
ثلاثة أخبار ساخنة وردت في يوم واحد، وثلاثتها موجعة وتشير إلى تيه المشاريع القائمة وضياع قيادات المرحلة.. الأمر الذي يؤكد ضرورة الفرز والمراجعة.
وحتى لا تبقى جهودنا وتضحيات الأمة مهدورة بلا نتائج ولا مراكمة، وبعد أن تنجز المراجعة،
فيكون سبيل الجهاد هدم للشر وعمارة للخير في الأرض، ونصرة وفرج للمظلومين، وحياة للعالمين.
الخبر الأول:
أمير الموسوي دبلوماسي إيراني يعلن أن موافقة ولي الفقيه الخامنئي على المفاوضات مع الشيطان الأكبر جاءت بتوجيه واجب الإتباع والانقياد لصاحب الزمان الخفي!
الخبر الثاني:
وفد من حماس يزور القاهرة برجاء التوصل لاتفاق مع العدو الصهيوني لإيقاف المعركة القائمة على غزة -والتي أطلقتها قيادة غزة وهلل لها جل العلماء-،
فيما روابط العلماء تدعو لحمل السلاح والنفير والتوجه للحدود والدفاع عن غزة والقيام بواجب تحرير الأقصى
-وذلك دون إعداد معتبر سابق سوى ما تم مع محور المقاومة الإيراني- بعد مضي سنة ونصف على المعركة هدمت فيها غزة ومات أهلها!
الخبر الثالث:
موسى أبو مرزوق أكبر قائد سياسي في حركة حماس ومن مؤسسي عمل الإخوان المسلمين في غزة، يرفع دعوى عبر محامين في بريطانيا لاعتبار حركة حماس حركة تحرر والمطالبة برفعها عن قائمة الإرهاب!
رغم أن بريطانيا هي التي احتلت أرض فلسطين واقتطعتها من أرض الشام، بعد أن حطمت الخلافة،
ثم استجلبت قطعان اليهود من أصقاع الدنيا، فظهر الشيخ عز الدين القسام مناوئا لها ومحاربا وبالجهاد مناديا، إلى أن استشهد وقتله الإنجليز في أحراش يعبد غربي جنين!
الاستفهامات وبناء الوعي المضطرب والمشوه!
الاستفهام الأول:
هل يجوز وهل يعقل أن نبني جزء أساسيا من مشروع الجهاد والمقاومة في فلسطين بناء على رؤية من يبني خطواته -ظاهرا- على اتصال مع صاحب الزمان والخرافة؟
وهل إيران محقة في ذهابها للمفاوضات مع الأمريكان الشيطان الأكبر،
أم أنها مبدعة وتستحق الثناء في صناعتها لمفهوم وحدة الساحات والزج بأطرافها في المعركة، ثم ذهابها بهذا الرصيد لطاولة المفاوضات؟
ثناء بلغ عند البعض حد القول إن حسن نصر غزة، فيما أصاب الخبل آخرين فنزلوا في الشوارع قائلين شكرا يا شيعة رفعتم رؤوسنا يا شيعة!
وإذا كانت إيران مصيبة ومحقة في رفضها الشديد لإعلان معركة مع الشيطان الأكبر أو إسرائيلها الأصغر،
فهل كانت حركة حماس مصيبة وموفقة في توقيت وشكل وإدارة معارك الطوفان وعملية 7 أكتوبر؟
وأيهما أصوب إطلاق المعركة تحت عنوان صحيح هو الجهاد على أية حال؟
أم عدم الانجرار لها في ظل عدم الإعداد المناسب لكنهها، وفي فضاء وعي خطط وأهداف الخصوم والأعداء؟
الاستفهام الثاني:
هل أصابت قيادة حركة حماس -الأخيرة- أم أخطأت في إطلاقها لمعركة الطوفان؟
وهل عولت على شعوب الأمة العربية والإسلامية بعد أن أعدت معها ومن خلالها ما يناسب مشروعها، أم عولت على جواد خاسر وثعلب مخادع،
رغم أنه بالكفر والإجرام بات في كل الساحات يجاهر وبدماء الناس منذ أربعة عقود يقامر؟
وإذا كانت حركة حماس اليوم تروم تحقيق اتفاق يفضي لإيقاف المعركة،
فهل دعوتها الشعوب لشد الرحال نحو الحدود واختراقها والاشتباك مع العدو فكرة صائبة وممكنة في واقع الحال؟
الاستفهام الثالث:
في الوقت الذي تستعدي فيه الحركات الإسلامية الحكومات العربية المتواطئة والتي تدين لبريطانيا بالربوبية،
فهل يرجى خير من التواصل مع الإنجليز بهدف منح الحركات الإسلامية المناهضة للأنظمة الوكيلة براءة وشرعية؟
وهل يمكن أن يفضي تواصل الإسلاميين مع الإنجليز لاتفاق جديد يعيد صياغة العلاقة البينية وبلورة دور جديد في المنطقة،
لينتقل المجاهدون من السوية للحالة الإيرانية، فتصبح الصراعات الحقيقية بين الكيانات والمشاريع في المنطقة حول النفوذ وليس الوجود؟