هكذا تعاطت الصحف الإيرانية مع سقوط الأسد وتداعياته علي نظام الملالي
يوم أمس، شهدت الساحة الإقليمية تطورًا بارزًا مع سقوط نظام بشار الأسد بشكل نهائي، مما أنهى سنوات من الحرب الداخلية والفساد وقمع الشعب السوري. استولى المعارضون على القصر الرئاسي في دمشق، واستسلمت القوات الموالية للأسد.
وقد شكل هذا الحدث نقطة تحول كبيرة في موازين القوى في الشرق الأوسط، مع تداعيات عميقة على النظام الإيراني الذي دعم الأسد باعتباره “العمق الاستراتيجي” له. تظهر تحليلات الصحف الحكومية الإيرانية إدراكًا متزايدًا لدى بعض النخب الموالية للنظام لفشل هذه السياسات والتكاليف الباهظة التي تحملها الشعب الإيراني.
وعلى مدى السنوات الماضية، أنفق النظام الإيراني مليارات الدولارات من ثروات الشعب لدعم نظام الأسد، بما في ذلك الدعم العسكري والمالي وإرسال القوات. كان الهدف الأساسي لهذا الدعم ليس فقط الحفاظ على نظام الأسد، بل منع امتداد الانتفاضات الشعبية إلى داخل إيران. ومع سقوط الأسد، فشلت هذه السياسة بشكل واضح، مما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل المنطقة ودور النظام الإيراني فيها
صحيفة جمهوري إسلامي علقت علي سقوط نظام الاسد قائلة : إسرائيل، تتقدم نحو الفرات حيث اعتبرت الصحيفة سقوط الأسد تقدمًا استراتيجيًا لإسرائيل في المنطقة، محذرةً من تغير ميزان القوى ضد محور المقاومة.
صحيفة همميهن الحكومية تعاطت مع نهاية حكم بشار إذ رأت الصحيفة سقوط الأسد كنقطة تحول في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن النظام الإيراني سيضطر للتكيف مع تقلص نفوذه الإقليمي الشرق الأوسط بعد الأسد نهاية الأسد بداية جديدة لنا
ولم يختلف الأمر في تعليق صحيفة إيران الرسمية حيث عنونت تقرير حول مؤسسات الدولة في سوريا كانت في حالة انهيار ماذا حدث في سوريا؟ إذ ركزت الصحيفة على ضعف البنية المؤسسية للنظام السوري، معتبرةً سقوط الأسد نتيجة حتمية للفساد وسوء الإدارة، وأشارت إلى التكلفة الباهظة لدعم النظام الإيراني لهذا التحالف
وفي السياق ذاته قدمت صحيفة ستاره صبح تحليلا مختلفا حول سقوط الأسد بالقول : المنطقة تشهد تغييرات جذرية إذ اعتبرت الصحيفة أن سقوط الأسد هو بداية حقبة جديدة في المنطقة، ودعت النظام الإيراني إلى الاستعداد للتعامل مع التغيرات القادمة
ووصفت صحيفة اعتماد الحكومية ما يجري في سوريا بأنه الفجر في الشام داعية إلى تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره، منتقدةً ضمنيًا سياسات النظام الإيراني في دعم الأسد وأن القرار بيد الشعب قائلة جاؤوا ليبقوا.
صحفة شرق الحكومية فتعاملت مع الأمر عبر عدة عناوين منها التطورات في سوريا والحاجة إلى نهج عقلاني و حقبة ما بعد الأسد حيث حثت الصحيفة على تبني سياسة دبلوماسية أكثر واقعية تجاه التطورات في المنطقة، والاعتراف بالحقائق الجديدة بعد سقوط الأسد.
. صحيفة دنياي اقتصاد فتعاملت مع الشق الاقتصادي لسقوط النظام السوري حيث جاء تقريرها بعنوان مفترق دمشق الجذور الاقتصادية لسقوط الأسد
حيث أوضحت أن الأزمة الاقتصادية والفساد كانا السبب الرئيسي لسقوط الأسد، محذرة من أن النظام الإيراني قد يواجه تحديات مماثلة.
وحظت باهتمام صحيفة جيهان صنعت حيث عددت دروس سقوط بشار الأسد و العلاقات الإيرانية-السورية بعد الأسد حيث أكدت الصحيفة أن سقوط الأسد يشكل إنذارًا للنظام الإيراني، داعيةً إلى إعادة النظر في سياساته الإقليمية
.ولم يختلف الأمر في تعامل صحيفة آرمان ملي الحكومية حيث شددت على دول المنطقة أن تكون يقظة لمواجهة لوحة شرق أوسطية جديدة و نهاية بشار الأسد
إذ نبهت الصحيفة إلى أن المنافسة بين دول المنطقة لإعادة تعريف توازن القوى في الشرق الأوسط، مؤكدة أن النظام الإيراني يجب أن يستعد لمواجهة هذه التحديات.
صحيفة كيهان الحكومية رأت أن سقوط الأسد كمؤامرة غربية، واستمرت في الدفاع عن سياسات النظام الإيراني في دعمه.
فيما وصفت العديد من الصحف سقوط الأسد بأنه تحذير للنظام الإيراني بأن دعم الأنظمة المستبدة ليس استراتيجية مستدامة.
واجمعت هذه الصحف علي أن سقوط نظام بشار الأسد ضربة قوية لسياسة النظام الإيراني الخارجية، ويبرز فشل استراتيجيته في منع الانتفاضات الداخلية من خلال إشعال الحروب في المنطقة.
ومع نهاية هذه السياسة، يواجه النظام الإيراني تحديات كبرى في الحفاظ على نفوذه الإقليمي ومواجهة الاضطرابات الداخلية المتزايدة. تعد هذه التحولات فرصة مهمة للشعب الإيراني لتعزيز مطالبه بالتغيير والديمقراطية.