بواسطة السيد التيجاني| يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الإثنين اجتماعا طارئا بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة المحاصر كما ويستمع إلى رئيس وكالة الأونروا و وكالة الأمم المتحدة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين.
الوضع الإنساني الكارثي
يقول فيليب لازاريني إن المأساة الإنسانية التي تتكشف الآن “لا تطاق”، ويؤكد من جديد أنه لا يوجد مكان آمن في غزة كما يصف القصف الصهيوني وأوامر الإخلاء والحصار بأنه “تهجير قسري” و”عقاب جماعي”.
وأخبر الاجتماع الطارئ أن 3200 طفل قُتلوا في غزة في ثلاثة أسابيع فقط، وهو ما يتجاوز عدد الأطفال الذين قُتلوا سنويًا في جميع أنحاء مناطق الصراع في العالم منذ عام 2019. ويقول إن هذا لا يمكن أن يكون أضرارًا جانبية وقال لازاريني للمجلس إن الأونروا فقدت 64 موظفا، من بينهم موظف يقول إنه توفي قبل ساعتين فقط مع زوجته وأطفاله الثمانية.
ويقول أيضًا إن سكان غزة يشعرون أن العالم يساويهم جميعًا بحماس، ومن الخطر أن يتم تجريد شعب بأكمله من إنسانيته غير إن الفظائع التي ترتكبها حماس لا تعفي الكيان التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.
وحث أعضاء المجلس على تغيير مسار الأزمة، قائلا إن حاضر ومستقبل الفلسطينيين والصهاينة يعتمد على وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. كما يكرر الدعوات إلى التدفق المستمر دون عوائق للمساعدات الإنسانية بما في ذلك الوقود وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وقتل أكثر من 8000 شخص في غزة منذ أن بدأت إسرائيل غاراتها الجوية الانتقامية، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتظهر الصور من غزة المباني التي تحولت إلى أنقاض وآلاف النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة أو مخيمات للاجئين.
في هذا السياق علي جانب آخر أحد كبار الجراحين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، يصف فيها الوضع هناك بـ “المرعب” غير”إننا نستقبل العديد من الضحايا كل نصف ساعة وكل دقيقة ومستشفانا مكتظ الآن بالعدد الهائل من المرضى المصابين لا يوجد مكان لدخول المزيد من الأشخاص إلى مستشفانا و لدينا أكثر من 800 جريح”
تُظهر مقاطع الفيديو التي شاركها معي الدكتور أبو سعدة المرضى، بما في ذلك الأطفال، على الأسرة ومستلقين على الأرض وقال في مذكرته الصوتية: “غزة بلا كهرباء، بلا ماء، بلا وقود، بلا طعام، بلا صرف صحي فالوضع سيء للغاية”.
وأضاف أنه بالإضافة إلى المرضى، لجأ آلاف الأشخاص إلى المستشفى بعد فرارهم من منازلهم وقال “إنهم يحتلون كل متر مربع من المستشفى” و”هذا وضع سيء ومروع و لا يمكنك أن تتخيل إنه كارثي وفق بي بي سي.
وتقول المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن أكثر من 420 طفلاً يُقتلون أو يُصابون في غزة كل يوم يتواصل فيه الصراع وهو رقم، ينبغي أن يهز كل واحد منهم حتى النخاع.
ويضيف راسل أن العنف المرتكب ضد الأطفال يمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة وفي الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، أفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 37 طفلاً، كما أفادت التقارير بمقتل أكثر من 30 طفلاً صهيونيا بينما لا يزال 20 طفلاً على الأقل رهائن في قطاع غزة ومصيرهم غير معرو وذلك خلال .اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الإثنين.
وقالت للاجتماع إن عواقب الصدمة الرهيبة التي يعاني منها الأطفال الفلسطينيون والصهاينة يمكن أن تستمر مدى الحياة وأخبر راسل المجلس أن لديه السلطة للمساعدة في انتشال المدنيين من دوامة العنف هذه ومن بين أمور أخرى، يحث الأطراف على توفير الحماية الخاصة التي يحق لهم الحصول عليها للأطفال.
وفي السياق أكدت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها واثقة من أنه سيكون هناك قريبا زيادة كبيرة في المساعدات الموجهة إلى غزة، وفقا للمتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي.
وحدد كيربي أن “المرحلة الأولى هي الحصول على ما يصل إلى 100 شاحنة يوميا”، قائلا إنه حتى هذا لن يكون كافيا ولكنه يظل “تحسنا جذريا” للوضع الحالي. وأضاف أن الولايات المتحدة واثقة من إمكانية حدوث ذلك “في الأيام المقبلة”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه قبل اندلاع الصراع في 7 أكتوبر في أعقاب هجوم حماس المفاجئ على الكيان، كانت حوالي 500 شاحنة تعبر يوميا إلى غزة.
وقال كيربي في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: “إن الولايات المتحدة تقود الجهود لمحاولة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولولا القيادة الأمريكية بصراحة، أعلم أنك لن ترى زيادة في دخول المساعدات”.
وأوضح كيربي كذلك إن الولايات المتحدة لا تدعم وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، والذي قال إنه لن يفيد سوى حماس، ولكن يجب استكشاف الممرات الإنسانية المؤقتة وأشار أيضًا إن الولايات المتحدة كانت “جزءًا من المحادثة” التي أدت إلى استعادة الاتصال بالإنترنت في غزة بعد قطعه خلال عطلة نهاية الأسبوع وفق بي بي سي.
