الأحد سبتمبر 8, 2024
مقالات

ناصر صلاح يكتب: وقفات مع الآيات (9)

مشاركة:

«ما يخطه قلمي ليس تفسيرًا، فلستُ من أهله، وإنّما هي وقفات أديب عند بعض المعاني والكلمات».

(قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)

[الأعراف 116]

وقفتُ كثيرا متأملاً بين (سحروا واسترهبوهم).. فالسحر يفقدك الوعي بمن حولك، ويشغلك بما أراد أن يصنع فيك فقط، وفي هذه الحالة هو الدهشة والعجب، وإيهامهم بأنهم الأفضل لأجل فرعون.. فهنا لا وَعيّ.

ولكي تشعر بالرهبة لا بُدّ أن مشاعر الخوف تتحرك داخلك، وتستشعر الرعب والخطر، وهنا لا بُدّ من الوعي الكامل لإدراك حقيقة ما يدور حولك.

فالناسُ في حالة لا وَعيّ، والسحرةُ في حالة وَعي كامل، فهم فرسان الصراع، وأصحاب اللعبة، واللجام بأيديهم، ولذلك عندما خسروا كانوا أول مَن آمن في لحظتها.

و«موسى» محفوظ من ربه، ومع ذلك نجد في سورة طه (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ) باختلاف آراء أهل التفسير..

أنا هنا اريد إثبات وَعيه الحاضر.. عليه وعلى نبينا السلام.

وكان سؤالي لنفسي:

كيف استطاع السَّحرة جَمع اللا وَعي في سَحَروا، والوَعي في استرهبوهم، في نفس اللحظة مع الحضور؟!

وكانت الإجابة في استكمال الآية.. (وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)..

فليس بالسِّحر العادي، بل هي قدرة هائلة وفريدة مِن نوعها تلك التي سحَرَت أعين الناس فقط، وأبقَت على حواسهم ومشاعرهم.

ولذا تأتي إجابة: لماذا أوجسَ موسى وخشى؟

أن السبق الذي سمح لهم به قد يخسره المعركة.

لأنهم أتوا بما تصنعه عصاه، تقلب لـ حَيّة، بل الحِبال الليّنة أيضا.

ولكي تأتي نتيجة الصراع في صالح الحق كانت معجزة موسي من نفس فِعل السحرة، عصا تقلب لـ حَيّة، لكنها تلقف ما صنعوا.

واللهُ تعالى أجلّ وأعلم.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب