الأمة: رجّح أستاذ العلوم السياسية، ناجي شراب، أن تكون “الدولة الفلسطينية” التي يُثار الحديث عنها في أعقاب إعلان فرنسا الاعتراف بها، مجرد دولة بروتوكولية بلا سيادة حقيقية على الأرض، ودون إنهاء فعلي للاحتلال.
ووصف شراب في تصريح لـ ” وكالة قدس برس” الدولة الفلسطينية المرتقبة بأنها ستكون “نموذجا استثنائيا وجديدا في العلاقات الدولية، نموذجا يتماشى مع طبيعة القضية الفلسطينية وتعقيداتها”.
وأشار إلى أن هناك 147 دولة تعترف بدولة فلسطين، إلا أن هذه الاعترافات لم تسهم في إنهاء الاحتلال، مضيفاً: “مع إعلان فرنسا ودول أخرى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، سيرتفع عدد الدول المعترفة إلى 150 دولة”.
ولفت إلى أن الاعتراف الفرنسي المرتقب بـ “الدولة الفلسطينية” سيكون رمزياً، “لكنه يحمل أهمية كبيرة نظراً لمكانة فرنسا الدولية”، متسائلاً في الوقت ذاته: “هل يمكن أن نحوّل هذه الاعترافات من مجرد دولة بصفة مراقب إلى دولة كاملة العضوية، بحيث يصبح إنهاء الاحتلال مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟”.
وأوضح شراب أن “الأساس في أعراف الأمم المتحدة أن تكون الدولة المعترف بها مستقلة”، مؤكداً أن هذا المبدأ يصطدم بالڤيتو الأمريكي، خصوصاً في ظل المعارضة الأمريكية المستمرة لقيام دولة فلسطينية، دعماً لإسرائيل. وأضاف: “رأينا كيف انتقدت واشنطن مؤتمر حل الدولتين واعتبرته مخادعة أو حالة غير واقعية”.
وأشار إلى أن الاعتراف الفرنسي يربط بين قيام الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل في المنطقة، بما في ذلك تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، منوهاً إلى الدور السعودي الحاسم في هذا الشأن، حيث يرتبط التطبيع العربي بقرارها، وتتجه الأنظار إليها حالياً.
وشدد شراب على أن جميع الاعترافات السابقة والحالية بـ “الدولة الفلسطينية” تبقى رمزية ولا تنهي الاحتلال، موضحاً أن “جوهر الدولة يتمثل في إنهاء الاحتلال وأن تكون كاملة السيادة”.
وتساءل: “هل ستكون الدولة الفلسطينية المرتقبة نموذجاً جديداً في العلاقات الدولية؟ أي دولة بروتوكولية، دبلوماسية، لها علاقات خارجية، لكن دون سيادة أمنية حقيقية على الأرض؟ هذا تحديداً ما تسعى إليه الولايات المتحدة وإسرائيل”.
“الدولة الفلسطينية” ومعضلة تسليم “حماس” سلاحها
وتطرق شراب إلى نقطة وصفها بـ “بالغة الأهمية”، أشار إليها كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مفادها أن على “حماس” تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية وألا تتولى حكم قطاع غزة.
وقال: “هنا تبرز العقدة الأساسية في مشروع الدولة الفلسطينية، وهي موقف المقاومة. فهل حماس مستعدة لتسليم سلاحها؟ وهل ستقبل بالاستجابة للمتطلبات الأمنية التي يفرضها الاحتلال؟”.