1- في مثل هذا اليوم 24 أغسطس 1903م، كان افتتاح المؤتمر الصهيوني السادس في مدينة «بازل» بسويسرا، حيث نشب خلاف كبير بين المشاركين حول مكان إقامة «الوطن اليهودي»: أوغندا أَم فلسطين؟
2- كانت دولة (أوغندا) بالقارة الأفريقية هي المرشحة لإقامة دولة إسرائيل عليها بدلًا من فلسطين.. وفيما يدل على أن اليهود لم يكونوا مصممين على إقامة دولتهم في فلسطين، أنه حينما عُرض مشروع إقامة دولة إسرائيل بـ أوغندا، على المؤتمر الصهيوني عام 1901م، وافق على هذا الاقتراح: 298 من الأعضاء، وعارضه 178 فقط..
3- لم يعجب هذا الاقتراح بريطانيا وفرنسا المعروفتان بعدائهما التاريخي للإسلام والمسلمين..
ولعبَ التنجيم السياسي دوره هنا، ووقفَ مع الأقلية، حتى كان وعد (بلفور) المشؤوم في 1917م، والذي أعطى فيه مَن لا يملك إلى مَن لا يستحق قطعةً من الجسد العربي، وليتحوّل شعب فلسطين إلى (غرباء ومشرّدين) في جميع بقاع الأرض..
4- كان يهود العالم الذين ليس لهم علاقة بالسياسة والصراعات، يحلمون بإقامة دولتهم على أرض الأرجنتين، ليكونوا بعيدا عن المنطقة العربية المتناحرة، والشرق الأوسط الفقير، بالإضافة إلى قُربهم من أُمّ الشياطين (الولايات المتحدة الأمريكية)،،
وكانت نظرة يهود العالم للعرب وأفريقيا، بأنها مناطق عدوانية متخلفة، لا تناسبهم، عكس الأرجنتين الهادئة المسالمة المستسلمة.
5- نعم.. فلسطين هي أرض الميعاد وحُلم اليهود منذ الأزل، لكن اليهود يجيدون التكتيك، والمراوغة، وتغيير الخِطط، وِفـقًا للواقع، فعند اجتماعهم في المؤتمر الصهيوني الأول: (29 أغسطس 1897م) وإعلانهم بأن إقامة دولة إسرائيل ستكون بعد 50 سنة، إما في: أوغندا، أو فلسطين، أو الأرجنتين.. وبعد 50 سنة، تحقق حلمهم، وظهرت دولة الشيطان على أرض فلسطين في 1948م، ثم أعلنوا يومها أن “إsرائيل الكبرى” ستكون بعد 50 سنة.
6- يتوهّم العرب بأن ذاك لم يحدث، فقد مرَّت سنة 1998م، ودخلنا في القرن الـ21، ولم تظهر إسرائيل الكبرى؟!
7- يا أيها العربي..
لقد تغـيّرَت المعطيات والأسباب والوقائع، بل تغيّرت الدنيا، وأبجديات الحياة، ولم يعد الاحتلال عسكريًا، فقد نجح اليهود في زراعة رجالهم في قصور الحُكم العربية.. والبيت الأبيض، وفي قصر الإليزيه، وفي 10 شارع داونينج بلندن (Downing Street)
وأصبحوا يملكون الخريطة العربية، والخريطة العالمية، والقرار، والاقتصاد، ووسائل الترفيه والإلهاء، والفنون، والسياسة، وأنت!