قرأت خبرا مفاده أن طاجيكستان التي نسبة المسلمين فيها 97% وتقع في وسط آسيا شمال أفغانستان قررت حظر ارتداء الحجاب ومنعت رسميا الاحتفال بعيد الأضحى وعيد الفطر المبارك، وأن الرئيس إمام علي رحمن وقّع مرسوما من 35 مادّة لحماية ما أسماه «الثقافة الوطنية»، فالإسلام خطر على الثقافة الوطنية في زعمه.
ورحمانوف هو أحد أبناء الشيوعية السوفيتية القديمة، وصل للحكم أثناء الحرب الأهلية التي راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم، ومنذ جاء للحكم سنة 94 وهو عدو للإسلام، فقد حظر اللحى، ومنع الأطفال من الذهاب للمساجد، ومنع النساء من ارتداء الحجاب الشرعي إلا ما أظهر العُنقَ، وضيق على الحج والعُمرة، وأخيرا منع الاحتفال بعيد الفطر وعيد الأضحى.
تظن أن ما يحدث جهل، وتتساءل كيف يحصل هذا الغباء في القرن الحادي والعشرين؟ هل عُدنا من جديد لعصر محاكم التفتيش؟ هل يريد إعادة الحقبة السوفيتية الشيوعية ومحاربة الأديان والإسلام؟!
الإجابة ببساطة أن هذا الرجل هو ووالده رُبّيا على مبادئ الاتحاد السوفيتي المعادية للأديان عامة، وللإسلام خاصّة، وكان جنديا مخلصا في الأسطول السوفيتي، ووالده جنديا مخلصا وشجاعا نال نوط الشجاعة في الجيش الأحمر، رغم أن اسمه إمام علي رحمن، وهو في البطاقة مسلم سني أيضًا، ولكن سكوت الملايين من شعبه عليه جرّأه إلى الإكثار من صناعة التماثيل في كل مكان في بلاده، وتحصين نفسه من المُساءلة القانونية مدى الحياة، ووصفه في المجالس العامة والخاصة بـ”زعيم الأمة”، وأخيرا قرر لشعبه عبادة «الثقافة الوطنية» وترك شعائر الإسلام.
وهكذا يمكنك أن تفهم لماذا أكثرَ القرآن الكريم من ذكر فرعون وهامان وجنودهما؛ لأنه نموذج متكرر وسيتكرر على مدار التاريخ، فما لم يُقاوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ستكون عاقبته وخيمة، وصدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
«لتأمُرنَّ بالمعروف، ولتنهوّن عن المنكر، أو ليُوشكن الله أن يبعثَ عليكم عذابًا من عنده، ثم تدعونَه فلا يَستجيب لكم». وهو حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
فهل هناك عذاب أشد من حاكم طاغية مستبد، يضيع البلاد والعباد، ويجعلهم مخذولين ممحّلين في دينهم وثقافتهم، تابعين لأعدائهم مدى القرون والدهور!