ليس مستغربا أن دروز فلسطين يخرجون في وجه الحكومة الإسرائيلية متظاهرين ولها مطالبين، بقتل الرئيس أحمد الشرع في دمشق كما قتلت المجاهد إسماعيل هنية في طهران!
المستغرب هو أي اتفاق سوري إسرائيلي برعاية أمريكية، بأن يكون على قياس خونة الطائفة الدرزية مرحليا، بحيث يضمن لهم حياة سياسية جماعية تفاعلية تستجمع كل الطاقات الداخلية والخارجية، ابتداء من الخائن حكمت الهجري وصولا للمذياع فيصل القاسم مرورا بالثوري ماهر الذي اتضح بأنه طائفي مخادع بلا شرف ولا دين، فيما تعيش دمشق حالة تفرد وإقصاء سياسي لنخبها المنتمية.
والسؤال يقول:
ما هو السبب الذي جعل السوريين -لاسيما الثوار الأحرار- ببعض الشخصيات السياسية مخدوعين؟
إن المهم والأهم الآن ألا يكون المد والجزر في الحالة السورية لصالح الرؤية السياسية الأمريكية، والتي تستهدف بناء سورية الثانية، وحرمان أهل الشام الكرام وثوارها الأبرار من سورية الحرة والجديدة التي تستحقها دماؤهم الزكية.
فما هو السبيل الذي يقطع الطريق على مشروع الإدارة الأمريكية في تدجين حكام سورية؟
إن خلق حياة سياسية صحية فاعلة وحقيقية، مضمونها شراكة العقول السورية والعربية والإسلامية المنتمية، هو الضامن لقطع الطريق على الكاهن الأمريكي اللعين، والذي يبتلع سورية الآن بطريقة غير مرئية عبر مركزية واستفراد يصوغ قرار سورية ويستبعد القوي الأمين! وفي ظل الضغوط الدولية والعربية الرسمية على حكام سورية لا يمكن أن يكون القرار حكيما مصيبا سويا متينا، كما يكون حاله عندما يكون قرارا صادرا عن عملية شورية حقيقية مع القوي الأمين من السوريين، وليست ظاهرة كلامية استعراضية.
فهل عرفت يا مسلم يا عبد الله لماذا أمر الله نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالشورى مع أصحابه المقتدرين، رغم أنه يوحى إليه وهم عن الوحي غير متصلين؟
أما السؤال الأخير الذي يجب طرحه لتعديل المنهج والمسار السياسي في سورية اليوم، فهو:
كم شخصية سورية عربية وإسلامية تشاورت وشاركت في صياغة الاتفاق السوري الإسرائيلي برعاية أمريكية حول السويداء، والتي يراد لها أن تكون قاعدة أمريكا وإسرائيل في إقليم حوران الحزين؟
إن طرحي للسؤال وغيرتي في المقال تنطلق من مرارة تجاربنا الفلسطينية الشامية، ولا أريد لسورية الجديدة أن تكون فلسطين الكبرى بأخطائها السياسية وطريقة تناول قياداتنا الوطنية والإسلامية وإدارتها للأمور والتي دمرت فلسطين وشعبها، لاسيما أن المكون الاجتماعي واحد في البلدين، وهي نفس الجغرافيا المتصلة، أما العدو المحتل فهو نفسه، فلماذا نصل إلى نكبة كبرى كما تجرعناها في فلسطين سورية الصغرى؟