أدانت “هيئة علماء فلسطين” -وهي هيئة شرعية مستقلة- بشدة قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر للاحتلال “كابينت” القاضي باحتلال كامل قطاع غزة،
واصفة إياه بأنه “قرار إجرامي” يكشف عن “الوجه الاستئصالي الحاقد للمشروع الصهيوني”، ويعكس إصرارًا على مواصلة الإبادة بحق سكان القطاع المحاصر.
وأكدت الهيئة في بيان رسمي، اليوم السبت، أن هذا القرار ما كان ليُتخذ لولا ما وصفته بـ”تواطؤ المجتمع الدولي وتقاعس الدول الإسلامية والعربية عن نصرة غزة”،
مشيرة إلى أن بعض هذه الدول قدمت غطاءً سياسيًا أو التزمت الصمت، مما شكل “خذلانًا ظاهرًا لأهل غزة”، وتركهم في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية وحدهم.
وحذّرت من أن استمرار هذا التخاذل ستكون له عواقب وخيمة على الأمة الإسلامية، أنظمة وشعوبًا، ما لم يتم تداركه والانتقال إلى مربع النصرة الفعلية.
ودعت الهيئة إلى نهضة شاملة من قبل الأمة الإسلامية، شعوبًا وحكومات، علماء ودعاة، فصائل ومؤسسات، لنصرة غزة بجميع الوسائل الممكنة،
بما في ذلك دعم المقاومة بالسلاح والمال، وكسر الحصار المفروض على القطاع، وتحريك الشارع الإسلامي والعالمي للضغط على الأنظمة والمؤسسات الدولية، وفضح جرائم الاحتلال في المنابر الإعلامية والسياسية والقضائية.
واعتبرت الهيئة أن هذا الدعم “واجب شرعي” يدخل ضمن مسؤوليات الأمة، واستشهدت بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”، مؤكدة أن التقصير في هذا الواجب يُعد من فروض الوقت التي يأثم الجميع بتركها.
كما حذرت الهيئة من التعامل مع أي جهة أو شخصية تتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في احتلال غزة أو تسعى لتولي زمام الأمور فيها بتنسيق مع الاحتلال،
معتبرة أن من يفعل ذلك “عدو مباشر للمسلمين” ويجب التعامل معه على هذا الأساس، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ”.
وفي ختام بيانها، وجهت الهيئة نداءً إلى أبناء الأمة الإسلامية بعدم الانجرار وراء التهويل الإعلامي، مؤكدة أن “معركة غزة هي معركة الأمة كلها”،
وأن “النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن الله ناصرٌ من نصره، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”.