محمد إلهامي يكتب: الكذابون والأكالون والسماعون..
بهم تنهار المجتمعات والحركات والثورات، بل حتى الجيوش المقاتلة ذات العدد والسلاح والتي يهيمن على جنودها روح الفداء..
وأوضح دليل في هذا أن امتن الله على المؤمنين بأن ثبط المنافقين فلم يخرجوا معهم في غزوة العسرة، وكانوا ثلاثين ألفا، فتأمل في جيش من ثلاثين ألف يقودهم محمد ﷺ بنفسه، ثم تكون منة الله عليهم أن أقعد بضع عشرات أو مئات من المنافقين؟!!
اسمع قوله تعالى: {كره الله انبعاثهم فثبطهم، وقيل اقعدوا مع القاعدين * لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا، ولأوضعوا خلالكم، يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم}
ولقد أخبرنا الله أن من أخبث صفات الذين هادوا أنهم {سماعون للكذب، أكالون للسحت}، فتأمل كيف يكون حال نفس تتشرب الكذب وتتقبله إذا سمعته، وهي مع ذلك تأكل المال الحرام وتستطيبه؟!
وبهذا ترى سببا أصيلا يفسر لك كيف أخفقت حركات وثورات وجيوش مقاتلة فيها مجاهدون باسلون، إذا تسلط عليها إعلام يسكب الكذب، يأخذه من يقبل المال الحرام ليكذب ويفتري، ثم يسمعه من يتشربه من الجمهور ومن المقاتلين أنفسهم!!
إننا في زمان تتجلى فيه عظمة قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
فوالله لقد كثر الفسقة، وقل الذين يتبينون!!