في زمنٍ صار الصمتُ فيه جريمة، والخذلانُ عارًا يُلاحق الأحياءَ والأموات، تعلو صرخةُ غزة من بين الركام، تُنادي بلسان الدم والدموع: “أين أنتم؟”.. ها هي ذي جراحُنا تنزفُ تحت سماءٍ صمّاء، وأطفالُنا يُدفنون تحت أنقاض البيوت، بينما العالمُ يُغمض عينيه وكأنّ شيئًا لم يكُن! لكنّ صوتَ المجاهد أبي عبيدة صدعَ جدارَ الصمت، فهل يجدُ صداهُ قلوبًا حيةً تتحرّك، أم سيبقى نداؤه حبيسَ رياحِ الخذلان؟
هبّت هيئة علماء فلسطين مساء امس، بنداءٍ مُلحٍّ ومُوجع إلى الأمة الإسلامية، عقب الكلمة الصادمة للمجاهد أبي عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، الذي كشف خذلان الحكّام والعلماء والنخب لدماء الفلسطينيين في غزة.
وجاء البيان تحت عنوان “وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ”، حيث حمَّلت الهيئةُ مسؤوليةَ النصرة على عاتق الأمة، محذرةً من عواقب الصمت والخيانة يوم القيامة.
أكدت الهيئة أن كلمة أبي عبيدة عبّرت عن ألم غزة المكلومة، بعد أن خذل الحكام والعلماء شعباً يُباد تحت القصف والتجويع، رغم كل المناشدات والنداءات الدامية.
وجهت الهيئة تحذيراً صارخاً لعلماء الأمة، قائلةً: “يا ورثة الأنبياء، لا تجعلوا شهداء غزة خصومكم يوم القيامة.. السكوت اليوم لن يُغفر غداً!”
دعت الهيئة علماء وشعوب تركيا وباكستان ومصر، إلى مشاركة واسعة في الحملة العالمية المناهضة لتجويع غزة، مطالبةً العلماء والكتاب والنشطاء بحشد الجهود الشعبية والإعلامية لإنجاحها.
واختتمت الهيئة بيانها بتحذيرٍ ناري: “الكلمات وحدها لا تكفي.. من يتخاذل اليوم لن يجد من يشفع له غداً!”، مستشهدةً بقوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم}.