الخميس سبتمبر 19, 2024
مقالات

ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (٥)

مشاركة:

«الوقفات ليست تفسيرا، فلستُ أهلا له، لكنها تفاعل جمال المعاني مع خيال نفس الأديب، فربما أصبتُ، وربما أخفقتُ»

(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (30 – سورة يوسف)

تأملوا أحبابي (نسوة) لم يقل النسوة، لم يعرّفها فتقلّ المساحة والعدد، وتتحدد، بل جعلها نكرة لتتسع الدائرة فتشمل: سيدات القصور وعامة الشعب، فبالتأكيد أن الخدم ينقلون ما تتسمّعه آذانهم داخل تلك القصور.

ثم تأمل (امرأة العزيز) بصفة النسب، أو نسب الصفة، لا بـ اسمها، وهذا يدل أيضا على عموم الشائعة وأنها تخطت حاجز القصور التي تعرف السيدة جيدا.

لكنها أيضا أشارت إلى الأهم وهو أن الفضيحة قبل أن تمسّها هي فسوف تمسّ العزيز، وهذا هو مقصد النساء، وخاصةً زوجات الكبار، فلربما أخذ مكانه أحد رجالهن..

وتعجّبتُ أيضا من لفظ (وقال نسوة)، ولماذا لم يقل: وقالت نسوة؟

 وبعيدا عن آراء النحاة في جواز استخدام قال مع نسوة؛ أرى أنه من المؤكد، أن هناك من الرجال من خاض في هذه الفضيحة، ونقلَ وتحدّث، فتكون الغلبة هنا للرجال، حتى لو خاض في ذلك رجل واحد مع آلاف النساء، ولذا لم يقل أيضا: وقال الناسُ في المدينة، لأن الغلبة في الانتشار للنساء.

والله تعالى أعلم

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب