أثارت التظاهرة التي نظمها ما يسمي مجلس أئمة المساجد في أوساط عرب 48 أمام السفارة المصرية في تل أبيب وندد فيها بالحصار المفروض علي القطاع وعدم قيام بدور ايجابي في فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات لقطاع غزة ، تساؤلات عديدة حول الجهة التي تقف وراء الدعوة التظاهرة في ظل تشكيك في وجود جهة ما تسمي بهذا الاسم.
وفق ما تردد فان تطرق التظاهرة لتحميل النظام المصري المسئولية عن حرب التجويع التي يشنها ،الاحتلال الصهيوني علي غزة دون التركيز علي جريمة الإبادة الجماعية ،التي يشنها الاحتلال الصهيوني علي القطاع المحاصر ،قد عزز المخاوف من إمكانية وقوف الموساد الإسرائيلي وراء هذه التظاهرة ،رغبة في صرف الأنظار عن جرائم الاحتلال.
لكن ما زاد الطين بلة وساهم في خلط الأوراق ،خروج دعوة من الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل ،يؤكد انطلاق الدعوة من مجلس أئمة المساجد في منطقة وادي عارة ،قد ذاد من الجدل وفتح الباب علي مصراعيه امام تساؤلات حول التظاهرة
ومن المهم الإشارة الي ان هذه التظاهرات أغضبت بشدة الحكومة المصرية واللجان الإليكترونية والتي ربطت بين التظاهرة وجماعة الإخوان المسلمين في الداخل في ظل مشاركة رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الإسرائيلي ،رائد صلاح ونائبه كمال الخطيب بل آثار التساؤلات حول الجهة التي تقف وراء التظاهرة أهدافها.
وفي هذا السياق شكك المحلل السياسي الخبير في الشئون العربية محمد جمال عرفة ،في وجود ما يطلق عليه مجلس أئمة إسرائيل أو الأراضي المحتلة مرجحا تورط الموساد الإسرائيلي في الوقوف وراء هذه الدعوة
وقال عرفة في حسابه علي شبكة التواصل الاجتماعي : سألت أكاديميا فلسطينيا وخبيرا في شئون القدس ومن فلسطيني الداخل، أي الأرض المحتلة عام 1948 “إسرائيل حاليا” عبر فيس بوك: هل في “مجلس أئمة مساجد” في اسرائيل أو الأرض المحتلة؟
ورد قائلا كما يشير عرفة : لا وجود لمجلس أئمة فعلياً.. لكن هناك هيئات علمائية “علماء” مختلفة ولا يوجد لها رأس.وعاد عرفه للقول سألته لأنني أشك أن من دعا لمظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب تحت اسم “مجلس الأئمة في الداخل الفلسطيني” أي إسرائيل، والذي ليس له وجود، هي جهات صهيونية مثل الموساد أو جهات مشبوهة تابعة له لتحقيق أهداف مشبوهة أيضا.
واردف لأنه أمر مستغرب أن يدعون لمظاهرة أمام سفارة مصر بينما هم يعيشون في إسرائيل ولديهم مقر نتنياهو، وحكومة الدولة الصهيونية للتظاهر أمامها، وحتى الإسرائيليين الذين تظاهروا غضبا مما يجرى لأطفال غزة تظاهروا أمام مقر حكومة نتنياهو.
تشكيك الأكاديمي الفلسطيني والخبير في الشئون العربية محمد جمال عرفة في الجهة التي تقف وراء الدعوة فتح الباب كذلك أمام تساؤلات حول وجود مجلس الائمة في الداخل المحتل وكذلك فرض إلقاء الضوء الجهات العلمية والإسلامية في الداخل المحتل
وبعد حصر هذه الجهات عبر مصادر يشير الأمر لوجود عدة هيئات وجمعيات علماء في الداخل الفلسطيني، من أبرزها هيئة علماء فلسطين:
وهي هيئة عامة تضم علماء فلسطين وتسعى لتوحيد جهودهم في خدمة القضية الفلسطينية وتقديم الرأي الشرعي في القضايا المختلفة
.
وكذلك هناك رابطة علماء فلسطين وهي هي إطار فلسطيني جامع لعلماء فلسطين، تهدف إلى تفعيل دور العلماء في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية
.
ومن المثير هنا وجود هيئة علمائية في الداخل الفلسطيني يطلق عليها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعلى الرغم من أنه ليست هيئة خاصة بالداخل الفلسطيني، إلا أنه يضم عددًا كبيرًا من العلماء الفلسطينيين وله دور فعال في دعم القضية
.
ومن المؤسسات الإسلامية في الداخل المحتل كذلك الهيئة العالمية لمناصرة فلسطين، وهي هيئة عالمية تعمل على مناصرة القضية الفلسطينية وتوعية العالم بها.
.
بالإضافة إلى هذه الهيئات، هناك العديد من الجمعيات والمؤسسات الأخرى التي تضم علماء من الداخل الفلسطيني، وتعمل في مجالات مختلفة مثل الدعوة والتعليم والإرشاد
وفي ظل الجدل الذي تزامن مع التظاهرة ومحاولات الربط بينها وبين جماعة الإخوان المسلمين دخلت الجماعة علي الخط محاولة النأي بنفسها عن هذه التظاهرة التي شهدت رفع العلم الإسرائيلي خلال .
أكدت جماعة الإخوان المسلمون أن الاحتلال الصهيوني هو المسؤول الأول عن حرب الإبادة والتجويع التي يشنها على قطاع غزة والمستمرة منذ ما يقارب العامين.
وأوضحت الجماعة في بيان ممهور بتوقيع المتحدث الرسمي باسم الجماعة طلعت فهمي أن هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال تستوجب على الأنظمة العربية خاصة دول الجوار أن تستنفر جهودها وتتحرك بشكل جاد لإنهائها والتصدي لها بكل قوة بعيداً عن المزايدات والحملات الإعلامية.
وشددت الجماعة علي إن البداية الحقيقية لوقف نزيف هذه الحرب لن تمر عبر تل أبيب، ولكنها يتوجب أن تنطلق من خلال الدول العربية وفي مقدمتها دول الجوار خاصة مصر بثقلها التاريخيّ والإقليمي والتي كثيراً ما تقدمت مسيرة دحر أعداء الأمة وإعادة الحقوق إلي أصحابها والمنوط بها الدور الفاعل في فتح المعبر وتوظيف كافة الأوراق والأدوات السياسية والدبلوماسية في إيقاف حرب الإبادة والتجويع.
