تسعى الاستراتيجية الأمريكية، إلى بناء شرق أوسط جديد على أساس اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل، وتقليص النفوذ الإيراني، ولكن لايزال الرفض الإيراني، والطموحات الإسرائيلية التوسعية هي العقبات الأكبر في طريق قبول المنطقة بهذا النموذج.
وبحسب تقرير لجريدة “المونيتور الأمريكية “تسعى الخطة الأمريكية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام مقابل وعود بانسحاب إسرائيلي من الجنوب، ويرافق ذلك وعود من دول خليجية وأوروبية بدعم مالي للبنان في حال تنفيذ الخطة، لكن موقف الحزب الصارم من هذا المسار يعقد المشهد.
وفي هذا السياق تعد سوريا التعقيد الأكبر مع مطالبة الأكراد بدستور جديد يكرّس اللا مركزية وهو ما ترفضه دمشق، وهناك مقترحات دولية لاعتماد نموذج فدرالي مماثل للنموذج السويسري لكنها تواجه اعتراضًا تركيًا -الداعم الأبرز للنظام في دمشق- كما تسعى إسرائيل لإفشال أي تسوية مع الدروز بحيث تضمن بقاء دمشق في عزلة دولية.
ولا يختلف الأمر في العراق فرغم إمكاناته النفطية وسوقه البالغ 42 مليون نسمة، يبقى العراق الحلقة الغائبة بفعل النفوذ الإيراني الذي تعزز مؤخرًا بتوقيع الاتفاق الأمني مع طهران، والنفوذ الإيراني في قطاع النفط والطاقة العراقي. ولازالت معرضة لعقوبات أمريكية إذا جرى تقنين دور مليشيات الحشد الشعبي.
ومن المهم الإشارة إلي أن غزة هي أعقد الملفات، فوفق الرؤية الأمريكية فإن مستقبل غزة يجب أن يقوم على إقامة دولة فلسطينية بدون حماس، ضمن إطار إقليمي أوسع يرتكز على اتفاقات أبراهام وتكامل اقتصادي إقليمي، لكن طموحات التوسع الإسرائيلية والرفض اليميني لإقامة دولة فلسطينية تعقد هذا المسار.
وبدورهم يرى مراقبون أن فرص نجاح الرؤية الأمريكية في شرق أوسط جديد بصورتها المثالية ضعيفة جدا، ولكن قد يتم السير على خطى هذه الرؤية بشكل تدريجي يبدأ من مشروعات تكاملية اقتصادية في المنطقة ثم يمتد إلى الجانب السياسي، مع منح إسرائيل ضمان لتفوق نوعي دائم في المنطقة وحرية عمل مقابل التخلي عن التوسع الجغرافي