في تصعيد جديد للصراع المفتوح بين تل أبيب وطهران، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت 14 يونيو 2025، عن تنفيذ ضربة جوية دقيقة استهدفت منشأة صاروخية تحت الأرض في مدينة خرم آباد غرب إيران، قال إنها تضم “أنفاق تخزين لصواريخ أرض-أرض وصواريخ كروز”، إضافة إلى “منصات إطلاق”، معتبرًا الموقع من بين أبرز الأهداف الاستراتيجية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد إيفي ديفرين، خلال إحاطة صحفية، أن “الموقع المستهدف كان معروفًا ومهمًا، وقد ظهر سابقًا في فيديو دعائي بثه النظام الإيراني”، في إشارة إلى ما قالت وسائل إعلام إيرانية إنه عرض نادر لقاعدة صاروخية تحت الأرض خلال إحدى الفعاليات العسكرية بداية هذا العام.
وأضاف ديفرين: “تم تدمير الموقع، والقضاء على كبار المسؤولين المرتبطين به”، مشيرًا إلى أن “عشرات المواقع المشابهة داخل إيران تم ضربها خلال الساعات الماضية ضمن حملة جوية منسقة”.
خسائر بشرية ثقيلة
ووفقًا لما أعلنه الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، فقد أسفرت الضربات الجوية الواسعة التي استهدفت عدة مدن ومنشآت عسكرية إيرانية عن مقتل ما لا يقل عن 20 قائداً عسكريًا إيرانيًا، من بينهم الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان المشتركة الإيرانية، في واحدة من أكبر الضربات النوعية منذ بدء التصعيد العسكري بين الجانبين.
كما أعلنت إسرائيل مقتل تسعة من كبار العلماء والخبراء النوويين الإيرانيين في الضربات، دون أن تحدد مواقع استهدافهم.
الرواية الإيرانية: خسائر فادحة لكن لم تنتهِ المعركة
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع عدة ضربات جوية استهدفت محافظة لرستان التي تضم مدينة خرم آباد، وأقرت بسقوط قتلى ودمار واسع، مشيرة إلى أن الحصيلة بلغت 78 قتيلاً على الأقل، بينهم عسكريون ومدنيون، في حين التزمت المؤسسات الرسمية الإيرانية الصمت حيال تفاصيل المواقع المستهدفة.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الأجواء مشحونة بين طهران وتل أبيب، في ظل استمرار تبادل التهديدات وتصاعد الهجمات المتبادلة، وسط مخاوف دولية من انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة.
الخلفية: التصعيد مستمر
وكانت إسرائيل قد شنت منذ فجر الجمعة سلسلة ضربات جوية وصاروخية على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، رداً على ما قالت إنه إطلاق صواريخ مباشرة من الأراضي الإيرانية باتجاه أهداف إسرائيلية.
وبينما تستمر الاتصالات الدولية لمحاولة احتواء التصعيد، قالت مصادر دبلوماسية إن الصراع “قد ينتهي باتفاق”، وفق تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، لكن دون مؤشرات واضحة على التهدئة حتى الآن.