أشيد بموقف الإخوان المسلمين (فرع سورية) تجاه المشروع الإيراني الطائفي، حيث عبرت الورقات التي نشرتها الحركة عن موقف صواب، وذلك بلغة سياسية هادئة ومبدئية بارزة، كما ونصحت بشكل غير مباشر إخوانها في حركة الاخوان المسلمين في فلسطين (حماس) بشكل يبرز الرسالية والغيرة على الدين وعلي فلسطين، فالحمد لله رب العالمين وجزى الله خيرا من أسهم في هذا البيان ورحم شيخنا الداعية الكبير سعيد حوى وثبت إخوانه السائرين على النهج الصحيح.
مأخذي الوحيد على الورقات هو مأخذي على عموم حركات الاخوان المسلمين أو بالأحرى على المنهج الفكري والسياسي والحركي لدى الإخوان عموما، حيث يتبنى المفهوم القطري في طرحه بشكل واضح ويعمل وفق إيقاعه المحدود!
أعتقد أن مفهوم القطرية أسهم إلى جانب عناصر أخرى بإفشال العمل الإسلامي، وباعتبار أن مفهوم القطرية يقزم الحركة الإسلامية ويفشل الأعمال الإسلامية، فقد ناسب كثير من الأنظمة العربية وقبلت به، بل وروجت بعض الأنظمة العربية لحركة الإخوان المسلمين في بعض الحقب والتجارب، باعتبار أن سقفها في مشروع التغيير متدن ومحدود، الأمر الذي دعا بعض الأنظمة وأجهزتها لاستيعاب الحركة طالما بقي طرحها السياسي المنهجي وايقاعها الحركي مؤطرا ومضبوطا بتلك الحدود وذلك الفكر القاصر والخطاب المحدود!
أقترح على أخواني في حركة الإخوان المسلمين إعادة صياغة الورقات الطيبة التي صاغوها وأبرزوا فيها موقفهم الصواب في وقته وزمانه اللازم، بحيث يكون خطابا يستوعب دول الأمة وشعوبها لاسيما المستهدفة من قبل المشروع الإيراني، لا أن يبقى التصور والخطاب والإيقاع محدودا بحدود سورية الموهومة والظالمة.
إن عموم قضايانا العربية والإسلامية أصبحت قضايا تدار إقليميا ودوليا بامتياز، كما هو حال اليمن والعراق وسوريا وفلسطين ومصر وليبيا وغيرها، فلماذا يبقى السقف الإسلامي متدن في خطابه وقاصر بتبنيه للتصور القطري، لاسيما ونحن أمة واحدة تربطنا أخوة العقيدة، ولا يلزم من خطابنا الإسلامي الأممي -فوق القطري- أن نكون بالضرورة تابعين ولا منسجمين ولا متهمين بأننا من تنظيم القاعدة!