مقالات

محمد شعبان أيوب يكتب: في الحرب العالمية الأولى

استغل الإنجليز أكثر من ربع مليون مصري في فرقة العُمال المصرية للعمل المضني فيما يُشبه السُّخرة خلف قوات الحلفاء في جبهات العراق وفلسطين ولبنان وتركيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وغيرها، ومات الآلاف حرفيا من هؤلاء العمال في عز الشباب، بينما احتل الإنجليز فلسطين والعراق وبلاد الشام مع الفرنسيين، وأسقطوا الدولة العثمانية والإمبراطورية النمساوية والألمانية

استغل الفرنسيون الجزائريين والسنغاليين في معارك أوروبا في الحرب العالمية الأولى بل والثانية، وتمكنوا من خلال الفرق السنغالية “المسلمة” من احتلال سوريا بعد معركة ميسلون الشهيرة.

من يتأمل في سلوك الغرب معنا منذ الاحتلال وحتى اليوم سيرى أن مفهوم الاحتلال لديهم يتعدى الأبعاد المادية إلى مفهوم الهيمنة المطلقة على الأرض والإنسان والثقافة والمعتقد، وهو مصداق قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)

تخيل فلاح في أعماق جرجا، عمره 20 سنة، لا يدري ما هو خارج قريته، يأخذونه جبرا إلى معارك الحلفاء في الجبهة الفرنسية يشقى ويتعب ثم يلقى ربه في ريعان شبابه ويدفنونه هنالك بعيدا عن أهله ووطنه وكأنه لا شيء، وآلاف مثله!

إن جريمة هذا الغرب فينا أخطر وأعمق مما تُتصور، واليوم نراها واضحة في ترسيخهم لإسرائيل لتدمير العالم العربي الذي هو قلب العالم الإسلامي!

محمد شعبان أيوب

كاتب وباحث مصري في الدراسات التاريخية والتراثية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى