مقالات

يسري الخطيب يكتب: التزوير والصور التعبيرية!

– أمتلكُ عددا نادرا من مجلة «الهلال».. يزيد على 300 صفحة، عثرتُ عليه في عام 2002 م، مع بائع «روبابيكيا» بمنطقة شبرا مصر.. صدر العدد في أكتوبر 1974م، في الذكرى الأولى للحرب، لم يرد فيه اسم مبارك إلا في سطرين، ولم تشر إليه المجلة لا من قريب ولا من بعيد… بينما وردَ اسم مهندس حرب أكتوبر وصاحب خطة العبور: سعد الدين الشاذلي، المغضوب عليه من السادات، على استحياء في عدّة سطور، وأفردَت المجلة مساحات واسعة للجمسي، والمشير أحمد إسماعيل، وهما الشخصيتان المنسيتان في عهد مبارك الذي نسب كل الحرب لنفسه.

– التزوير سِمة ومنهج بشري، وقد برع المصريون في ذلك منذ عهد الفراعنة، فقد كانت كل أُسرة تحكم مصر، تنسب لنفسها أمجاد وانتصارات الأُسرة السابقة، ورأينا ذلك على جدران المعابد، وتوجد دراسات كثيرة جدا منشورة في التزوير الفرعوني، كما حذفَ الأحفادُ بعد ذلك اسم اللواء محمد نجيب، أول رئيس لـ مصر، ثم اسم الدكتور محمد مرسي.

ونسى الإعلام المصري الآن «صاحب الضربة الجوية» التي صدّعونا وأذلونا بها، طيلة 30 سنة…

– هذه هي الصورة الأصلية لقيادة حرب أكتوبر 1973م، قبل أن يزوّرها كهنة مبارك، ويضعون صورته مكان الفريق أول «سعد الدين الشاذلي» رئيس الأركان، ومهندس الحرب، وصاحب الخطّة،

وما زالت الصورة المزوّرة منشورة في الكتب المدرسية، وبانوراما حرب أكتوبر، وقاعات ومتاحف الدولة الرسمية، رغم أن التركيب واضح، و(الفوتوشوب) ساذج جدا،

– وقد تكرَّرَت فضائح التزوير كثيرا في الإعلام المصري، طيلة العقود الماضية بوضوح، وكان أشهرها، ما نشرته جريدة الأهرام في 2010م، في قمة شرم الشيخ التي كانت تضم: مبارك، وأوباما، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونتنياهو، فقد تلاعبت «جريدة الأهرام» في الصور، وجعلت مبارك في المقدمة، بينما في الحقيقة كان يجـرّ أقدامه في آخر الصف، وبعد الفضيحة والسخرية العالمية، قال أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام: إنها “صورة تعبيرية”

– فإذا كان التزوير يتم أمام أعيننا، (بكل بجاحة) ونحن ما زلنا أحياء، فيجب علينا أن نحذّر الأجيال القادمة من هذه الخزعبلات والتخاريف التي يطلقون عليها: «التاريخ»

– احتفظوا بأوراقِكم ووثائِقكم وصورِكم، وكل ما يخص المراحل التي عشناها وسنعيشها، وورِّثوها لأبنائِكم، حتى يقضيَ اللهُ أمرًا كان مفعولا.

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى