الأحد أكتوبر 6, 2024
الشاعر الفلسطيني سمير عطية الأمة الثقافية

“هذا أَوانُ النَّصرِ”.. للشاعر الفلسطيني “سمير عطية”

مشاركة:

ضَوءٌ سَيأخُذُ في المَعاركِ ثَأْرَهْ

وَدَمٌ سَيَنزِفُ كَيْ يُجدِّدَ عُمْرَهْ

وَطَريقُ هذا الحُزنِ يُعْلِنُ صَبْرَهُ

كَيْ يُبْدِلَ الحُزْنَ العَتيقَ مَسَرَّهْ

فَجْرٌ يُوَدِّعُ في المَعارِجِ فَجْرَهُ

وَالصُّبحُ يَدري مَنْ سَيغْسِلُ قَهْرَهْ

والقادِمونَ عَلَى الصَّهيلِ لِقاؤُهُمْ

عِنْدَ الرَّحيلِ عَلَى مَواجِدِ صَخْرَهْ

سَيَعودُ حُوتٌ مِنْ مَوانئِ حُزْنِهِ

وَهُناكَ يَمضي كَيْ يُعانِقَ بَحْرَهْ

سَيعودُ مِنْ موتِ الغِيابِ إِلى المَدَى

سَيُغادِرُ البَرَّ الكَئيبَ وَجَمْرَهْ

لِيَقولَ مَرحى بِالخُلودِ وَشَوْقِهِ

وَيَصيرَ في تاجِ المَدائِنِ دُرَّهْ

مِنْ سُورةِ الشُّطآنِ، آيةُ مَوْجهِ

تَرتيلُ قَلبٍ لا يُفارِقُ ذِكْرَهْ

مِنْ خَيمةِ الشُّطآنِ، أَحرُفُ وَجْدِهِ

وَقَصائِدُ البَحَّارِ تَذْكُرُ شِعْرَهْ

مِنْ قَلعَةِ الشُّطآنِ، غَضْبةُ سَيْفهِ

لِتَعودَ مِنْ قَيدِ السَّلاسِلِ حُرَّهْ

مِنْ شَوقِ إسماعيلَ غَيمةُ ثَأْرِهِ

تَهْمي عَلَى كَفٍّ لِتُطْلِقَ ثَأْرَهْ

قالتْ ليَ الغَيماتُ حينَ تَيتَّمَتْ

سَأبوحُ مِنْ شَهْدِ الشَّهادَةِ سِرَّهْ

مِنْ نَسْلِ هذا الضَّوءِ يُولَدُ نَجْمُهُ

رَصَّ الكتائبَ لِلشُّموسِ مَجَرَّهْ

وَالبَدْرُ يَزهو بِالبيارِقِ شامِخاً

أَرأيتَ كَوناً لا يُعانِقُ بَدْرَهْ؟

يا زَمزمَ الأوطانِ مَنْ لِجِرارِنا

وقوافلُ الأشجانِ تَشْرَبُ حَسْرَهْ

والقدسُ ظَمأى، وَالمَدائِنُ تَشْتَكي

وتُمورُها مِثلُ التَّشرُّدِ مُرَّهْ

في صَحنِ صَبري والمحازنُ تَمرُنا

حانونُ تَمْرٌ والمُخيَّمُ تَمْرَهْ

يَبكي عَلَى الوَطنِ المُحاصَرِ حُلْمُهُ

فَيُقيمُ بِالصَّبرِ المُقاوِمِ جِسْرَهْ

في مِنْبرِ الثُّوَّارِ يَهدُرُ ثَغْرُهُ

“لَمْ نَعْتَرِفْ”، لا لا نُسَلِّمَ أَمْرَهْ

وقَصائِدُ الأَحرارِ في ثُوَّارِها:

ربَّاهُ سَلِّمْ لِلْمُقاوِمِ ثَغْرَهْ

أَيْقونَةٌ لِلْكَونِ، قُدْسُ إِبائِهِ

وَقَصيدَةٌ لِلْمَجْدِ تَعْبُرُ نَهْرَهْ

ماذا يُضيرُ الصَّبَّ؟ عانَقَ شَوقَهُ؟

قَدْ كانَ يَرنو أَنْ يُعانِقَ سِحْرَهْ

أَنْ يَصعَدَ الأشْواقَ، يَعرُجُ لِلْعُلا

أنْ يَرْتَقي فَوقَ الكَواكِبِ مَرَّهْ

هاتي كُفوفَ الذِّكرياتِ لِأنْتَقي

ورداً وَأَنْثرَ في المدائِنِ عِطْرَهْ

هاتي سُيوفَ الرَّاحلينَ لِأَقتفي

أَثرَ السُّيوفِ، لِكَيْ أُحَرِّرَ أَسْرَهْ

هاتي الرَّصاصَ لِكيْ أصوغَ رثاءَهُ

وَخُذي اللَّهيبَ لِكَي يُعَوِّضَ حِبْرَهْ

هاتيهِ فَوقَ الشَّمسِ قَبلَ سَنائِها

فَهُناكَ يَبقى حينَ يَتْرُكُ قَبْرَهْ

لا تَستعيروا مِنْ مَعاطِفنا النَّدى

إبريقُ حُزني يَمْتلي بِالعَبْرَهْ

والعائدونَ إِلى رياضِ قَصائِدي

قَصفوا زُهوري وَاستعادوا الكَرَّهْ

دَمعٌ سَيُنبِتُ في فؤادِكَ حَسرةً

وَدمٌ سَينزِفُ هلْ سَتَكشِفُ سِرَّهْ؟

كَفٌّ على بابِ الغِيابِ وَزهرةٌ

وحدائقُ المَنفى سَتحضنُ زَهْرَهْ

وهناكَ مَنْزِلُهُ وَمَنزلُ مَنْ مَضَى

نَحو المَعالي كَيْ يُصافِح نَذْرَهْ

المَوجُ يَهدُرُ في الشَّواطئِ شادِياً

أَرأيتَ موجاً قدْ يُفارِقُ بَحْرَهْ؟

هذا أَوانُ النَّصرِ، حانَ زَمانُهُ

وَمَواكبُ الشُّهدا تُزَيِّنُ فَجْرَهْ

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *