يسري الخطيب يكتب: “سليمان القانوني”.. الخليفةُ الزاهد المجاهد الذي حكمَ الأرض
(سُلَيْمَان الأول بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه)
– الميلاد: 6 نوفمبر 1494م، طرابزون، تركيا.
– الوفاة: 7 سبتمبر 1566م، سيكتوار، المجر.
(لا يُعرف يوم موته تحديدا، ولذا ستجد اختلافات كثيرة بين الباحثين والمؤرّخين، فقد تم إخفاء خبر موته، حوالي 50 يوما، لأسباب سياسية وعسكرية، والمؤرخون الأتراك يؤكدون موته خلال النصف الأول من سبتمبر)
– من أعظم قادة الجهاد الإسلامي
– ثاني من حملَ لقب “أمير المؤمنين” من آل عثمان.
– كان يتقن اللغة العربية ويحفظ القرآن الكريم، ويحفظ أشعار المتنبي والبحتري وجرير وأبي فراس وأبي تمام، وكان يكتب الشعر باللغتين العربية والتركية، بالإضافة إلى براعته في الخط العربي، فقد كان خطاطًا مدهشًا..
وُلِدَ “سليمان” يوم 6 نوفمبر 1494م، في مدينة طرابزون التي كان والده سليم واليًا عليها قبل أن يصبح ثالث السلاطين العثمانيين، بعد جده: محمد الفاتح، ووالده: “السلطان بايزيد”، في أعقاب فتح مدينة إسطنبول منتصف القرن الرابع عشر الميلادي.
– في يوم 30 سبتمبر 1520م، اعتلى سليمان القانوني عرش الدولة العثمانية وعمره 26 سنة، ليصبح بذلك عاشر سلاطين بني عثمان، والرابع بعد فتح إسطنبول، إلى جانب ترتيبه الـ 89 بين الخلفاء المسلمين.
– خلال سنوات حُكمه الـ46 (أطول فترة حُكم شهدتها الدولة العثمانية منذ تأسيسها)، والتي امتدت حتى وفاته يوم 7 سبتمبر 1566، بلغت الدولة العثمانية أقصى اتساع لها، وأضحت أقوى دولة في العالم القديم، ونجح أسطوله بقيادة البحار العثماني: “خير الدين بربروس” من فرض هيمنته المطلقة على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر لسنوات عديدة لاحقة.
سبب تسمية سليمان القانوني بهذا الاسم:
كان سليمان القانوني عادلا، يُطبّق الأحكام والقوانين على عائلته قبل العامة، ويتسم بالأخلاق الإسلامية العالية، وكان حريصا دائما على العدل وتطبيق القوانين.. ولذا حرص على إصدار حزمة متكاملة من القوانين بهدف تنظيم أمور الدولة واختصاصاتها، وكان هذا سببًا لتسمية سليمان القانوني وحصوله على لقب “القانونيّ”.
وفاته:
في يوم 7 سبتمبر 1566م، وأثناء حصار حِصن سيكتوار خلال الحملة العسكرية التي استهدفت المجر، تُوفيَ السلطان سليمان القانوني بشكل طبيعي قبل أن يشهد الانتصار، عن عمر ناهز الـ71 عامًا..
ولأجل الحفاظ على معنويات الجيش العثماني مرتفعة، ومنعًا للفوضى على العرش في إسطنبول، أخفى القادة العسكريون ومستشارو السلطان خبر وفاته لمدة تزيد عن 48 يومًا، وقاموا بتزوير توقيعه وأختامه على ظهر الأوراق التي حملت تعليماته وقراراته.
– إنه الرجل الذي ملكَ الدنيا، وحكمَ الكرة الأرضية، وكان يضع كفنه في عمامته
بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها، وأصبحت أقوى دولة في العالم في ذلك الوقت.
– صاحب أطول فترة حُكم.. من 6 نوفمبر 1520م، حتى وفاته في 7 سبتمبر سنة 1566م.
– نجحت جيوش سليمان القانوني في السيطرة على معظم بلدان العالم، ونشر الإسلام في كل بقاع الأرض، وسيطرت الأساطيل العثمانية على جميع بحار ومحيطات الكرة الأرضية.. وكانت الخلافة العثمانية هي القطب الأوحد، والعملاق الذي ترتجف فرائص جميع البلدان الغربية أمامه، وتقدّم له الجزية صاغرة،،
من أشهر أقواله:
1- “من يأخذ المال اليوم؛ يأخذ الأوامر غدا”
2- “الحُكم ليس بالسيف، بل بالعدل”.
3- “أُحبُّ أن أموت غازيًا في سبيل الله”. (قالها لأطباء القصر عندما طلبوا منه أن يستريح بعد أن تجاوز السبعين من العمر..)
4- “عندما أموت أخرِجوا يدي من التابوت لكي يرى الناس أنه حتى السلطان خرجَ من هذه الدنيا ويده فارغة”
– الوصية:
عندما حان وقت دفن جثمان سليمان القانوني، كان لا بُدَّ من تنفيذ وصيته، فقد أوصى بدفن “صندوق” معه في قبره، وتحيّرَ العلماء بشأن هذا الصندوق، ربما يكون به “مال” وذلك يخالف الشريعة، ولا يجوز دفنه، فقرروا فتح الصندوق، وكانت المفاجأة الصادمة للعلماء والشيوخ،، فقد وجدوا بالصندوق جميع (فتاويهم) التي قالوها له، وسارَ على نهجها، وعملَ بها في حُكمه، فبكى العلماء والشيوخ من الموقف وقالوا: (لقد أنقذتَ نفسك يا سليمان، فأي سماءٍ تظلنا … وأي أرضٍ تُقلنا إن كنا مخطئين في فتاوينا)
…………
يسري الخطيب