الأمة الثقافية

ناشرون في صالون الكتاب.. سوق الكتاب في الجزائر ميِّتٌ

(غياب التسويق يهدد دور النشر بالإفلاس)

(جمعية التراث بمنطقة الزاب خطوات ثابتة للحفاظ على المخطوطات)

يشتكي ناشرون جزائريون من تخوف فشل المعرض الخاص بالكتاب ويعوّلون علي المشاركات الجامعية من طلبة واستاذة وباحثين أمام الأسعار المرتفعة للكتب لأن سوق الكتاب ميتُ في الجزائر وهو يحتاج إلى دعم كبير من وزارة الثقافة، فالتراجع الذي تشهده القراءة في الجزائر كما قال ممثل وزير الثقافة والفنون له اثر علي المقروئية، لكن هناك تحدي قراءة وهذا الصالون من بين التحديات التي ترفعها الوزارة من أجل بعث الكتاب من جديد و إعطائه المكانة اللائقة به.

الصالون الوطني للكتاب الذي جاء تحت شعار: «قسنطينة مدينة الحواضر»، شهد مشاركة قوية مست 60 عارضا من دور النشر الجزائرية حضر افتتاحه المسؤولين المحليين والسلطات المدنية والعسكرية، شهد تنوعا من حيث العناوين التي تم عرضها وفي مختلف المجالات العلمية والفكرية والدينية والثقافية، حيث شهدت دار الثقافة مالك حداد التي احتضنت التظاهرة الثقافية حركية لم تعهدها من قبل، من خلال البرنامج المسطر طيل مدة التظاهرة التي تنتهي يوم 28 من الشهر الجاري، عملت السلطات المحلية على توفير المناخ المناسب لإنجاح المعرض وضمان الراحة للضيوف الذين قطعوا مسافات بعيدة من أجل المشاركة، على غرار منطقة الزاب (ولاية غرداية بجنوب الجزائر) وولايات أخرى من الغرب، مع اختيار ديكور مميز يتلاءم مع المناسبة، ومن المشاركين نذكر على سبيل المثال دار بهاء الدين للنشر والتوزيع، دار الهدى، دار الأصالة للنشر الجزائر، دار العزة و الكرامة، دار البركة، دار القدوة، الأجواد، دار ابن النديم دار، دار العواصم، الوعي، الألمعية، ودار النشر العكاظية والقائمة طويل، كانوا جمعيا رسلا للسلام عن طريق الكتاب الذي يعدّ خير جليس في الأنام.

كان الصالون الوطني للكتاب نافذة يطل بها على الجمهور الجزائري ليكون جسرا بينه وبين الكُتَّابِ والناشرين والمؤلفين الأكثر تعطشا لمعرفة الجديد وما تجيد به أقلام الباحثين والأدباء من كتابات مهما اختلفت أجناسها، ومهما اختلفت مذاهبهم وإيديولوجياتهم، فمن خلال احتكاكنا ببعض العارضين وقفنا تخوف البعض من فشل التظاهرة لأسباب كثيرة وهو ما أكده لنا العديد من الناشرين وهو ما أشار غليه السيد حكيم بحري عن دار بهاء الدين للنشر والتوزيع تلتي عرضت جملة من العناوين، عن عملية التحضير للمشاركة يقول حكيم بحري أن العملية دامت أكثر من شهرين، من اجل اختيار العناوين العلمية المطالب بقراءتها والتي تلقى طلبات مشيرا إلى بعض العناوين الحديثة الطبع على غرار كتاب نذير طيار الموسوم بعنوان «الرياضيات لغة الكون والحياة»، وكتب أخري أدبية ككتاب في الأساطير الأدبية لمؤرفه الربعي بن سلامة وغيرها.

 وتقف إلى جانبه مروة نوج عن دار العكاظية للنشر، تشير أن الظروف الاجتماعية تؤثر سلبا عل المعرض لأنه تزامن مع الدخول المدرسي، والعائلة الجزائرية الشغوفة بالمطالعة يتعذر عليها شراء كتاب بسبب الدخول المدرسي والذي شهد ارتفاعا كبيرا في الأدوات المدرسية، ولذا فإن الإقبال سوف يكون لفئة معينة فقط، تستطرد مروة نوح بالقول: سوق الكتاب ميت، فأزمة الورق وغلاء سعرها اثرت سلبا عل دور النشر، خاصة خلال التحضيرات للصالون الدولي بالنسبة للجنس الأدبي، كذلك انعدام المقروئية وهذا بسبب ارتفاع الأسعار وكذلك ما تعلق بميول القارئ الجزائري، ثم أن هناك تنافس بين الناشرين، في نوعية النشر، في مواعيد طبع الكتاب، وتنافس بين المطبعيين، من وجهة نظرها فإن الشراكة بين الدور النشر تزيد الناشر توسعا إن توفر عامل الثقة بين الناشرين واحترام العقد بين الناشر والمؤلف، لاسيما والمعرض يهدف إلي ترقية صناعة لكتاب بداية من النشر والتوزيع ثم القراءة.

جمعية التراث بمنطقة «الزاب» خطوات ثابتة للحفاظ على المخطوطات

ما يلاحظ أن الناشرين تختلف اهتماماتهم عن ناشرين أخرين، فمنهم من يرتكز اهتمامه على طبع الكتب الدينية والمصاحف كما نراه في شركة العواصم، وأخرون على فكر مالك بن نبي من بينهم الأصالة للنشر ودار الوعي، في حين تركز بعض دور النشر على التراث ومنها جمعية التراث الكائنة بمنطقة الزاب (غرداية)، وهي جمعية تهتم بحفظ المخطوطات من التلف وطبع المصاحف، حسب ممثلها، تأسست هذه الجمعية في الثمانينيات مقرها القرارة، وكان الشيخ محمد ناصر وهو أديب ومؤرخ وناقد صاحب فكرة تأسيس للحفاظ عل التراث المادي واللامادي، يهتم محمد ناصر بالفكر الإباضي وحضارة وادي ميزاب، كما يهتم بدراسة وتحقيق المخطوطات ثم صياغة وتوزيعا، وقد عرضت هذه الجمعية منتوجها في تصنيف المخطوطات وترتيبها خلال التظاهرة الثقافية، مع لوحات في الخط الإسلامي للخطاط محمد شريفي، الذي تولي كتابة المصحف الشريف ومصمّم العمولات النقدية الجزائرية، وكذلك مصاحف طبعت حديثا، وكان أخر إصدار جمعية التراث مخطوط بعنوان: «اتجاهات التفسير ومناهجه عند إباضية الجزائر»، وكتاب بعنوان : الشيخ ابو اليقظان ونثره وغيرها من العناوين التي لقيت إقبال الباحثين.

علجية عيش

علجية عيش

صحفية جزائرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى