
أعاد ظهور صور جديدة لطيار مصري في المقعد الخلفي لمقاتلة صينية في سماء القاهرة إثارة الجدل حول صفقة سلاح محتملة قد تغيّر موازين القوى في المنطقة وتعيد رسم المشهد الجيوسياسي.
وبحسب “موقع الدفاع العربي” ففي أول تدريب جوي مشترك بين مصر والصين استمر لمدة 18 يومًا، ظهرت المقاتلة الصينية “جي-10 سي” — النسخة التدريبية لطائرة “تشينغدو جي-10” المعروفة بلقب “التنين النشيط” — ما عزز من مصداقية التسريبات التي تحدثت في الأسابيع الماضية عن حصول مصر على الدفعة الأولى من هذه الطائرات في فبراير الماضي.
المقاتلة الصينية، التي تشترك مع الـ”إف-16″ الأمريكية في العديد من الخصائص، مزودة بصواريخ “PL-15” بعيدة المدى، قادرة على إصابة أهداف على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، ما يمنح القوات الجوية المصرية قدرة على اعتراض الطائرات المعادية قبل دخولها الأجواء المصرية. كما أن قدراتها القتالية المتطورة خارج مدى الرؤية تمثل إضافة نوعية للقوات المسلحة المصرية، وتسهم في تنويع مصادر التسليح وتقليل الاعتماد على الموردين الغربيين.
ومن المتوقع أن تلعب هذه المقاتلات أدواراً حاسمة في التدريبات القتالية وسيناريوهات الحرب، كما أظهرت فعالية لافتة خلال التصعيد الأخير بين الهند وباكستان، حيث ساهمت في ترجيح كفة التفوق الجوي لصالح إسلام آباد، وأسقطت — وفقاً لبعض المصادر العسكرية — خمس طائرات ومسيرات هندية من صناعة غربية.
اللافت في هذه المناورات، بحسب محللين عسكريين، هو أن الصين استخدمت طائراتها الأكثر تقدمًا — بما في ذلك مقاتلات متعددة المهام وطائرات استطلاع متقدمة — في إطار تدريب “نسور الحضارة 2025″، ما يعكس أهمية الشراكة الناشئة بين البلدين. لكن الحدث الأبرز تمثل في ظهور طيار مصري داخل قمرة القيادة الخلفية لمقاتلة “جي-10 سي”، وهو أمر غير معتاد في التدريبات المشتركة، واعتبره البعض مؤشراً على احتمال تعاقد فعلي بين القاهرة وبكين.
ويشير اللواء د. سمير فرج، المفكر الاستراتيجي والمدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، إلى أن هذه الخطوة قد تحمل رسالة واضحة للولايات المتحدة، مفادها أن مصر، بعد أن رُفض طلبها للحصول على مقاتلات “إف-35″، من حقها البحث عن بدائل تحقق أمنها القومي. كما رأى أن دخول مقاتلات “جي-10 سي” إلى الخدمة المصرية سيُحدث قلقاً كبيراً في إسرائيل، نظراً لقدرتها على استهداف طائرات داخل العمق الإسرائيلي انطلاقاً من الأجواء المصرية.
وختم فرج بأن هذه الخطوة تأتي في سياق سياسة مصرية ثابتة منذ عشر سنوات، تهدف إلى تنويع مصادر التسليح وكسر الارتهان لأي طرف دولي، مشيراً إلى أن القاهرة باتت تتجه نحو منطق “مصلحة الدولة أولاً” في علاقاتها الدولية.
فهل تكون هذه الصفقة نقطة التحول التي تمنح القاهرة التفوق الجوي في مواجهة خصمها التاريخي الأبرز، إسرائيل، التي احتفظت بهذه الميزة لعقود بفضل امتلاكها لأحدث المنظومات الأمريكية؟