتى لا يشكل قطاع غزة تهديدا لدولة الاحتلال.
جنوب أفريقيا: “انتصار حاسم للقانون الدولي”
من ناحية أخرى، تحدثت حكومة جنوب أفريقيا عن “انتصار حاسم للقانون الدولي” بعد حكم المحكمة. وقالت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جوهانسبرج إن بيانات محكمة لاهاي تعد “معلما هاما في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني”. ومن المأمول الآن أن تلتزم دولة الاحتلال بالحكم وألا تتجاهله كما أعلن علنا.
أحكام محكمة العدل الدولية ملزمة ولكنها غير قابلة للتنفيذ
أحكام محكمة العدل الدولية ملزمة لجميع الأطراف، لكن المحكمة ليس لديها آلية لتنفيذها. كما دعت المحكمة روسيا إلى إنهاء حربها العدوانية في أوكرانيا. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أعلن مسبقاً: “لن يوقفنا أحد – لا لاهاي، ولا محور الشر، ولا أحد آخر أيضاً”.
منذ الهجوم الكبير الذي شنته حركة حماس على دولة الاحتلال في 7 أكتوبر، والذي أسفر، بحسب الإحصاءات، عن مقتل 1140 شخصًا واحتجاز حوالي 250 آخرين كرهائن في قطاع غزة، تشن دولة الاحتلال هجمات واسعة النطاق في قطاع غزة. ووفقا لمعلومات حماس التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، فقد قُتل أكثر من 26 ألف شخص هناك حتى الآن. وتصنف حماس كمنظمة إرهابية من قبل دولة الاحتلال والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى.
