الأربعاء سبتمبر 18, 2024
حوارات

نائب الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا :مخططات اليمين المتطرف لتشويه صورتنا لا تتوقف

نائب الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا :مخططات اليمين المتطرف لتشويه صورتنا لا تتوقف

*عرقلة اندماج الجالية المسلمة الإيجابي في المجتمع البريطاني أهم أهداف الاعتداءات علي المراكز والمصالح الإسلامية

*جهات خارجية لعبت دورا مهما في تغذية حملة استهداف المصالح الإسلامية

*حكومة ستارمر تعاملت بشكل جدي مع استهداف المسلمين واليمين المتطرف سعي لإظهار ضعفها في مواجهة الأقليات

*الصلات الوثيقة بين الجالية المسلمة ومؤسسات المجتمع المدني شكلت شبكة أمان لنا خلال الأحداث

*الحديث عن أسلمة القارة الأوروبية مبالغ فيه ويعكس نهجا إجراميا لقوي اليمين

*نراهن علي أبناء الجيلين الثالث والرابع لإفشال محاولات محاصرة الجالية المسلمة ومواجهة الإسلاموفوبيا

*تصاعد نفوذ اليمين المتطرف أكبر تحدي يواجه الجاليات المسلمة في القارة الأوروبية

أتهم  محمد كزبر مدير مسجد فنزبري بلندن، نائب الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا ،بعض رموز التيار اليميني في بريطانيا وفي مقدمتهم نايجل فرج وربنسون بقيادة حملة ممنهجة لتشويه صورة الجالية المسلمة في بريطانيا ،وإظهارها في مظهر من يهددون أمن واستقرار بريطانيا،ووضعهم تحت المهجر وعرقلة اندماجهم الإيجابي في المجتمع البريطاني.

ولم يستبعد كزبر، في حوار له  مع “جريدة الأمة الإليكترونية  “تورط جهات خارجية في الوقوف وراء الاعتداءات علي المساجد والمصالح الإسلامية في بريطانيا ،سواء أكانت هذه الجهات صهيونية أو نازية أو حتي هندوسية ،بهدف تشويه صورة الجالية المسلمة، مشيرا إلي أن جهات استخباراتية بريطانية تحقق في هذه الصلات .

وتابع نائب الأمين لمجلس مسلمي بريطانيا قائلا : هناك رهان شديد علي أبناء الجيل الثالث والرابع من أبناء الجالية المسلمة في بريطانيا ،لمواجهة دسائس اليمين البريطانيه ومساعيه لتشويه صورة المسلمين في بريطانيا، وتكريس التعامل معهم كمواطنين درجة ثانية ،وهو أمر يستطيع أبناء هذا الجيل مواجهته وإفشاله ومعه  كل نزعات الإسلاموفوبيا  لما يملكونه من قدرات وصلات بالمجتمع البريطاني .

وثمن بشدة تعامل الحكومة البريطانية مع الهجمات علي المساجد والمراكز الإسلامية ،خصوصا مع إدراكها انها كانت المستهدفة من هجمات اليمين المتطرف لاظهاره في مظهر الضعف في مواجهة الأقليات خصوصا الجالية المسلمة ،مشيرا إلي أن الصلات المتميزة التي ربطت الجالية المسلمة بمؤسسات المجتمع المدني البريطانية شكلت شبكة أمان للجالية  خلال الاعتداءات .

الحوار مع نائب الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا ،تطرق لقضايا عديدة ،نعرضها بالتفصيل في السطور التالية .

* كيف قرأت تصاعد هجمات اليمين البريطاني علي المؤسسات الإسلامية وقيادته مخططا ممنهجا لشيطنة الجالية المسلمة هناك وطالبي اللجوء في بلد قائم علي احترام التعددية وخفوت أصوات العنصرية لعقود طويلة ؟

**ما شاهدناه في بريطانيا من مظاهرات لليمين المتطرف خلال الأسبوعين  الماضيين ،شكل تطورا غير مسبوق لم يسبق أن شهدته بريطانيا ،خلال العقود الماضية صحيح أنه كانت علي الدوام مظاهرات متقطعة ضد الأقليات والمهاجرين  والجالية والمؤسسات الإسلامية، لكنها لم تكن بهذه الشراسة  وهذه الحدة  وتصاعد الهجمات علي المؤسسات الإسلامية والمساجد.

يحدث هذا بالرغم أن الرواية التي أسندت حادث مقتل البنات الثلاث لمهاجر مسلم تبين في وقت لاحق زيفها ،حيث ظهر ان المتورط فيها مهاجر غير مسلم يحمل أبواه الجنسية   الرواندية و مولود في كارديف بويلز.

حيث استندت الأحداث والهجمات العنيفة علي أشخاص  سيارات ومحلات تجارية الي شائعة كاذبة ،وهذا يبين أن الأمر فيه نية مبيتة قامت بها عناصر قيادية في التيار اليمين البريطاني المتطرف ،مثل نايجل فرج توني روبنسون وغيرهم وقفت وراء هذه الأحداث المؤسفة في بلد تؤمن الأغلبية الساحقة فيه بقيم التعدد وقبول الآخر والتعامل بانفتاح مع الاقليات، لكن من أسف ان هناك أقلية متطرفة وعنصرية لا يسرها استمرار هذه الأوضاع.

*هناك جهات استخباراتية بريطانية تبحث في إمكانية تورط جهات خارجية في تأجيج الهجوم علي أهداف إسلامية بينها جهات هندوسية وتيارات نازية والكيان الصهيوني .. هل تدعم هذا الطرح ؟

** طبعا اليمين المتطرف تجتمع عليه العديد من الجهات سواء أكانت نازية  أو هندوسية أو صهيونية وغيرها من التيارات المعادية للمسلمين .

وهؤلاء يسؤؤهم كثيرا تمتع المسلمين في بريطانيا بالاستقرار لذا سعوا عبر الشائعات المغرضة  لوضع الجالية في وضع المتهم بشائعات كاذبة  بالتورط في الجريمة المذكورة  رغبة في أن تكون هذه الجالية تحت المجهر وأن يتم التعامل معها كمتهم المشتبه فيها كمصدر للعنف والتطرف.

وهذا ما  يؤكد إمكانية وقوف قوي خارجية وراء هذه الأحداث العنيفة  وبل تغذية الهجمات علي المؤسسات الاسلامية التي لم يسبق لبريطانيا ان عانت منها في السابق.

*كان البعض يتوقع هدوء يسود الساجة البريطانية ضد الأقليات وطالبي اللجوء بعد وصول حكومة العمال لكن ما جري كان غريبا .. هل من تفسير وكيف تقيم تعامل حكومة ستارمر مع هذه الأحداث ؟

**هذه الاحتجاجات العنيفة وغير المسبوقة كان هدفها التشويش علي الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة ستارمرمن خلال التظاهرات والعنف الذي شاهدناه خلال هذه الاحتجاجات والرغبة كذلك من وراء من يقفون وراءها في تخريب مهمة هذه الحكومة في بداية عهدها حتي تتهم بالضعف وعدم القدرة علي التعامل بقوة وحسم مع الأقليات والحالية المسلمة .

ومن هنا كان رد الحكومة البريطانية قويا سواء من رئيس الوزراء او وزير الداخلية وكذلك تم اعتقال عدد كبير ،من الذين شاركوا في التظاهرات واستعملوا العنف في المظاهرة.

ولو كانت هذه المظاهرات سلمية ما كان قد تم اعتقال أحد ولكن وتيرة العنف المتصاعدة خلال هذه التظاهرات جعلت حكومة حزب العمال تشعر أنها مستهدفة من وراء هذه الأحداث

ومن هنا أري  ان تعامل الحكومة العمالية مع هذه الأحداث قد جاء بشكل لا بأس به ،وإن كنا نحن المسلمين نطالب بأكثر من ذلك لحماية الجالية المسلمة ومؤسساتها ومصالحها.

رئيس وزراء بريطانيا الجديد

*ما واقع الجالية المسلمة في بريطانيا ومدي النجاحات التي حققتها داخل المجتمع البريطاني وهل تعمل بشكل مؤسسي لمواجهة هذه الحملة اليمينية المتطرفة ضدهم وكيف تعاملت هذه الأحداث

**الجالية المسلمة في بريطانيا لها مؤسساتها ووجودها اللافت في الساحة البريطانية ،وتتعامل بإيجابية مع جميع مؤسسات هذا المجتمع ،وخصوصا مؤسسات المجتمع المدني ،ولها الكثير من الفاعليات والأنشطة داخل المؤسسات والمساجد من خلال الانفتاح علي المجتمع البريطاني .

ومن هنا يجب الإشارة إلي أن هناك علاقة إيجابية بين المؤسسات الإسلامية والجالية المسلمة والمجتمع البريطاني ،بشكل دفع عددا من المؤسسات البريطانية للوقوف في وجه اليمين المتطرف وحماية المساجد والدفاع عن المسلمين.

وهذا يوضع ان التعاطي الإيجابي مع مؤسسات المجتمع البريطاني، كرس نوعا من التفاعل الجيد خلال هذه الأحداث المؤسفة ،وهو أمر يمكن البناء عليه في المستقبل كجالية مسلمة وكمؤسسات إسلامية.

* قبل اندلاع هجوم المتطرفين اليمنيين علي المؤسسات الإسلامي تصاعد نفوذ التيار اليميني في فرنسا وهوما سبقه صعود مماثل في إيطاليا وعدد من البلدان الأوروبية .. ما تأثير هذا الصعود علي مستقبل الجاليات المسلمة في أوروبا بشكل عام ؟

**ضغوط اليمين المتطرف لا تتوقف عند الأقليات والجاليات المسلمة في بريطانيا وحدها بل يمتد لفرنسا وسو يسرا وهولندا وألمانيا وهذا توجه يثير القلق كما يفجر  إشكاليات امام الجالية في عدد كبير من الدول .

ومما يزيد الأوضاع صعوبة أن أنشطة وفعاليات اليمين المتطرف، لم تقف عند الشارع فقط بل وصل ممثلون له الي مقاعد البرلمان، بل أوشك اليمين في بعض الدول علي تشكيل حكومات، كما جري في إيطاليا .

ونحن كجالية مسلمة في بريطانيا نعاني نفس الأزمة، لاسيما أن حزب الإصلاح اليميني المتطرف بزعامة  نايجل فرج، قد حاز ٥مقاعد في مجلس العموم البريطاني.

وهذا تطور يفرض علي الجارية المسلمة التفكير في سبل للتعامل مع هذا الوضع الجديد ،والذي غدا أمر واقعا يجب التعامل معه عبر تكثيف التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني البريطانية ،ومع الحكومات لو استطعنا لتجاوز هذه الأزمة وتأمين سبل حماية الجالية من هذا التطرف.

مسلمو أوروبا

*تحدثت تقارير خلال السنوات الأخيرة عن أن القارة ستتحول خلال عدة عقود لقارة ذات أغلبية مسلمة ولكن هذا ما يتناقض مع المناخ المعادي المسلمين وتصاعد الضغوط لتقييد اصدار تأشيرات لمواطنين ومسلمين والتشدد مع طالبي اللجوء كيف تقرأ هذا التناقض ؟

**هذا الأمر يروج له اليمين المتطرف ،حيث يزعم أنه خلال الثلاثة عقود القادمة ستصبح أوروبا قارة ذات أغلبية مسلمة وستتضاعف إعداد المسلمين حال استمرار هذا التراخي مع تزايد أعدادهم .

وهذا أمر يتسم بالتهويل والمبالغة  ليس له أساس علي الاطلاق ،ولا هدف له الا تخويف المجتمع الأوروبي بشكل عام والمجتمع البريطاني بشكل خاص ،من الجالية المسلمة  ، حتي يفاقموا من حدة العداء للمسلمين.

وهي  يفرض علي المؤسسات الإسلامية التواصل مع المجتمع المدني البريطاني ،وفضح هذه الروايات وتفنيد هذه المزاعم ،وتوضيح الصورة والتأكيد علي أن الجالية المسلمة في انجلترا وأوروبا مهما تمددت وزادت اعدادها ستبقي أقلية وهو أمر يجب أن يكون واضحا  في التعامل معها الان وفي المستقبل.

* كيف تري مستقبل الوجود الإسلامي في اوروبا ومن المطلوب من الجاليات المسلمة لإحباط هذا المخطط اليميني المتطرف ؟

**مستقبل الجالية المسلمة في المنطقة يبدو جيدا، لاسيما أن الجيل الثالث والرابع الذين ولدوا وترعرعوا في بريطانيا وأوروبا ،وهؤلاء من درسوا في مدارسهم وتعلموا اللغة الأم لهذه البلدان، وكذلك اكتسبوا الثقافة الغربية مع الحفاظ علي هويتهم الإسلامية ويسعون للعب دور مهم في هذه المجتمعات، وتغيير فكرة المجتمع البريطاني والأوروبي عن المسلمين، كون ابناء الجيلين الثالث والرابع لديهم قدرات أكثر  للتعامل مع هذه المجتمعات ،وفقا للغة التي يفهمونها.

فهم نشاوا في هذه المجتمعات ويتعاملون معها كأوطانهم ،وسيبقون فيها ويدافعون عن حقوقهم ويؤدون واجباتهم ،وهذا مفهوم وواضح في مجتمع ديمقراطي مثل بريطانيا.

*هل يقتصر الأمر علي هذا فقط فيما يتعلق بالرهان الواسع عليهم للتصدي لمحاولات الأضرار بالجاليات المسلمة في بريطانيا وأوروبا؟

**لا هناك رهان كبير  علي ابناء هذا الجيل لتغيير الصورة النمطية للجالية المسلمة والدين الإسلامي بشكل عام في ظل تصاعد ما يطلق عليه الإسلاموفوبيا بسبب حرب الشائعات التي تشن ضد المسلمين والحملات الإعلامية المغرضة المتطرفة ضد المسلمين ،فضلا عن ضرورة التصدي لسعي البعض لتكريس التعامل  مع المسلمين في المجتمعات الأوروبية كمواطنين من الدرجة الثانية.

وهو ما يتطلب جهدا ن الأجيال الجديدة لفرض  التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الاولي فهم يحملون جنسية هذه البلدان  وهي مهمة صعبة لكن الجيل الثالث والرابع من الجالية المسلمة قادر علي تنفيذها والوفاء بها.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب