يجتمع المسؤولون الروس والأوكرانيون،اليوم الإثنين، في العاصمة التركية، بعد استعداد موسكو للجلوس على طاولة واحدة مع كييف في إسطنبول، لاستكمال الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة التي أطلقت منتصف الشهر الماضي، وسط تساؤلات عن الموقف الروسي الذي لا يزال ضبابيًا، وتحديدًا عما كان الكرملين سيخرج عن صمته ويردّ الصاع صاعين.
يأتي ذلك بعدما استهدفت أوكرانيا، في أكثر الضربات نوعية منذ بداية الحرب في 2022، قاذفات روسية بعيدة المدى قادرة على حمل أسلحة نووية في سيبيريا وقواعد عسكرية أخرى، ودمرت مسيرات روسية قيل إن قيمتها وصلت إلى 7 مليارات دولار.
في المقابل، هاجمت موسكو الأراضي الأوكرانية بـ 472 طائرة مسيرة، وهو أكبر عدد يُطلق خلال الليل منذ اشتعال الصراع.
روسيا علي طاولة واحدة مع كييف في أنقرة
يترأس الجانب الروسي، مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي، الذي صرّح بأن بلاده تلقت مسودة مذكرة من الجانب الأوكراني، وأعلن عبر وكالة الأنباء الروسية “RIA” أن الكرملين سيرد عليها اليوم.
سيترأس الوفد الأوكراني في المحادثات وزير الدفاع رستم أوميروف. ويضم الوفد أيضًا نائب وزير الخارجية وعددًا من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين.
والتقى أعضاء الوفد الأوكراني، الإثنين، في اسطنبول ممثلين لإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة، قبل المباحثات المقرّرة مع موسكو،.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غورغي تيخيي عبر منصة «إكس»، إنّ «النائب الأول لوزير الخارجية سيرغي كيسليتسيا وعضو الوفد الأوكراني أولكسندر بيفز التقيا ممثلي شركاء أوكرانيا الأوروبيين، ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة»، مضيفاً أنّ «الأطراف نسّقت مواقفها قبل اجتماع اليوم» مع الوفد الروسي.
وقف اطلاق نار مشروط
يشمل الموقف الأوكراني لهذه الجولة من المحادثات، وقفاً كاملاً غير مشروط لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وإعادة الأطفال المختطَفين وفقاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال زيلينسكي إنه لإقامة سلام دائم، يجب أيضاً إعداد اجتماع على أعلى مستوى.
رفضت موسكو وقف إطلاق نار غير مشروط، لكنها أبدت مؤخراً استعدادها لذلك، بموجب عدد من الشروط المسبقة.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، يوم الجمعة: «خلال فترة وقف إطلاق النار، من الضروري، على الأقل، أن تتوقف الدول الغربية عن تزويد نظام كييف بالأسلحة، وأن تُنهي أوكرانيا تعبئتها».
بريطانيا لا يمكننا تجاهل التهديد الروسي
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم (الاثنين)، إن بريطانيا لا تستطيع تجاهل التهديد الذي تشكله روسيا، وذلك قبل نشر مراجعة دفاعية استراتيجية من المتوقع أن تدعو إلى جاهزية أكبر لخوض حرب حديثة.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بإطلاق موجة من الاستثمارات الجديدة لتحويل القوات المسلحة إلى «آلة قتال متكاملة وقوية» ضمن مراجعة الحكومة لسياساتها الدفاعية.
وقال ستارمر إنه سيستثمر في جيش يكون «أكثر تكاملاً وجاهزية وفتكاً من أي وقت مضى»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا).
وأضاف ستارمر: «سنوفر معدات أفضل لجنودنا عندما يقاتلون في الخارج حتى يتمكنوا من استخدام مجموعة كاملة من القدرات التقليدية والتكنولوجية».