“وَإِنّي لَأَدري أَنَّ لِلأَمرِ مُدَّةً”.. شعر: أحمد محرّم
وَإِنّي لَأَدري أَنَّ لِلأَمرِ مُدَّةً
وَأَنَّ قَضاءَ اللَهِ لا بُدَّ واقِعُ
وَلَكِنَّني حيناً أَضيقُ بِحَملِها
هُموماً تُريني اللَيلَ وَالصُبحُ ساطِعُ
وَإِنّا لَتَخشى الحادِثاتِ نُفوسُنا
وَإِن صَدَقَت آمالُنا وَالمَطالِعُ
بِنا مِن هُمومِ العَيشِ ما المَوتُ دونَهُ
وَلا عَيشَ حَتّى يَصدَعَ الهَمَّ صادِعُ
نُراقِبُ عَهدَ الشَرِّ أَن يَبلُغَ المَدى
وَنَرجو مِنَ الخَيراتِ ما اللَهُ صانِعُ
تَمادى بِنا عَهدٌ مِنَ السوءِ هائِلٌ
وَطاحَ بِنا خَطبٌ مِنَ القَومِ رائِعُ
أَما وَالسِهامِ المُصمِياتِ قُلوبَنا
لَقَد فَزِعَت لِلهالِكينَ المَصارِعُ
عَيينا فَما يَدري الفَتى أَيَّ نَكبَةٍ
يَقي نَفسَهُ أَو أَيَّ خَطبٍ يُقارِعُ
غِياثَكَ ياذا الطَولِ وَالحَولِ كُلِّهِ
فَما لِلَّذي نَشكوهُ غَيرُكَ دافِعُ
غِياثَكَ إِنَّ القَومَ قَد دَبَّروا لَنا
مِنَ الأَمرِ ما تَخشى النُفوسُ الجَوازِعُ
نَظَلُّ حَيارى نَرقُبُ الشَرَّ يَومَنا
وَنُحيي الدُجى مِمّا تَهولُ المَضاجِعُ
رُوَيدَ العِدى إِنَّ الحَياةَ إِلى مَدىً
وَإِنَّ الفَتى يَوماً إِلى اللَهِ راجِعُ
———————-
أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية
اسمه الكامل: أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي،
من شعراء القومية والإسلام، وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره.
ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م.
قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة.
عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما.
ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني.