“محمّد أنور السَّادات”.. أوراق مِن ذلك اللُّغز
1- الورقةُ الأولى:
في يوم الجمعة 10 أبريل 1953م، أحسّ المصلون بمسجد (الحنفي) بالقاهرة ــ والمكتظ بآلاف المصلين ــ بشيء جديد على غير ما ألفوا أو تعوّدوا .. فشخصت أبصارهم على المنبر، وتركزت على هذا (الخطيب) الذي صعد المنبر في إطراقةٍ وخشوع، واستقر على أعلى المنبر بزيّه الرسمي.. وترك (الرجل) المصلين برهة يملؤون أعينهم منه، وهُم في دهشة.. وأذّنَ المؤذن بين يدي الإمام الخطيب.. ولم تنتهِ دهشة الحاضرين .. حتى سأل أحد المصلين الجالسين بجوار المنبر جاره في الصف: (مين ده؟).. فَـرَدَّ الرجلُ بحماسةٍ وصوتٍ مسموع: (دا أنور السادات اللي قتل أمين عثمان ومن الضباط الأحرار) .. وهنا قال السادات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب – يوم الجمعة – أنصِت، فقد لغَوت)
2- الورقةُ الثانية:
في 26 مايو 1942م .. بدأ الهجوم الألماني على الجيش البريطاني الثامن جنوبي طبرق الليبية، وبعد معارك ضارية سقطت (طبرق) في 21 يونيو، وأسرَ الألمان نحو 30 ألف مقاتل إنجليزي.. واستمر زحف الألمان حتى احتلوا (مطروح)
وأمام هذا الموقف الصعب للقيادة البريطانية طلبت بصفة عاجلة من الملك فاروق أن يتخلص فورًا من بعض الضباط المصريين المعروفين بعدائهم الشديد للإنجليز حتى لا يكونوا شوكة في ظهر القيادة البريطانية إذا اضطرتها ظروف القتال إلى الانسحاب حتى القاهرة..
وكان السادات على رأس مجموعة الضباط الذين تم إبعادهم عن الجيش في 8 أكتوبر 1942م..
ومنذ ذلك التاريخ حتى 1950م، يوم عاد إلى الجيش المصري مرة أخرى، استطاع أنور السادات خلال هذه المدة أن يجمع حصيلة طيّبة من المعلومات عن المنشآت العسكرية الإنجليزية في مدن القناة، حين كان يتردد عليها كسائق نقل أو (عتّال) فوق عَربة..
استطاع الرجل وبدقة عالية أن يرسم عدة خرائط للمعسكرات الإنجليزية ولمداخلها ومخارجها ومواقع تجمعات الجنود الإنجليز.. والطريق إليها..
وكانت هذه المعلومات سندًا مهمًا في نجاح العمل الفدائي المسلح الذي أشرف عليه وساهم فيه بعد عودته ضابطًا بالجيش المصري مع بداية عام 1950م.
3- الورقةُ الثالثة:
عندما تُوفيَ جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م.. انتقلت القيادة في مصر من شاطيءٍ إلى شاطيء، وتوهّمت مراكز القُوَى وبعض رجال الجيش، أن (الرجل) ضعيف يسهل تسييسه.. حتى كان يوم 15 مايو 1971م، عندما كشّر الرجل عن أنيابه، وأطاح بكل الغرماء، وكانت تلك بداية لم تكتمل لتحرير الإنسان المصري من عبودية الطغيان .. لتذوب الأحقاد .. ويذوب الخوف.. حتى حين!!
4- الورقةُ الرابعة:
قام السادات بتطهير الجيش المصري من الضباط والقادة الذين عشقوا الهزيمة وطردَ خبراء الروس الملاحدة وعمل على (أسلمة) مصر..وزيادة الاهتمام بالشؤون المعنوية للقوات المسلحة، حتى أصبح قادة الجيش هم الأئمة والخطباء للجنود، مما أدى إلى تلاشي الفكر الشيوعي الذي كان مسيطرًا حتى على صناعة القرار..
وكانت كلمة (الله أكبر) التي أمرَ بها السادات، (كانت صيحة “الله أكبر” فكرة شيخ الأزهر الزاهد: عبد الحليم محمود، واقتنع بها السادات)، كانت تلك الصيحة هي مفتاح النصر الذي اختار له شهر رمضان، وكان هذا هو السبب الرئيس لغضبة مثلث الرعب المصري (شيوعيون – علمانيون – ناصريون) فهذا المثلث تصيبه التشنجات والهيستيريا حين يُذكَر اسم الدين، أو كلمة “الله”
5- الورقةُ الخامسة:
سيتوقف التاريخُ طويلًا أمام ما حدث في اليوم السادس من أكتوبر.. العاشر من رمضان.. فقد وقعت الواقعة ولم تكن لوقعتها كاذبة.. بل كانت خافضة رافعة.. ورجّت الأرض رجًا .. فتغيّر مجرى التاريخ، وتكسّر حاجز الخوف.. بعد أن تحطمت لإسرائيل خلال الحرب ألف دبابة وثلاثمائة طائرة.. وبلغ قتلاها ما يزيد على عشرة آلاف من الضباط والجنود.. وبلغ جرحاها ما يزيد عن عشرين ألفًا..
ومهما ارتفعت أصوات التشكيك في النصر، وما حدث في أكتوبر1973م، لا تستطيع أن تنكر دور الجندي المصري البطل، بعيدًا عن الألعاب السياسية للقادة، وكوارث الثغرة، والتفاوض، والتناحر بين كبار قادة الجيش ورئيس الدولة.
ورغم أخطاء السادات القاتلة في إدارة الحرب، وتحجيمه لدور الفريق سعد الدين الشاذلي، مهندس معركة رمضان، إلا أن السادات كان عسكريًا من الطراز العنيد..
ولم يكن الفريق (عزيز المصري) مبالغًا حين شبهه بنابليون بونابرت..
فأثناء حرب الخليج في 1991م، (حرب تدمير العراق وتحرير الكويت) قال قائد القوات الأمريكية: إن البنتاجون حريص على أرواح الطيارين الأمريكيين وعلى طائرات الأباتشي، وإذا كانت هناك ضرورة لدور الأباتشي، ففي هذه الحالة ستقوم بدورها دون أن تخرج من المجال الجوي الألباني- أي تشارك في العمليات من مسافة آمنة..
وقتها.. ووقتها فقط .. تذكّر الجميع ما فعله السادات في 1973م، عندما قرر ألا تتجاوز قواته العابرة لقناة السويس خطًا معينًا يضمن أن تكون تحت حماية حائط الصواريخ على الضفة الغربية، فلا يُدفع بها إلى مصيدة في العراء لتتكرر مأساة 1967م..
رحمَ اللهُ رجلًا رأى بإمكاناته القتالية المحدودة وغير القابلة للمقارنة مع عدوه ومَن يدعمه في 1973م، ما رآه الخبراء العسكريون لأكبر قوة في العالم وبأحدث تكنولوجيا العصر بعد حوالي 60 سنة من الزمان.. وفي مواجهة دولة من العالم الثالث!!
– إن حرب أكتوبر هي التي جعلت وزير خارجية أمريكا اليهودي (هنري كيسنجر) يتكلم بالعربية في مؤتمر جنيف في ديسمبر 1973م، ويقول: (اللي فات مات) وهي التي أنطقت فارس إسرائيل (أبا إيبان) بآيات من القرآن الكريم، وجعلته يتباكى ويستعطف ويقول: إن اليهود والعرب إخوة وأبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام ..
وحرب أكتوبر هي التي جعلت أسطورة إسرائيل (جولدا مائير) رئيسة الوزراء تجلس في بيتها لكتابة مذكراتها وتقول عبارتها الخالدة: (لو بقيَ المسلمون على أخلاق أسلافِهم ما وُجِدَت دولة إسرائيل)..
وبعد ذلك يخرج علينا البعض ويقولون إنها تمثيلية مُتفق عليها! ..
يضحي السادات بأخيه عاطف ودماء المصريين.. ويوافق الإسرائيليون على قتل الآلاف منهم من أجل تمثيلية!!
ما هذا التهريج؟ّ ..
لأن السادات نجح فيما فشل فيه الزعيم المهزوم الذي قال له (زخاروف) رئيس أركان الحرب السوفيتي بعد فضيحة 1967م: (لو أن كل سلاح في القوات المسلحة المصرية أطلق طلقة واحدة لانتهت إسرائيل) ..
ولو رجعنا إلى تقرير الأمم المتحدة في تلك السنة (1967م) عن التسليح في العالم، لوجدنا هذا التقرير يقول: (إن أعلى نسبة تسليح في العالم توجد في الجيش الأمريكي، ويليه مباشرة الجيش المصري)
6- الورقةُ السادسة:
(يا سيادة الرئيس لقد رأيتُك في المنام تصلي في المسجد الأقصى بالقدس، ونحن جميعًا حولك) .. ضحك السادات طويلًا عندما سمع كلمات (حسن التهامي) تلك .. وكانت أول قطرة ماء غير محسوبة، وغير جادة، في موج الأحداث التي أدت إلى رحلة الرئيس إلى القدس..
ولكن السادات قال إن الفكرة خطرت له وهو في الطائرة عائدًا من (بوخارست) بعد لقاء شاوشيسكو الذي كان قد سبق له اللقاء مع مناحم بيجن.. وسواء كانت الفكرة للسادات أو للتهامي.. فالأمر أكبر من مجرد فكرة..
وما زال الجدل بعد كل تلك السنوات قائما بين مؤيدٍ ومعارض
حتى رأينا الكاهن الناصري (هيكل) قبيل وفاته يعتذر للسادات، ويعترف أن أنور السادات كان على صواب.. وما قاله (مناحم بيجن) الذي اعترف أن السادات ضحك عليه بمجموعة أوراق وأخذ سيناء..
لكن تبقى تلك المعاهدة لغزا، لا تُعرف للآن جميع بنودها، ولا أسرارها، ولذا فإن الغموض الذي يغلفها يؤكد أن التنازلات المصرية كانت كبيرة، وأضرت بالمنطقة العربية
7- الورقةُ السابعة:
جاء السادات في ظروف اقتصادية خانقة استدعت أن يقوم بتدعيم الانفتاح ..
وللتاريخ، وعلى مسؤوليتي: فقد سمعتُ الدكتور حجازي بأذني، وبيني وبينه ثلاثة أمتار فقط، يقول إن الانفتاح بدأ في أواخر عهد جمال عبدالناصر على يده، وأن حجازي هو صاحب فكرة الانفتاح، وقد كان وزيرا للاقتصاد في أواخر عهد عبدالناصر .. ورئيس الوزراء في عهد السادات.. والذي خرجت له الجماهير بعد الحرب تستغيث (حجازي بيه يا حجازي بيه .. كيلو اللحمة بقت بجنيه)…
وقد قابلتُ الدكتور عبدالعزيز حجازي في الجامعة الأمريكية في مارس 1999م، بعد المحاضرة التي أكد فيها ما سبق، وبحضور ابنه الدكتور إبراهيم، أستاذ الاقتصاد بالجامعة، وكنتُ (منسّق ثقافي) لهذا المؤتمر العربي في ذلك الوقت ..
ولكن لأن السادات رحل وخانه التلاميذ والأصدقاء .. أصبح دمه مباحًا للجميع.. والانفتاح ليس جريمة، بدليل الطفرة الاقتصادية الهائلة للعديد من الدول التي نجحت في تطبيقه.. فالمشكلة في مصر كانت سوء التطبيق.. وكثرة اللصوص والأفاقين.. فهل كان الرئيس السادات (مغسّل وضامن جنّة)؟!!
8- الورقةُ الثامنة:
يُطلق على النظام الاقتصادي للمواطنين الإسرائيليين (بلاطا ــ بنك) Palata Bank ويعني أن اليهودي شديد الحرص على أمواله والخوف عليها، وهو خوف نابع من انعكاسات نفسية للخوف الذي يسيطر أساسًا على حياته داخل منطقة ليس مرغوبًا فيه العيش بها، وهذا يجعله دائمًا يتحسس الخُطى بأن تكون أمواله جاهزة ليلتقطها ويرحل عند أول أزمة أو خطر يهدده..
لذلك هو يفضّل وضع أمواله (تحت البلاطة) .. ولانتشار الفكرة انتشرت معلومة (بلاطا بنك) بنكي هو بلاطتي.. ويفضل عدد كبير من اليهود الاستثمار بهذه الطريقة بالرغم من عدم تزايد أموالهم..
وقد التقط السادات عبر المخابرات المصرية هذه الظاهرة ليستحدث منها نظرية لا ينقصها الذكاء وهي أن المواطن الإسرائيلي (المدمن جمع الأموال بحكم يهوديته) لو شعر بالأمان لخرج بأمواله من (بلاطا بنك) وبحسبة بسيطة (حسب اعتقاد السادات) بخروج هؤلاء بأموالهم مهما بلغ عددهم لن يتجاوز الخمسة ملايين وسيسعون لتحقيق أرباحًا مالية وسط أكثر من 100 مليون عربي، فيذوب المجتمع اليهودي بين المائة مليون عربي..!
وبهذه النظرية يمكن القضاء على إسرائيل بالذوبان وتفتيت تجمعاتهم وبعثرتها في شتى أركان الأمة العربية..
وهذه مجرد أوهام، فاليهود ليسوا بهذه السذاجة
9- الورقةُ التاسعة:
في 3 سبتمبر 1981م، تلبدت سماء القاهرة بغيوم الغضب، فأقدم السادات على غلطته الكبيرة، وهي اعتقاله 1536 معارضًا في يوم واحد بإلحاح من وزير داخليته الفاشل (النبوي إسماعيل).. وكان السادات قد ضاق صدره من الذين هاجموه هجومًا عنيفًا هو وأسرته، وصل إلى حد رفع قضية جُنحة مباشرة ضده.. وهو بَشَر، ويعلم أن كل هؤلاء لم يكن يجرؤ واحد فيهم أن يرفع رأسه، أو يفتح فمه طوال أيام حُكم عبد الناصر..
وفرق كبير بين معتقلات التعذيب الناصرية وبين ما ذكره د. ميلاد حنا في كتابه: (ساسة ورهبان وراء القضبان) أنه أكل مع (هيكل) في معتقل السادات أشهى الأطعمة، وأنه لم يأكل السمان بالفستق في حياته إلا في معتقلات السادات.. ولذا أطلقوا عليها: معتقلات 5 نجوم
10- الورقةُ العاشرة:
أعاد السادات اسم (مصر) الذي ذُكر مرارًا في القرآن الكريم.. مصر أم الحضارات كان اسمها: (الإقليم الجنوبي للجمهورية العربية المتحدة) .. ثم بعد ذلك إبعاده لـ (محمد حسنين هيكل) هامان العصر.. وتحرير صحافتنا منه.. بالإضافة إلى استعانته بأحدث صيحات العلم والتكنولوجيا..
فلم يقل لنا كما قال عبد الناصر في 1956م: (أنا طلعت فوق سطح بيتي وسمعت أزيز الطائرات المغيرة فعرفت أنها إنجليزية) ..
ترك القيادة والرادار والتكنولوجيا وأدار الحرب من فوق السطوح!! وبعد ذلك تسألون عن أسباب النكسة؟!
ألم يقل عبد الناصر، في 1967م: (كنا فاكرين هييجوا من الشرق.. جاؤوا من الغرب) .. إسرائيل طبعًا قليلة أدب لأنها جاءت من الغرب.. أو (أنا لسه ما كملتش خمسين سنة وباقي في المنطقة) .. ألم يقل عن رجال الدين: (الواحد منهم يفتي بوزّة) وإن كان محقا في ذلك ..
أما السادات فعيبه أنه لم يحكم بالكرباج، ولا أدمن الهزائم وخراب البيوت..
فهل كان السادات ديكتاتورا عميلا للأمريكان، أضاع انتصار أكتوبر وخان العرب بالمعاهدة والتطبيع مع اليهود؟.. أم أنه الفلاح الأريب المُحنّك، المتديّن الذي كان مواظبا على صلاته، ويصوم يومَيْ الإثنين والخميس أسبوعيا.. وصاحب النصر الوحيد للعرب في العصر الحديث، والعبقري الذي سبق عقله زمانه، لعب بالأوراق الرابحة وسياسة أقل الخسائر، واستعاد سيناء، ولولاه لظلت حتى يومنا هذا تحت الاحتلال الإسرائيلي؟؟؟
– لم يكن السادات ملاكا ولا شيطانا، ولكنه (بشر) أصاب وأخطأ
مضى (الرجل) إلى ربه..
والكلمة في النهاية دائمًا للتاريخ..
—————
المصدر: كتاب: (بين شهيق وزفير – يسري الخطيب – طبعة 2005)
(أحد الأصدقاء الصحفيين بالأهرام ويكلي، قرأ هذا الموضوع كاملا، على السيدة جيهان (رحمها الله)، زوجة السادات، في سنة 2006م، فصمتت، ولم تُعلّق، فطلب مني كتابة إهداء لها على نسخة من الكتاب، وفعلتُ، وأخذَت السيدة جيهان النسخة من الزميل الصحفي، وشكرت المؤلف والزميل الوسيط)
لكن..
ما زالت أصابع الاتهام تشير للسادات، وتؤكد أنه المسؤول الأول عن قتل أحمد بدوي والليثي ناصف. .. والله أعلم
1- المشير أحمد بدوي
(أحمد بدوي سيد أحمد)
وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة المصرية الأسبق، وأحد قادة حرب أكتوبر.
مواليد الإسكندرية: 3 أبريل 1927م،
الوفاة: 2 مارس 1981م، في حادث (مروحية) هليكوبتر غامض وساذج وكوميدي!!! (اصطدمت الطائرة بعمود نور، ومات الوزير فقط!)
2- الفريق الليثي ناصف
(محمد الليثي ناصف)
الميلاد: 1922م، شبين الكوم، المنوفية.
الوفاة: 24 أغسطس 1973م، لندن.
مؤسس الحرس الجمهوري المصري، وأول قائد له.
ساند الرئيس محمد أنور السادات في القضاء على مراكز القوى، وقام بإلقاء القبض على خصوم السادات من كبار القيادات والمسؤولين في الدولة، فيما عُرف بثورة التصحيح في 15 مايو 1971.
الليثي ناصف هو الصندوق الأسود للدولة المصرية في ذلك الوقت، والوحيد الذي كان يعرف كل خبايا وأسرار السادات..
(دائما يُقتَل الصندوق الأسود في جميع الأنظمة، كما حدث مع عمر سليمان، ورفعت المحجوب، وغيرهم)
والأنظمة العربية تستعين دائما بالمثل الإنجليزي الشهير وتطبّقه عمليًّا: (إذا مات السيّد، فاقتل كل كلابِه، فإن ولاءها وانتماءها لسيّدها)، والحاكم العربي الوحيد الذي لم يفعل ذلك هو محمد مرسي، ولذا فشل..
تُوُفيَ الليثي ناصف بطريقة غامضة ومريبة في 24 أغسطس 1973م، أثناء وجوده في لندن لتلقي العلاج، بعد سقوطه من شرفة الشقة التي كان يقطنها في بناية (ستوارت تاور) بمنطقة مايدا فاليل، غرب لندن، من الطابق الحادي عشر (هو نفس البرج الذي سقطت منه سعاد حسني وأشرف مروان).
وكان الخبر الرسمي: انتحار!!!!
………..
يسري الخطيب