أقلام حرة

مضر أبو الهيجاء يكتب: هكذا تنحرف الثورة ويستخدم الثوار!

إضاءات توعوية سياسية شامية

إن السلوك الغرائزي غير الناضج ولا المسؤول هو سلوك خاطئ وخطر جدا على مستقبل الشام والعراق.

إن أمريكا تستهدف تفعيل حالة اصطراع ثقافي بين السنة والشيعة، بحيث يؤدي إلى تناحر بهائمي غرائزي فاقد للوعي والإدراك وعديم للمسؤولية، وذلك بهدف إهراق دماء أبنائنا لصالح رؤيتهم التوسعية.

إننا كمسلمين نريد ونسعى لبناء مشروعنا الإسلامي على أرض الشام العربية والإسلامية، ليبدأ سلم الصعود في الأمة، فلا يجوز أن نسمح للغرب وأذرعه العربية في المنطقة أن توجه ثوراتنا لينتقل بعضها من حالة ثورية واعية لمشروع الهدم والبناء الواجب والمطلوب، إلى حالة ثيران تموج في الساحات بلا وعي عميق ولا رشد وسوية، ولا تفريق بين مشروع إيران السياسي التوسعي وبين الشيعة كمذهب قائم وأماكن دينية وله أتباعه منذ أكثر من ألف عام!

وإذا كنا نعي أولوية البناء في سورية الموجبة لتجاوز الاستفزازات والاعتداءات والتغولات الإسرائيلية في تلك المرحلة الحساسة،

فعلينا أن نعي أهمية ومسؤولية الحفاظ على مجتمعاتنا وقواها الفاعلة وذلك برفض التماهي مع الرؤى الأمريكية وشهوات بعض الأنظمة العربية الطاغوتية، التي تريد هدر دمائنا الزكية.

اندحار إيران عن الشام

إن إيران عدو لئيم، وقد اندحر إلى غير رجعة عن الشام وأهلها بفضل من الله ومنة، وإن إسرائيل عدو حقير، وهو يبتلع كل صباح مزيدا من أرض سورية، فإذا كنا نتفهم عجز الإدارة الحالية في سورية عن مواجهة إسرائيل، بناء على معقولية وموضوعية، فعلينا أن نكون في مستوى الأمانة والمسؤولية وأن نعي أن الخطاب غير المسؤول تجاه الطوائف والمذاهب هو تسعير لحروب ستزهق طاقة البناء الحقيقية، وهو عين ما يسعى إليه الأمريكان داخل وفي محيط سورية.

أما إن قدر الله تمكن الإسلام والمسلمين في أرض الشام في سورية، فوجهة الثوار الحقيقية يشير لها الشجر والحجر قبل البشر.

على الراشدين والموجهين المنتمين في أرض الشام المباركة، ألا يسمحوا بتحول الثوار إلى أحجار على رقعة الشطرنج الأمريكية،

وأن يضبطوا مصطلحات ومنهج الخطاب تجاه فسيفساء المكونات الثقافية الطبيعية في مجتمعاتنا، والمعبر عن تاريخ الحكم الراشد في دول المنطقة.

يجب المحافظة على ثورة الشام المباركة

إنّ رفع مستوى الوعي الجمعي واجب في كل مجتمعاتنا وجماعاتنا وحركاتنا الثورية.

إن ثورة الشام المباركة جوهرة عظيمة يجب المحافظة عليها وتنمية رصيدها حتى تتمكن بإذن الله،

فتكون بداية الصعود في الأمة، الأمر الذي يوجب على العقلاء عدم هدر طاقاتها فيما لا نفع فيه،

ويخدم مشاريع الخصوم قبل أن يسهم في بناء مشروعنا الذي بذلت لأجله الدماء.

لن يجد ثوار الشام خيرا من مدرسة الشيخ حارث الضاري رحمه الله، وهيئة علماء المسلمين في العراق،

وذلك في منهجهم الشرعي وخطابهم السياسي تجاه الشيعة كمذهب وطائفة، فولوا وجوهكم قبلهم ولا تسمعوا لأمريكا وامتداداتها السياسية في المنطقة، وعليكم الآن بالبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights