عاد مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى القاهرة بعد اجتماعات في إسرائيل اليوم الأربعاء مع رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفقا لمصدر مطلع على الاجتماعات.
وتستمر المفاوضات بين المسؤولين في العاصمة المصرية، بما في ذلك وفود أرسلتها حماس وإسرائيل.
وصل بيرنز إلى الشرق الأوسط أواخر الأسبوع الماضي ويقوم بجولة سريعة في أنحاء المنطقة في إطار محاولته وضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار. بعد هبوطه لأول مرة في القاهرة، أخذته جهوده إلى الدوحة، ثم إلى القاهرة، ثم إلى إسرائيل، والآن إلى القاهرة مرة أخرى.
وقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن تفاؤلهم هذا الأسبوع بشأن اتجاه المناقشة، ولكن من الواضح أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة.
وذكر مسؤول اسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التقى بعد ظهر اليوم الاربعاء بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بيل بيرنز لبحث وقف اطلاق النار ومفاوضات الرهائن.
ومن المقرر الآن أن يجتمع مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي في الساعة 7:30 مساء بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء لمناقشة حالة تلك المفاوضات.
وعلي جانب آخر في السياق أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الأربعاء، عن قلقه إزاء الوضع الإنساني المتردي في غزة.
وفي تحديث للعمليات، قال إنه لم تدخل أي سلع للعمليات الإنسانية إلى غزة عبر المعابر الرئيسية، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات وسط الأعمال العدائية النشطة.
وشدد دوجاريك على الحاجة الماسة للإمدادات الواردة، بما في ذلك الوقود، لدعم الجهود الإنسانية. وأضاف أن الوضع عاجل، حيث أن المرافق الطبية الرئيسية معرضة لخطر عدم إمكانية الوصول إليها أو عدم تشغيلها.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن إخلاء مستشفى النجار يسلط الضوء على خطورة الوضع، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يعتمدون على قسم غسيل الكلى.
وأشار دوجاريك: “تم إخلاء أحد المستشفيات الثلاثة في رفح – النجار – فجأة أمس، لأنه يقع في المنطقة الخاضعة لأوامر الإخلاء التي أرسلها الجيش الإسرائيلي”.
وتوضح الأمم المتحدة إنها لا تزال ملتزمة بتقديم المساعدات لسكان غزة، بما في ذلك أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح.
وشدد مارتن غريفيث، رئيس مكتب الشؤون الإنسانية، على ضرورة حماية المدنيين وضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية، سواء بقوا أو تم إجلاؤهم. وأضاف غريفيث أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأرواح في غزة وسط تصاعد التوترات.
هذا ولم تقدم وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها حول ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الإنساني الدولي خلال حربها في غزة إلى الكونجرس اليوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر في مؤتمر صحفي: “نتوقع تسليمها في المستقبل القريب جدًا، في الأيام المقبلة” وإن الإدارة ما زالت تعمل على الانتهاء من التقرير.
بعض السياق : كان التقرير موضوع نقاش مكثف لعدة أشهر في جميع أنحاء الإدارة، وقد أدى بالفعل إلى انقسامات عميقة داخل وزارة الخارجية، حيث أعربت بعض المكاتب عن شكها في تأكيدات إسرائيل بأنها استخدمت الأسلحة الأمريكية دون انتهاك القانون الدولي أثناء حربها. حرب مستمرة منذ سبعة أشهر ضد حماس في غزة.
وبشأن دعم إسرائيل أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن الولايات المتحدة ستوقف مؤقتًا شحنة “ذخائر عالية الحمولة” إلى إسرائيل بسبب عمليات برية محتملة في رفح دون خطة للمدنيين في جنوب مدينة غزة.
وقال أوستن: “سنواصل القيام بما هو ضروري لضمان أن لدى إسرائيل الوسائل للدفاع عن نفسها، ولكن مع ذلك، فإننا نراجع حاليًا بعض شحنات المساعدة الأمنية على المدى القريب في سياق الأحداث الجارية في رفح”. جلسة استماع للجنة الفرعية للدفاع عن المخصصات بمجلس الشيوخ.
وذكرت شبكة سي إن إن في وقت سابق أن الولايات المتحدة أوقفت الأسبوع الماضي شحن 1800 قنبلة تزن 2000 رطل و1700 قنبلة تزن 500 رطل إلى إسرائيل وسط مخاوف بشأن احتمال استخدامها في توغل رفح.
ونوه أوستن: “لقد كنا واضحين للغاية… أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تشن هجوماً كبيراً على رفح دون مراعاة وحماية المدنيين الموجودين في ساحة المعركة هذه”.
وأضاف أوستن أن الولايات المتحدة لم تتخذ “قرارًا نهائيًا” بشأن ما سيحدث مع شحنة الأسلحة، وشدد على أن الشحنة لم تكن جزءًا من حزمة الإنفاق التكميلية التي أقرها الكونجرس مؤخرًا والتي تضمنت مساعدات مميتة لأوكرانيا وإسرائيل.
في هذا الصدد انتقد كبار المسؤولين الدوليين العمل العسكري الإسرائيلي في شرق رفح ، بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين السكان هناك بـ “الإخلاء الفوري” أثناء قيامه بعملية في المدينة.
وصرح مسؤول كبير في وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لشبكة CNN يوم الأربعاء بأن ما يقرب من 50 ألف شخص غادروا مدينة جنوب غزة خلال الـ 48 ساعة الماضية نتيجة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وكان العديد ممن غادروا رفح قد نزحوا في السابق عدة مرات مع انتقال تركيز إسرائيل من مدينة إلى أخرى.
وقالت حماس إن التحرك العسكري الإسرائيلي صوب رفح يشكل “كارثة إنسانية” تشكل “تهديدا مباشرا لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني نازح”.
وقال وزير الشئون الخارجية الاسترالى بينى وونج اليوم الاربعاء ان استراليا كانت واضحة بشأن اعتراضاتها على الهجوم البري الإسرائيلي الكبير على رفح، وقد أكدنا ذلك لإسرائيل مرة أخرى اليوم وأضاف أن “التأثيرات على المدنيين الفلسطينيين نتيجة لعملية عسكرية موسعة ستكون مدمرة”.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على قناة X من “هجوم كبير” على رفح، قائلة: “لا يمكن لمليون شخص أن يختفوا في الهواء. إنهم بحاجة إلى الحماية. وهم بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية. ولتحقيق هذه الغاية، يجب إعادة فتح معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين على الفور.
أدانت دولة قطر “بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمحافظة رفح واقتحامها للمعبر البري والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء والسكن”.
وقال الاتحاد الأفريقي ، الذي يضم 55 دولة، إنه “يدين بشدة امتداد هذه الحرب إلى معبر رفح، الممر الوحيد للمساعدات الإنسانية”.
وكتبت وزارة الخارجية الإندونيسية على موقع X أنها “تدين بشدة” “الهجوم” على رفح وكذلك “سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي”.
ووصف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف يوم الثلاثاء الوضع في رفح بأنه “كارثة إنسانية”، بحسب ما ذكرته وكالة تاس الإعلامية الرسمية في البلاد.
