هكذا يتفاقم مأزق خامنئي وهذا هو الخيار الوحيد لتجنب غضب الشعب الإيراني
يلجأ مرشد نظام الملالي علي خامنئي إلى إشعال النزاعات في المنطقة كوسيلة للهروب من الأزمات الداخلية، وفي خوفه من اندلاع الاحتجاجات مرة أخرى في إيران، وذلك لإنقاذ نظام ولاية الفقيه من خطر السقوط.
لكنه أي خامنئي الآن عالق في مستنقع الحرب في الشرق الأوسط. إذا زاد من وتيرة الحرب، ستشتعل النيران باتجاهه، وهو ما يخشاه بشدة لأنه سيؤدي إلى انتفاضة الشعب.
ومما يزيد موقفه سوءا أنه إذا تراجع، فإن الحرس وقواته بالوكالة ستتعرض للتفكك، مما يؤدي أيضًا إلى انتفاضة الشعب الإيراني ووضع مصير نظامه علي المحك وهو أمر قد يدفعه لتفجير الأوضاع في المنطقة لانقاذ رقبته ورقبة نظامه المتداعي من السقوط الذي ظهرت مؤشراته في الأعوام الماضية بشكل واضح ولا يقارن بالعقود السابقة منذ سطوة الخوميني علي الأوضاع في إيران .
بعد الضغوط التي تعرضت لها قوته الموالية، الحزب اللبناني، يسعى خامنئي لإشعال المزيد من النزاعات في المنطقة. وقد صرح مرارًا أنه إذا أراد وقف التوترات خارج حدود إيران، سيتعين عليه أن يقاتل الشعب المنتفض والشباب الثائرين في كرمانشاه، همدان، أصفهان، طهران، وخراسان إذ يسعى للاستفادة من تقاعس أوروبا وأمريكا في تعزيز النزاع في المنطقة.
في يوم السبت 21 سبتمبر، خلال لقائه مع قادة النظام وسفراء الدول الإسلامية، قال خامنئي: “نحن بحاجة اليوم لتشكيل أمة إسلامية. يجب أن نسعى وراء ذلك… الذين يمكنهم تعزيز هذا الدافع هم النخبة في العالم الإسلامي، أي أنتم، السياسيون، العلماء، الباحثون، الأكاديميون، الطبقات المؤثرة، المفكرون، الشعراء، الكتاب، والمحللون السياسيون والاجتماعيون. هؤلاء يمكنهم أن يؤثروا… عندما تتشجع الشعوب، ستضطر الحكومات للتحرك في هذا الاتجاه”.
كما كتبت صحيفة كيهان المرتبطة بخامنئي في يوم الأحد 22 سبتمبر: “سيكون لليمن دور خاص في الظروف الجديدة. هذا ليس تحليلًا بل خبر، وقد أعلنه قادة اليمن، حزب الله اللبناني، والمقاومة العراقية من خلال وسائل الإعلام الرسمية. وبالتالي، فإن النتائج قد تكون مختلفة عن نتائج الحروب السابقة. كل هذه التحولات تشير إلى أن هناك احتمال لاندلاع حرب برية واسعة بين حزب الله اللبناني والكيان الصهيوني”.
من المؤكد أن جزءًا من هذه التهديدات يهدف إلى تعزيز معنويات قوات النظام المتخاذلة، لكن تصريحات خامنئي وما كُتب في صحيفته تشير إلى أن خامنئي والحرس ونظامه سيستمرون في إشعال النزاعات في المنطقة حتى اللحظة الأخيرة، طالما أنهم لا يواجهون ردًا قاطعًا، وطالما أن سياسة المماطلة والاسترضاء لا تزال قائمة
وتظهر هذهالتطورات بشكل لا لبس فيه إنهم يسعون للحفاظ على نظامهم على حساب دماء الأبرياء في غزة ولبنان وغيرها من دول المنطقة، ويعملون على منع انتفاضة الشعب الإيراني.
ومع ذلك، فقد أظهرت التطورات على مدار العام الماضي أن خامنئي ونظامه يتورطان أكثر فأكثر في مستنقع النزاع الإقليمي، وفي الداخل الإيراني، تتزايد الأزمات والاحتجاجات يومًا بعد يوم. إن المناورات مثل تعيين مسعود پزشکیان كرئيس للجمهورية لا يمكن أن تنقذ هذا النظام من الأزمات القاتلة التي يواجهها، وقد أصبحت الوضعية حرجة لدرجة أن حتى الخبراء في النظام نفسه يحذرون من المأزق الذي يواجهه النظام، سواء في الداخل الإيراني أو في النزاع الإقليمي
وكان حزب الله قد تعرض خلال الفترة الاخيرة لاستهدفت إسرائيلية دقيقة اسهمت في مقتل العشرات من قادته بدءا من فواد شكر وابراهيم عقيل وقادة من وحدة الرضوان خلال اجتماع سري ونادر لهم في منطقةالجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وسبق هذا الاستهداف عجوم تعرضت له وحدات الاتصال داخل الحزب بشكل عرض مقاتليه والعديد من المدنيين المرتبطين به يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين وهو ما اقر به حسن نصر الله خلال خطابه الأخير حين أوضح ان الضربة النوعية الشديدة التي تعرض لها الحزب لن تدفعه لانهاء دور الاسناد للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفق قوله.