معارض إيراني :نظام الملالي يحاول استغلال المفاوضات النووية لتخفيف الضغوط الاقتصادية والاجتماعية

معارض إيراني :نظام الملالي يحاول استغلال المفاوضات النووية لتخفيف الضغوط الاقتصادية والاجتماعية
*خامنئي سيقدم تنازلات صعبة لترامب لتجنيب الملالي سيناريو السقوط القريب
*الشعب الإيراني لم تعد لديه أي قابلية لتحمل استمرار الديكتاتورية الدينية
*النظام فقد ثقة الشعب في الداخل وتآكلت شرعيته بالكامل في الخارج
*الملالي لم يعد لديهم خيار سوي القمع للجم طموحات الشعب الإيراني
*الصراعات حول خلافة خامنئي أضعفت قدرة النظام علي اتخاذ قرارات حاسمة
*المرأة الإيرانية حجر الزاوية في مساعي إسقاط حكم خامنئي
*التوسع في أحكام الإعدام لن يفلح في عرقلة الانتفاضة الشعبية

أكد عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فرامرز صفا أن نظام الملالي بقيادة خامنئي فقد ثقة الشعب الإيراني بالكامل رغم أنه يبذل قصاري جهده لإنقاذ رقبة النظام الذي يواجه أصعب اختبار منذ سقوط الشاه.
أوضح صفا في حوار له مع “جريدة الأمة الإليكترونية “أن النظام يحاول خوض معركته الأخيرة عبر تقديم تنازلات لإدارة ترامب فيما يتعلق بالمفاوضات النووية رغم أن هذه التنازلات لن تقدم طوق نجاه بعد أن بلغ الغضب الشعب مداه فضلا عن تصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، التي فرضت علي النظام خوض هذه المفاوضات مكرها .
وشدد المعارض الإيراني أن الشعب الإيراني لم يعد مستعدًا لتحمل الديكتاتورية الدينية، وهو يطالب بتغيير جذري وإقامة نظام ديمقراطي.وهو ما لا يدركه النظام الذي يراهن فقط علي القمع لكبح جماع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية وهي المحاولات التي لن تنجح
وثمن دور المقاومة الإيرانية في فضح نظام الملالي وزيادة الوعي الشعبي بخطورة هذا النظام علي مستقبل الشعب الإيراني مؤكدا أن المعارضة المنظمة في الداخل قد ضخت الدماء في عروق مساعي إسقاط النظام وتخليص الشعب من حكم الملالي .
الحوار مع المعارض الإيراني تطرقت لعديد من القضايا نعرضها بالتفاصيل في السطور التالية
* ما هي الوضعية الحالية للاحتجاجات الشعبية في إيران، وما العوامل التي عززتها؟
**شهدت الاحتجاجات الشعبية في إيران تصاعدًا خلال السنوات الأخيرة بسبب السخط العميق على النظام الحاكم. المشكلات الاقتصادية مثل التضخم الهائل، البطالة، والفقر، إلى جانب القمع السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان، وهي كلها تطورات أشعلت شرارة غضب الشعب.
ويحاول النظام اللجوء لخيارات تكتيكية ومنها الدخول في مفاوضات مع واشنطن ولا يجد أي مشكلة في تقديم تنازلات فيما يخص البرنامج النووي حتي لو خالف ذلك قناعات رءوس وازنة في النظام.
فالمهم هنا انقاذ النظام من السقوط مهما كانت التنازلات حيث سيحاول استغلال المفاوضات النووية لتخفيف الضغوط الاقتصادية لكنه يواجه مقاومة شعبية متصاعدة تهدد استقراره
ويتجاهل النظام ان التنازلات التي سيقدمها لواشنطن لن تسهم في تحسين الأوضاع حتي لو رفعت بعض العقوبات خصوصا أن هذه التنازلات ستعري النظام أمام الشعب وتقرب سقوطه
وقد فقد النظام ثقة الجماهير بسبب الفساد المنهجي ونهب الموارد الوطنية،كذلك خسارة النظام لاذرعها الاقليمية مثل نظام الاسد في سوريا وحزب الله في لبنان ناهيك عن الأزمة الاقتصادية مما عمّق الهوة بين الشعب والسلطة.
*ما دور المعارضة الإيرانية في إشعال هذه الهبات الشعبية ؟
** لعبت شبكات المقاومة الشعبية، خاصة “وحدات الانتفاضة” التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، دورًا بارزًا في تنظيم الاحتجاجات والإضرابات. هذه الوحدات، من خلال نشاطاتها السرية وجهود التوعية، حافظت على روح المقاومة.
*ما هو الدرس الأبرز لهذه الاحتجاجات ؟
**لقد أظهرت الانتفاضات الأخيرة، مثل الاحتجاجات الوطنية في عام 2022، أن الشعب الإيراني لم يعد مستعدًا لتحمل الديكتاتورية الدينية، وهو يطالب بتغيير جذري وإقامة نظام ديمقراطي.
هذه الحركات، بدعم واسع من الشباب والنساء الذين يقودون النضال، تحولت إلى قوة لا يمكن إيقافها. يحاول النظام قمع هذه الحركة بوحشية، لكن إرادة الشعب للحرية أقوى من أي قمع.

*ما هي نقاط الضعف التي أظهرها النظام الإيراني في مواجهة الاحتجاجات الداخلية؟
** يعاني النظام الإيراني من نقاط ضعف هيكلية واستراتيجية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية. أولًا، الاقتصاد المنهار والاعتماد على عائدات النفط جعلا النظام هشًا أمام العقوبات والأزمات الداخلية، وهو لا يريد ولا يستطيع الاستجابة لمطالب الشعب.
*كيف أسهم هذه المشكلات الهيكلية في تبديد موارد البلاد؟
**الفساد المؤسسي في الأجهزة الحكومية يصرف موارد البلاد إلى جيوب المسؤولين وقوات القمع، مما يقوض قدرته على تلبية احتياجات الشعب. ثانيًا، يعاني النظام من عزلة سياسية داخلية وخارجية؛ فقد دمر قمع الاحتجاجات، والإعدامات الواسعة، وانتهاكات حقوق الإنسان شرعيته لدى الشعب والمجتمع الدولي.
*وكيف كانت ردة فعل الشعب الإيراني علي هذا القمع؟
**يظهر النهج المتشدد للنظام في إدارة الأزمات الاجتماعية، مثل احتجاجات العمال والطلاب، غياب الحلول المستدامة. بدلاً من الحوار، يلجأ النظام إلى العنف، مما يزيد من اشتعال الغضب الشعبي.
كما أن الخلافات الداخلية بين فصائل النظام، خاصة في مسألة خلافة خامنئي، أضعفت قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة. المقاومة الإيرانية، من خلال فضح هذه الضعف وتنظيم المقاومة، أثبتت أن النظام أكثر عرضة للانهيار من أي وقت مضى أمام حركة موحدة ومصممة.
*في هذا السياق ما هو دور المرأة في الاحتجاجات الأخيرة في إيران، وكيف تحدت النظام؟
** كانت النساء الإيرانيات العمود الفقري للاحتجاجات الأخيرة، خاصة انتفاضة 2022. أشعلت وفاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق موجة غضب بين النساء، وتحول شعار “المرأة، المقاومة، الحرية” إلى رمز للنضال ضد النظام.
لم تقتصر مشاركة النساء على التواجد في الشوارع، بل لعبن دورًا رياديًا في تنظيم الاحتجاجات، والإضرابات، ونشاطات المقاومة.
وقد حاول النظام، من خلال التمييز المنهجي، وقمع النساء، والقوانين المناهضة للمرأة، تهميشهن، لكن النساء تحدين هذا القمع بشجاعة لا مثيل لها. حولن الحجاب الإجباري إلى رمز للمقاومة، وبوجودهن في الصفوف الأمامية، ألهمن الأجيال الشابة.
وفي هذا الأجواء يؤكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة مريم رجوي، على المساواة بين الجنسين، ويعتبر النساء القوة الدافعة للثورة الديمقراطية. تقدم خطة مريم رجوي المكونة من 10 نقاط، التي تؤكد على المساواة بين الرجل والمرأة، رؤية واضحة لمستقبل تتساوى فيه النساء في إدارة البلاد. هذه الرسالة أرعبت النظام.
*كيف يستخدم النظام الإيراني القمع للحفاظ على سلطته، ولماذا لم يعد هذا الأسلوب فعالًا؟
**يعتمد النظام الإيراني على القمع العنيف، والإعدام، وسجن المعارضين كأدوات رئيسية للحفاظ على سلطته.
على سبيل المثال، في الشهر الأول من العام الهجري الشمسي، بينما كان النظام يخشى الانتفاضات وسط مفاوضاته وأزماته، أعدم 83 شخصًا، وهو رقم يظهر قفزة مذهلة مقارنة بالشهر نفسه في السنوات الثلاث الماضية:
حيث بلغ المعدل أكثر من 11.5 ضعفًا مقارنة بإبريل 2022 (7 إعدامات)، وأكثر من 20 ضعفًا مقارنة بإبريل 2023 (4 إعدامات)، وأكثر من 3.5 أضعاف مقارنة بإبريل 2024 (23 إعدامًا).
*هل اختلف الأمر منذ وصول بزكشيان للمنصب الرئاسي ؟
وخلال فترة رئاسة مسعود بزشكيان، التي اختارها خامنئي لإظهار وجه أكثر ليونة، بلغ عدد الإعدامات 1051 إعدامًا حتى الآن. ليس من المستغرب أن يُعرف نظام الملالي بأنه الأعلى في معدل الإعدامات في العالم نسبة إلى عدد السكان.
منذ عام 1981، أُعدم أو قُتل أكثر من 120,000 من أعضاء ومؤيدي منظمة مجاهدي خلق ومعارضين آخرين على يد النظام.
وترد القوات القمعية، مثل الحرس الثوري والباسيج، على الاحتجاجات بوحشية، كما رأينا في مقتل مئات المتظاهرين خلال انتفاضة 2022. لكن هذا الأسلوب لم يعد فعالًا لأن الشعب الإيراني تخلص من خوفه.
حيث لم يقلل القمع من الغضب الشعبي، بل حوله إلى قوة مقاومة منظمة. شبكات المقاومة، خاصة “وحدات الانتفاضة”، ضيقت الخناق على النظام من خلال نشاطاتها السرية والاحتجاجات المستمرة.
كما أن فضح المقاومة الإيرانية لجرائم النظام، مثل الإعدامات الجماعية، لفتت انتباه العالم وزادت الضغط الدولي. يواجه النظام، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية، صعوبة في مواصلة القمع إلى أجل غير مسمى، حيث أدى هذا الأسلوب إلى تعزيز عزم الشعب على الإطاحة به.

*هل المقاومة ضد النظام الإيراني منظمة داخل البلاد، وكيف تتجلى هذه التنظيمية؟
**نعم، المقاومة داخل إيران منظمة بالتأكيد. ففي ظل قمع الديكتاتورية الدينية، لا يمكن تحقيق أي تقدم دون مقاومة منظمة. تشكل قوات مجاهدي خلق داخل إيران العمود الفقري للمقاومة ضد الديكتاتورية الدينية.
وقد أنشأت هذه القوات شبكة واسعة من النشطاء السريين عبر “وحدات المقاومة” في جميع أنحاء إيران، التي تقود الاحتجاجات، والإضرابات، ونشاطات التوعية.
وتحافظ هذه الوحدات على روح النضال من خلال نشر الشعارات الثورية، وتنظيم المظاهرات، وفضح جرائم النظام.
*ما هو حجم الضغوط التي تمارسها مجاهدي خلق علي النظام ؟
** لقد ساهمت منظمة مجاهدي خلق في الضغط على النظام دوليًا من خلال كشف برنامجه النووي السري في عام 2002 ونشاطاته الإرهابية في المنطقة.
وتقدم خطة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المكونة من 10 نقاط، والتي تؤكد على الديمقراطية، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، خارطة طريق لمستقبل إيران، وحظيت بدعم واسع داخليًا وخارجيًا.
ويعكس دعم 20,000 رسالة فيديو من وحدات المقاومة في مؤتمر إيران الحرة العالمي 2024 مدى نفوذ هذه المنظمة. وبفضل تاريخها النضالي الذي يمتد لستين عامًا، أصبحت منظمة مجاهدي خلق القوة الرائدة في قيادة الثورة الديمقراطية في إيران.
*كيف ينهب النظام الإيراني الموارد الوطنية، وما تأثير ذلك على الاحتجاجات؟
** النظام الإيراني ينهب يالموارد الوطنية من خلال الفساد المنهجي لصالح المسؤولين الحكوميين وقوات القمع. تُصرف مليارات الدولارات من عائدات النفط والموارد العامة إلى جيوب المقربين من النظام، والحرس الثوري، وشبكات الإرهاب الإقليمية.
بينما يعاني الشعب من الفقر، والتضخم، والبطالة. عمّق هذا النهب الفجوة الطبقية وأجج الغضب الشعبي إلى ذروته. على سبيل المثال، في حين تعاني المستشفيات والمدارس من نقص الميزانيات، ينفق النظام مبالغ طائلة على البرنامج النووي ودعم الجماعات الوكيلة مثل حزب الله.
كانت هذه التفاوتات أحد العوامل الرئيسية للاحتجاجات الوطنية، خاصة بين الطبقات المحرومة والشباب.
وقد ساهمت المقاومة الإيرانية في زيادة الوعي العام من خلال فضح هذا الفساد ونشر تقارير موثقة، مما ساعد في تنظيم الاحتجاجات. تعكس الشعارات مثل “لا للفساد، نعم للعدالة” في المظاهرات تأثير هذه الفضائح على الحركات الشعبية.
ويطالب الشعب الإيراني، الذي سئم هذا النهب، بحكومة ديمقراطية تدير الموارد الوطنية لصالح الجميع.
*: ما هو تصورك لمستقبل إيران؟
** أرى مستقبلًا مشرقًا لإيران يقوم على أسس الديمقراطية، والحرية، والعدالة. تقدم خطة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المكونة من 10 نقاط، خارطة طريق واضحة للانتقال من الديكتاتورية إلى جمهورية علمانية ديمقراطية.
*ما هي أبرز ملامح هذه الخطة ؟
**تشمل هذه الخطة فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الجنسين، وإيران خالية من الأسلحة النووية، والتعايش السلمي مع دول المنطقة، واحترام حقوق الإنسان، وحرية التعبير، وإلغاء عقوبة الإعدام.
*هل تحظي هذه الخطة بتأييد داخلي يتزامن مع الدعم الدولي ؟
** منظمة مجاهدي خلق تؤكد أن الشعب الإيراني وحده هو من سيحدد مصيره من خلال انتخابات حرة وعادلة. حظيت هذه الرؤية بدعم واسع داخل إيران، خاصة من الشباب والنساء، وكذلك بدعم دولي من 4000 برلماني من 50 دولة في مؤتمر إيران الحرة العالمي لعام 2024.
*ما الذي يعتمد عليه مجاهدو خلق في مساعيهم لمحاصرة النظام وإسقاطه؟
**تعتمد منظمة مجاهدي خلق على شبكة المقاومة الداخلية المنظمة وتاريخ نضال يمتد لستين عامًا، وهي واثقة بأن النظام الحالي لن يتمكن من الصمود أمام إرادة الشعب المتحدة.
من وجهة نظر المجاهدين، فإن مستقبل إيران هو بلد يتمتع فيه جميع المواطنين بحقوق متساوية، ويُعزز السلام في المنطقة، وتحل التنمية المستدامة محل الفساد والقمع. هذا التصور يمثل أملًا واقعيًا لإيران حرة ومزدهرة، حيث تسود العدالة الاجتماعية والمساواة، وتُدار الموارد الوطنية لصالح الشعب بأكمله.